عند منتصف ليلة أول أمس أغمض معظمنا عينيه وأعاد دعواته التي ألح علي الله ان يحققها له في منتصف نفس الليلة العام الماضي موظفون، عاملات نظافة، مهندسون، ممرضات، محاسبون، صحفيات، سعاة، ربات بيوت، عالم من البشر الكل ضبط نفسه ليلة رأس السنة متلبسا بذات الحلم، ذلك الحلم الذي حملوه معهم من أول يوم من أيام 2005 احتفظوا به في خزائن ادمغتهم لعل 2006 تكون هي الأفضل حالا، والأكثر رفقا والأقل عناء. كثيرون تمنوا وظيفة ولقمة عيش شريفة ولكن السوق الذي أصبح حاكما، لا شأنه له بالاحلام. وأخريات حلمن بعش الزوجية ولكن الظروف حالات دون اتمام حلمهن. وآخرون تعشموا ان يصلحوا الأحوال ويردوا الظالم عن ظلمه والفاسد عن إفساده ولكنهم مازالوا في الانتظار. وبسطاء لم يطلبوا الزواج ولا الوظيفة ولا اصلاح الأحوال ولكن طلبوا مع الستر ان تحل مشكلة فلسطين. يبدو اليوم مناسبا لكي نضع أمام الحكومة أحلام مواطنيها المؤجلة علها تلتقط طيفها قبل ان تنشغل غدا بأحلامها هي في عام 2006. أحلام الكل علي لسان واحد منهم كانت كالتالي: (ميرفت المصري - محاسبة) مرتبها 1000 جنيه في الشهر حلمت في 2005 بتأسيس مشروع للمشغولات اليدوية التي تجيدها لان ابنتها مريضة ويتكلف علاجها 600 جنيه كل شهر والدروس الخصوصية تلتهم بقية المرتب، ولكن الحلم تأجل لأنه من الصعب العثور علي مكان لتسويق المنتجات. * (سامي عبدالحميد دبلوم صنايع): كان نفسي أن أعمل في وظيفة حكومية توفر لي نوعا من الضمان بسبب ظروفي الصحية حيث كنت أعمل في شركة (عامل بوفيه) وأصبت اصابة بالغة في ظهري ولم أعد استطيع العمل لساعات طويلة. * (سيد علي ساعي): أعمل منذ 5 سنوات في عمل مؤقت باحدي المؤسسات وكنت اتعشم ألا ينتهي عام 2005 إلا وأنا متعين حتي استطيع أن أدبر أحوال أسرتي ولكن سأنتظر السنة الجاية. * (هالة معوض ممرضة): مضي علي زواجي أربع سنوات وكنت أحلم كأي امرأة بطفل ولن هذا الحلم يحتاج إلي توفير حوالي 9000 جنيه للقيام "بالحقن المجهري" ومرتبي 350 جنيها ومرتب زوجي 400 جنيه ولم ننجح طوال أعوام زواجنا في توفير سوي 2000 جنيه لذلك فالحلم مازال بعيدا. * (خليل عبداللطيف عامل) نفسي أعيش أنا وزوجتي في شقة منفصلة عن أهلي بعيدا عن المشكلات ووجع الدماغ كل حلمي شقة حجرتين وصالة ولكن مرتبي 250 جنيها في الشهر مع أني أعمل منذ 10 سنوات ولكن لم يتم تعييني إلا بعد 8 سنوات ويمكن بعد سنة أخري أن يتحقق الحلم. * (ميادة إبراهيم موظفة): كنت أعمل في الجامعة الأمريكية وكان نفسي اتعين بها وكان مرتبي 230 جنيها وبعد 7 سنين وصل إلي 500 جنيه ولكن بلا عقد ففضلت أن ابدأ العمل في مكان آخر من أجل التعيين. * (تمارا السيد صحفية) حلمت طول السنة أن اسافر الي دبي لكي أري علي الطبيعة ما أراه في الفضائيات طبعا لم أحلم بشراء أي شيء من دبي ولكن كان نفسي اتفرج بس ولكن العين بصيرة وقصيرة هي اليد ففضلت أن أحاول السنة القادمة يمكن أعمل وقد أشارك في جمعية من أجل تحقيق الحلم. * (سيد عبدالتواب موظف علاقات عامة) كنت أحلم ببناء "شقة" في البيت الذي يمتلكه والدي فحصلت علي قرض من البنك ب 5 اَلاف جنيه ساعدت اخي لكي يتزوج وبعد أن خطبت جار وبدأت في البناء وجدت أن طن الحديد زاد من 1500 جنيه إلي 3200 جنيه والاسمنت زاد أيضا واكتشفت أن الشقة سوف تتكلف 8000 جنيه وانا كل مرتبي 300 جنيه واقساط القرض للبنك 90 جنيها.. "مفيش فايدة حلمي في الشقة أجلته". * (سيد يحيي موظف حكومة) خطبت من سنتين وكنا متفقين علي الزواج في أكتوبر الماضي لأن أنا عندي شقة وقدمت علي قرض من بنك الاسكندرية من رمضان الماضي ولكن لم يرد البنك علي طلبي حتي الآن كان نفسي اشتري الانتريه وغرفة النوم ولكن مازلت في انتظار القرض. * (سارة علي موظفة) كان حلمي اشتري غسالة فول أوتوماتيك بالتقسيط بدلا من غسالة حماتي العادية التي أعطتها لنا سلفا حتي نشتريها ولما راجعت الاقساط التي اسددها كل شهر منذ أن تزوجت من 3 سنوات اكتشفت أن حلم الغسالة الاوتوماتيك "لسه بدري عليه". (أمل شطا محاسبة) كان لي حلم واحد حاولت طول السنة ان أحققه وهو أن أقف ضد "الاخطبوطات" التي تسيطر علي المؤسسة الكبري التي أعمل بها هؤلاء الناس يحاول ان يبعدوا كل الناس النظيفة من المكان كتبت شكاوي وكان جزائي الوحيد هو اضطهادي في العمل. أحلام في المنام وأحلام يقظة أخري حلم بها مصريون آخرون هنا وهناك بالحج بالسيارة وبابن الحلال وبتسديد الفيزا اللعينة وبالعدل وبالخير و.. لكن الحلم مؤجل والتحقيق ليس مستحيلا.