مازال موضوعنا يتعلق بدراسة السوق وبعملية التنبؤ بالطلب المتوقع فيه علي منتجات المشروع محل الدراسة وقد تناولنا في هذا الصدد عدة اساليب بدأناها بالنماذج البسيطة ثم نماذج الاستقصاء ثم النماذج الرياضية والتي عرضنا في اطارها اسلوب السلاسل الزمنية ثم اسلوب تحليل الانحدار والارتباط ونتوقف هنا عند الاسلوب الثالث في هذا الصدد وهو اسلوب المحاكاة او التماثل (SIMULATION). يستخدم اسلوب المحاكاة كأسلوب مفيد في التنبؤ عندما تكون قيم المتغيرات كبيرة نسبيا ويكون المنهج المستخدم هنا يبرره اهمية عملية التنبؤ، ذلك ان التقدير الاحصائي هنا يستند الي منهج متكامل ويعتمد علي وضع فروض التنبؤ (HYPOTHESIS) واختبارها ويتم من خلال خمس خطوات علي النحو التالي: الخطوة الأولي: معرفة توزيع المجتمع الأصلي: ويعني هذا ان اي ظاهرة من الظواهر محل الدراسة قد تأخذ مفرداتها قيما مختلفة تكون متقاربة "ذات نزعة مركزية" او متباعدة اي انها تتوزع وفقا لشكل معين، وفي حالة الحاجة الي معرفة توزيع هذه الظاهرة بين مفردات المجتمع محل الدراسة فاننا نعتمد هنا علي ما يعرف باسلوب اختبارات الفروض المعملية (PARAMETRICX TESTS) "مثل الوسط الحسابي والتباين والنسبة" وهذه الطريقة تفترض معرفة التوزيع الاحتمالي للمجتمع محل الدراسة اي ان الخطوة الاولي هنا ان نحدد شكل التوزيع. الخطوة الثانية: صياغة فروض الاختبار.. وهنا فان لدينا فرضا يسمي فرض العدم وفرضا اخر يسمي الفرض البديل.. والفرض الاول تتم صياغته بالنسبة للمعلمة المجهولة عن المجتمع محل الدراسة بانه لا يوجد فرق بين قيمة هذه المعلمة وقيمة معينة اما الفرض البديل او الثاني فتتم صياغته بانه يوجد فرق بين الاثنين.. فاذا اردنا مثلا ان نصيغ هذين الفرضين في حالة ما اذا كان لدينا متوسط درجات احدي الفصول في احدي الجامعات 85 درجة مثلا "كمتوسط درجات الطلبة في احدي الفصول في احد الجامعات" فان صياغة فرض العدم هنا تكون انه لا يوجد فرق عن تلك القيمة (85) (أي ان ف * صفر = 85) اما الفرض البديل فان صياغته تكون علي اساس ان تلك القيمة تختلف عن 85.. ونأخذ بعد ذلك عينة من المجتمع فاذا دلت بياناتها علي ان متوسط المجتمع اقل او اكبر من 85 فاننا نرفض فرض العدم في هذه الحالة، لان المتوسط ثبت انه لا يساوي 85. الخطوة الثالثة: تحديد مستوي الخطأ او مستوي المعنوية ويعني ذلك انه نظرا للطبيعة العشوائية للعينة فانه قد يحدث عند سحب عينة ان يكون وسطاها اكبر بكثير من 85 وهذا امر نادر الحدوث مما قد يجعلنا نرفض فرض العدم بالرغم من صحته ومن هنا فان علينا ان نحدد مستوي الخطأ الذي يمكن ان نقبله اي مستوي المعنوية "مستوي الخطأ المسموح به" وهذا يعتمد علي درجة الاستعداد لتحمل مخاطر رفض فرض معين رغم صحته وهذا يعرف بخطر النوع الاول او خطر "الفا" او خطر قبول فرض معين رغم خطئه وهذا يعرف بخطأ من النوع الثاني او خطأ "بيتا". الخطوة الرابعة: صياغة القرار.. لصياغة قاعدة القرار بعد تحديد مستوي المعنوية وذلك لاتخاذ قرار برفض او عدم رفض قرار معين علينا ان نحدد ما يعرف باحصائية الاختبار "متغير عشوائي تستخدم قيمته باتخاذ قرار برفض او عدم رفض فرض العدم" كما علينا ان نحدد ما يعرف بالمنطقة الحارجة او منطقة الرفض ومنطقة القبول واللتين تمثلان معا مجموع القيم الممكنة لاحصائية الاختبار. الخطوة الخامسة: اتخاذ القرار وهنا توجد اربعة قرارات محتملة في اية مشكلة من مشكلات الفروض وهي: 1- رفض فرض العدم رغم صحته ويسمي هنا بخطأ النوع الاول ونرمز إلي احتمال وقوعه بالرمز (أ). 2- قبول فرض العدم وهو صحيح وهو قرار سليم هنا واحتمال تحققه هو (1-أ). 3- قبول فرض العدم وهو خاطئ ويسمي هذا بنوع الخطأ الثاني واحتمال وقوع هذا الخطأ نرمز إليه بالرمز (ب). 4- رفض فرض العدم وهو خاطئ وهذا قرار سليم واحتمال تحققه هو (1-ب). وللحديث بقية بمشيئة الله..