مجلس جامعة الإسكندرية يستعرض مستجدات التوسع بفرعي أبو ظبى وماليزيا    وزير العمل ومحافظ الإسكندرية يفتتحان ندوة للتوعية بمواد قانون العمل الجديد    وزير السياحة والآثار يصدر قراراً وزارياً بزيادة أجر المرشد السياحي في مصر    الكهرباء: تشغيل الكابل الثاني بمحطة جزيرة الدهب وتقدم في التغذية البديلة.. فيديو    بيسكوف: اطلعنا على تصريحات ترامب حول تقليص مهلة وقف إطلاق النار في أوكرانيا    موعد مباراة مصر وجنوب السودان ببطولة الأفروباسكت للسيدات    الزمالك يدرس إبرام صفقة تبادلية مع المصري لضم أحمد عيد.. وعائق وحيد    رومانو يكشف حقيقة تقديم النصر عرضا لضم كوكوريا    «أوقاف سوهاج» يتفقد مساجد قرية برخيل بسبب الحرائق المتكررة    تعليمات حاسمة لرؤساء لجان امتحانات الدور الثاني للشهادة الإعدادية بالفيوم    وزير الثقافة يُعلن اسماء الفائزين بجوائز الدولة للتفوق لعام 2025    «الأعلى للثقافة» يُعلن الفائزين بجوائز الدولة التقديرية لعام 2025 (الأسماء)    أحمد التهامي يكشف كواليس العمل مع عادل إمام ويشاركنا رحلته الفنية|خاص    السياحة الإسلامية في مكة والمدينة: دليل شامل لزيارة المواقع المقدسة    «الصحة»: تطوير قسم الأشعة بمعهد ناصر بالتعاون مع شركة إماراتية    الطب البيطري بسوهاج يتفقد مجزر البلينا للتأكد من سلامة وجودة اللحوم المذبوحة    المياه أغرقت الشوارع.. كسر في خط مياه رئيسي بالدقهلية    وزير الدفاع يلتقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية    شعبة المصدرين: أوروبا تتجه للاعتماد على مصر في تلبية احتياجاتها الغذائية والصناعية بسبب توتر الأوضاع الدولية    حلمي عبد الباقي وسعد الصغير وطارق عبد الحليم في انتخابات التجديد النصفى لمجلس عضوية نقابة الموسيقيين    متحف كفر الشيخ: ورش لتعليم النحت وأخرى فنية وتدريب صيفي لطلاب الآثار    أنغامي ترد على خطوة عمرو دياب.. وتؤكد: تامر حسني رقم 1 في الوطن العربي بلا منازع    جامعة مصر للمعلوماتية تتعاون مع شركة اديبون لتدريب طلبة الهندسة بإسبانيا    الهلال الأحمر الفلسطينى يثمن جهود مصر فى دعم غزة منذ بداية العدوان    هيئة الإسعاف: نقل 30368 طفلا مبتسرا بشكل آمن النصف الأول من العام الحالي    الخارجية الفلسطينية: الضم التدريجي لقطاع غزة حلقة في مؤامرة التهجير القسري لشعبنا    بالفيديو.. الأرصاد تكشف موعد انكسار موجة الطقس الحارة    الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو الاعتداء على بائع متجول في الجيزة    مقتل وإصابة خمسة أشخاص في إطلاق نار بولاية نيفادا الأمريكية    «التعليم» تعلن ضوابط صرف الكتب المدرسية للمدارس الخاصة والدولية 2025/2026    منال عوض: تمويل 16 مشروعا للتنمية بمصر ب500 مليون دولار    بمشاركة وزير السياحة.. البابا تواضروس يفتتح معرض لوجوس للمؤسسات الخدمية والثقافية    بايرن ميونخ يجدد عقد لاعب الفريق لمدة موسم    «يا عم حرام عليك».. شوبير يدافع عن محمد صلاح بعد زيارة المعبد البوذي    ريال مدريد يعلن انتقال لاعبه إلى خيتافي    «أحط فلوسي في البنك ولا لأ؟».. الفوائد تشعل الجدل بين حلال وحرام والأزهر يحسم    مجمع إعلام القليوبية يطلق أولى فعاليات الحملة الإعلامية «صوتك فارق»    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في باكستان إلى 281 قتيلًا    تدريبات خاصة ل"فتوح والجفالي" بفرمان من مدرب الزمالك    معلومات الوزراء يستعرض أبرز التقارير الدولية حول سوق المعادن الحرجة    موسوي: إسرائيل كشفت عن وجهها الوحشي بانتهاكها كافة الأعراف الدولية    انطلاق تصوير فيلم «ريد فلاج» بطولة أحمد حاتم    6 مشروبات تناولها قبل النوم لإنقاص الوزن بسرعة    تجديد الشراكة العلمية بين مصر والصين في مجال مكافحة الأمراض المتوطنة    رئيس الوزراء: الحرف اليدوية أولوية وطنية.. واستراتيجية جديدة لتحقيق طفرة حتى 2030    كوكا يتدرب في معسكر الاتفاق قبل الإعلان الرسمي لضمه    أسعار الأسماك بأسواق كفر الشيخ اليوم.. البوري ب130 جنيها    القبض على رمضان صبحى فى مطار القاهرة أثناء العودة من تركيا    معيط: دمج مراجعتي صندوق النقد يمنح مصر وقتًا أوسع لتنفيذ الإصلاحات    نتنياهو يقترح خطة عمل جديدة لغزة.. ماذا تتضمن؟    مقتل 16 شخصا وإصابة 35 في غارات روسية جنوب شرق أوكرانيا    سفير تركيا: خريجو مدرسة السويدي للتكنولوجيا يكتسبون مهارات قيّمة    5 أبراج «معاهم مفاتيح النجاح».. موهوبون تُفتح لهم الأبواب ويصعدون بثبات نحو القمة    محافظ سوهاج يوجه بتوفير فرصة عمل لسيدة كفيفة بقرية الصلعا تحفظ القرآن بأحكامه    عل مدار الساعة.. مواعيد انطلاق 80 قطارًا من محطة بنها إلى المحافظات اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025    في المنزل.. علاج تراجع اللثة وطرق الوقاية    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.سامية عبد المجيد الأغبري ل«الاهالي ما يحدث باليمن هو جرائم حرب ..بگل المقاييس
نشر في الأهالي يوم 24 - 08 - 2011

رغم مرور ستة أشهر علي بداية الثورة اليمنية ، فإن الأزمة مازالت مرشحة للتصعيد، فقد قامت المعارضة اليمنية بتشكيل المجلس الوطني من عدة أطياف سياسية منها اللقاء المشترك وحزب الاصلاح "الديني " والحوثيون وكتل سياسية أخري وإن كان يعيبه حسب بعض المراقبين ، غلبة حزب الاصلاح علي
تشكيله ، وعدم تمثيل شباب الثورة به ، هذا من جانب ، وعلي الجانب الآخر فقد تحدي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ، الجميع بظهوره ، وخطابه شديد اللهجة ، الذي أعاد الأزمة للاشتعال مرة أخري، وهدد بصوملة اليمن ، مما ينذر بمشهد مخيف ، إن لم يتحد الثوار في الساحات ، ويشكلون مجلسهم الوطني المعبر عن كل الأطياف السياسية ، دون إقصاء أو تهميش ، أو سيطرة قوي علي المجلس ، في مواجهة قوي أخري ، ويتصدون لكل محاولات صالح لجرجرة اليمن إلي حرب أهلية، فهو يلعب في الساعات الأخيرة ، حسب المثل الذي يقول "علي وعلي أعدائي ".
حول هذا المشهد اليمني بكل تعقيداته ، كان هذا الحوار مع د. سامية عبد المجيد الأغبري ، الأستاذة بكلية الإعلام ، جامعة صنعاء، والكاتبة الصحفية بصحيفة الثورة اليمنية .. فإلي نص الحوار.- بداية ، كيف ترين المشهد اليمني الآن ؟
ما يحدث في ساحات التغيير الان من ثورة شعبية كبيرة ، سبقته علي مدي سنوات أحداث صعدة ، وحروب نظام علي عبد الله صالح مع الحوثيين ، وانتفاضات عامي 2005 و2007 ، حوالي ست حروب أنهكت الشعب اليمني ، إلي جانب الفساد الطاغي في كل مناحي الحياة والذي يعترف به الرئيس صالح نفسه ، فهناك تسييس للوظيفة العامة وخراب البنية التحتية لدرجة ان الحوادث المرورية تحصد من أرواح اليمنيين في الشهر، بما يفوق ما تحصده.. في الحروب ، هذا الي جانب الافتقار لأبسط وسائل المعيشة ، فالشعب اليمني اصبح يعاني من كل شئ ، كالمياه النظيفة وانقطاع الكهرباء في اليوم الواحد من 10 الي 15 مرة وقد يظل النور مقطوعا لمدة 10 الي 15 ساعة في اليوم ، هذا كله الي جانب تفاقم مشكلة البطالة بين الشباب وحتي المتعلمون منهم ، وأكثر من 50% من الشعب اليمني تحت خط الفقر ، وقد كتبت في عمودي الصحفي دائرة الضوء عن مشاكل الشباب والبطالة التي وصلت الي رقم كبير ما يقرب من 35% من القوي العاملة، فمن يعملون في القطاع الحكومي لا يتجاوزون 10% من الشعب اليمني ، و70 % يعملون بالزراعة التي تم تدميرها هي الأخري، بسبب الاستخدام المفرط للكيماويات، فالخضراوات والفاكهة كلها بها مواد مسرطنة.
فمرض السرطان منتشر بشدة عندنا ، وهناك حوالي"70 ألف مريض " يأتون للعلاج في مصر ، هذا إلي جانب ارتفاع نسبة المصابين بالفشل الكلوي ، كل هذه الظروف ساهمت في انطلاق الثورة اليمنية ، معبرة عن معاناة شعب من الاضطهاد والظلم والقهر ، وكانت الثورة المصرية بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، هنا لأن الشعب اليمني مرتبط بعلاقات قوية وحميمية مع الشعب المصري ، لدرجة أنه يوم انتصار الثورة المصرية " 11 فبراير " كان يوم اشتعال الثورة اليمنية ، ومحاكمة مبارك في مصر ، حفزت الثورة في اليمن ، وقد تكون الثورة التونسية هي الأولي ، ولكن الثورة المصرية أكثر تأثيرا ودفعا للثوار العرب.
- هناك تشابه كبير بين الأوضاع العربية من حيث القهر والظلم والاستبداد والفساد الواقع علي الشعوب ، ودكتاتورية الحكام العرب ، فعل هناك خصوصية للثورة اليمنية ؟
نعم هناك خصوصية لكل دولة عربية علي حدة ، مع وجود أشياء مشتركة بينهم ، وبالنسبة لليمن مازال النظام المؤسسي ، شبه معدوم ، خاصة بالنسبة لشمال اليمن ، أما الجنوب فكان به دولة مدنية ، مؤسسية ، أثناء حكم الحزب الاشتراكي ، لكن تم القضاء علي مدنية الدولة بعد وحدة الشمال والجنوب ، وتحولت إلي نظام قبلي ، " مناطقي "، عسكري ، متخلف ، مع إهمال التعليم والتطور الحضاري داخل المناطق القبلية.
- في رأيك ، ما سبب عدم استخدام الشعب اليمني السلاح في ثورته حتي الآن رغم إنه مسلح ، ورغم محاولات النظام جره إلي حرب أهلية ؟
لقد أظهرت الثورة أفضل صفات الشعب اليمني ، وأكدت أنه شعب متحضر رغم كل الظروف المعيشية السيئة التي يعيشها ، وكذبت كل مقولات النظام الفاسد ، بأننا شعب قاعدي " أي نتبع تنظيم القاعدة ، وأننا متخلفون ، لقد فند الشعب اليمني كل هذه الاتهامات ، فترك السلاح في البيوت ، ونزل إلي الساحات يهتف سلمية .. سلمية .. وارحل ، في المقابل قامت القوة العسكرية النظامية المتمثلة في الحرس الجمهوري والحرس الخاص ، بإرتكاب جرائم بشعة ، ضد الثوار ، ورغم محاولة المعارضة ، وأحزاب اللقاء المشترك ، والشباب في الساحات الدفاع عن أنفسهم وذويهم ضد جرائم هتك العرض وغيرها ، فإن المعركة ليست متكافئة بين الطرفين .
- لقد حاول النظام جرجرة الثوار إلي حرب أهلية بالفعل !!
نعم حاول عن طريق حرق بيوت المشايخ ، وحرق ساحة الحرية بتعز ، وحرق معوقين بساحة الحرية ، وتم دفن الجثث بالجرافات ، واستولوا علي مستشفي الثورة في تعز ، وحولوه إلي ثكنة عسكرية ، وطردوا المرضي ، وألقوا بالأجهزة الطبية ، ونفس الشئ فعلوه بالمستشفي الميداني ، فما يحدث باليمن هو جرائم حرب ، قد تكون أشد مما يحدث في سوريا ، وليبيا .
- أعتقد أن ما يحدث في سوريا وليبيا هو الأسوأ ؟
لا .. ما يحدث باليمن هو جرائم حرب ، لكن الإعلام المضاد عندنا قوي جدا ، داخل اليمن وخارجها ، حتي الفضائيات العربية لا تقول الحقيقة كما هي.
- الثوار اليمنيون في الساحات منذ حوالي ستة أشهر ، ما أهم العوائق التي تقف في طريق اكتمال باقي مراحل الثورة ونجاحها ؟
هناك عوائق عديدة سواء كانت محلية ، أو إقليمية ، أو دولية .. وفيما يتعلق بالمحلية فهي تتعلق بامتلاك النظام الحاكم للقوة العسكرية والأمنية الرئيسية ، وكذلك القوة الاقتصادية ، فهو يضغط علي البسطاء بدفع مبالغ مالية لهم مقابل تأييده ، وبضغط من ناحية أخري برفع الأسعار ، خاصة البنزين ووسائل المواصلات حتي يصعب علي الناس الحركة والذهاب لأماكن تجمعات الثوار ، كما بقطع الكهرباء حتي يصعب التواصل ومتابعة الأحداث وقطع المياة وشل كل مناحي الحياة ، خاصة في وقت الذروة ، هذا بالإضافة للعوائق الإجتماعية ، المتمثلة في رؤساء الأحياء . والذين بيدهم حل معظم المشاكل في الحارات ويسمون " عواقل الحارات " وهم عادة من رجال الأمن ، أو يتم تعيينهم من قبل الأمن .. ويتحكمون في كل شئ ، فإذا ما طلب مواطن مثلا " أنبوبة غاز " ، لابد من سؤاله أولا : هل أنت مع النظام أم ضده ؟ وبناء علي الإجابة يحصل علي الغاز أو لا يحصل ، وهذا حدث معي شخصيا ، أي أنهم يتفننون في عرقلة حياة الناس ، ومع ذلك الساحات ممتلئة بالجماهير .. لا تفرغ أبدا رغم الضغوط الاقتصادية ، والأمنية ، والقمع الوحشي ، للمظاهرات والاعتصامات ، كل هذا أضيف أليه ، محاولات إختراق الأمن للساحات للوقيعة بين الثوار وإجهاض الثورة ، وتشويه سمعة الثائرات في الميدان ، كذلك هناك بعض التناقضات بين التيارات السلفية والليبرالية في الساحات ، ويحاول النظام البائد الإستفادة منها لإضعاف موقف الثوار ، من خلال التركيز عليها إعلاميا ، بينما الاعلام الثوري هو عبارة عن صحف ونشرات يومية ، تنشربعض التقارير ، لكن الإعلام المرئي أكثر تأثيرابالطبع ، وليس لدي الثوار إلا قناة " سهيل " وتم ضربها أكثر من مرة ، وهي تتبع حزب الإصلاح الديني ، وهي تقوم بتغطية الأحداث علي الساحة ، لكنها لا تكفي ، في مواجهة الاعلام الرسمي ، الذي يلعب دورا خطيرا في ظل تفشي الأمية في اليمن .
- كم تقريبا ، بعد حكم أستمر 33 عاما ، وأدعي أنه قام بتحديث اليمن؟
التقارير الحكومية تقول 55% ، بينما الحقيقية هي 80% من الشعب اليمني ، وخاصة بين النساء .
- تحدثنا عن التحديات الداخلية ، فماذا عن الإقليمية والخارجية؟
أولا هناك تدخل سعودي ، ليس فقط من بداية الثورة ، ولكن منذ زمن بعيد ، وهي تتدخل حاليا بشكل كبير ضد الثورة اليمنية من خلال الدعم ، وأحيانا تقدم دعما للطرفين " تلعب علي الحبلين " ، وأحيانا تقدم دعما للحراك الجنوبي وهناك البعض في الجنوب ينشط ويطالب بالإنفصال وتكوين دولة الجنوب وهذا أيضا من ضمن التحديات ، فدائما ما يهدد الرئيس اليمني " صالح " بقوله : إذا ما انتصرت الثورة ، وتركت السلطة ، فالقاعدة ستنشط وتسيطر علي الجنوب ، والحوثيون سيمسكون السلطة في صعدة ، ويستخدم كل هذه الفزاعات ، مع بعض المواطنين ليؤثر عليهم ، وكذلك يستخدم التيار الديني ليخيف الناس من تحويل نظام اليمن إلي نظام طالبان ، خاصة أن بعض القوي السلفية تطالب بدولة دينية وليست مدنية ، مما يخلق مشاكل بين القوي الوطنية الموجودة في الساحات ، كل هذه الظروف يستغلها النظام استغلالا كبيرا ، وكذلك السعودية تدعم كل هذه التناقضات ، خاصة أن هناك يمنيين كثيرين يعيشون فيها ، تصل أعدادهم لحوالي 2-3 مليون يمني ، أما باقي دول الخليج ، فهي في الغالب شبه محايدة ، وليس لها مواقف قوية.
- وماذا عن العوائق الدولية ؟
إذا ما رجعنا للوراء ، مع بداية الثورة ، في ساحة التغيير في صنعاء ، وقعت مجزرة الكرامة التي راح ضحيتها 55 شهيدا في يوم واحد ، وعدد كبير من الجرحي ، ورغم ذلك كان رد الفعل الأمريكي والأوروبي والعربي ، باهتا ، وغير واضح ، مجرد تنديد وكلام عام ، وكذلك المبادرة الخليجية ما هي إلا مبادرة أمريكية بأيدي سعودية ، وتم تعديلها 4 مرات ، لدرجة أننا لا نعلم ما أدخل عليها من تعديلات ، ورفضها النظام ، ولم يوقع عليها اللقاء المشترك ، المهم أنها كانت تطالب برحيل " عبد الله صالح " لكن بصورة تحفظ له ماء وجهه ، وهو رفض الرحيل ، ولكن تردد اللقاء المشترك تجاه المبادرة أحدث خلافا بينه وبين الشباب في الساحات ، وهذا كان له تأثير كبير علي مسار الثورة مما يؤكد تأثير البعد الإقليمي والدولي علي الثورة اليمنية .
- بعد كل هذه الأحداث ، والتصعيد من قبل الرئيس اليمني " صالح " كيف تقرأين المشهد الحالي " اليمن رايحة علي فين "!
النظام السابق لن يعود ، والرئيس لن يعود ، حتي لو عاد ، لن يعود للسلطة ، ولكن هذا النظام له أركان ، وحزب الإصلاح الديني كان من ضمن النظام ، ومثلا علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولي مدرع ، وهو أحد أقارب الرئيس ، وكان قد أنشق عنه ، وحميد الأحمر وصادق الأحمر كانوا جزءا من النظام ، وتربوا معه ، وايضا انشقوا عنه ، وأعتقد أن القيادة في المرحلة القادمة ستكون قيادة جماعية ، ناتجة عن الائتلافات التي تحدث في الساحات ، ففي بداية الثورة لم نكن نعرف بعضنا البعض ، الآن بدأت تحدث التكتلات ، فبعد أن كانو 250 تكتلا ، أصبحوا أقل بكثير ، وبدأ الشباب يدخلون الأحزاب ، وبدأ تكوين المجلس الوطني الأنتقالي وهو نتاج الائتلافات والتكتلات ، وبدأت الصورة تتضح أكثر ، فنحن نريد " دولة مدنية " هذا هو مطلبنا جميعا الآن ، دولة ديمقراطية حديثة ، لا يحكمها عسكر ولا قبيلة ، ولا حزب معين وحده ، ويتم حاليا عقد منتديات سياسية للتوعية في الساحات ، ينضم إليها ناس جدد كل يوم .
- أنت الآن تراقبين المشهد عن بعد ، ماذا تقولين للثوار..من القاهرة ؟
أقول لهم ، إتركوا الخلافات الصغيرة ، والتناقضات الموجودة بين الفصائل والعمل علي الاتفاق علي أهداف محددة ، وأولويات ، وأهمها إسقاط النظام الفاسد وأركانه ، ورموزه ، وألا نفتح الآن ملف تجريم ، كل من كان يتبع النظام السابق ، وألا نسيء لبعض ، لمواجهة عدو مشترك ، وإسقاطه ، وإقامة دولتنا المدنية الحديثة ، والضغط علي القوي الإقليمية والدولية التي تحاول الإبقاء علي النظام السابق الذي يخدم مصالحها في المنطقة ، ومحاكمة هذا النظام ورموزه بعد إسقاطه.
- ولكن البعض يقول، إن محاكمة الرئيس مبارك وأولاده ورموز النظام ، جعلت الحكام العرب يتشبثون أكثر بالسلطة ، خوفا من هذا المصير ، فما رأيك؟
مهما يحدث ، أعتقد أن الثورة ستنتصر ، لأن نزول الناس إلي الساحات دون سلاحهم ، ورفضهم محاولات النظام لجرجرتهم إلي الحرب الأهلية ، يعني أن الوعي الثوري لدي الناس بدأ يتشكل ويزداد ، ويخلق حالة من الإصرار علي إسقاط النظام ، ومحاكمة رموز الفساد في هذا العهد ، وهذا إتجاه عام ، ولكن هناك خلافا حول من كانوا يتبعون النظام السابق ، وانضموا لصفوف الثوار ، ودعموا الثورة سواء بالمال أو بالتأييد ، فهناك فريق يدعو للتسامح معهم ، وآخر يريد محاكمتهم ، وهناك إتجاه ثابت يقول ، فلنترك هذه الأمور الآن ، ونهتم بإسقاط النظام أولا ، ثم بعد ذلك يجري تشكيل جبهة وطنية عريضة تضم كل القوي الموجودة في الساحات ، حتي من شاركوا في الحكم السابق وانضموا للثورة فيما بعد ثم تأتي بعد ذلك المحاكمات ، فمن إعتدي علي الحق العام ، ولكنه تاب ، واعترف بما أخذه ، وأعاده ، يتم استعادة هذا الحق العام عن طريق القانون ، أما الحق الخاص ، فيتم استرجاعه عن طريق التقدم للمحكمة بشكواه وإثبات حقه ، والحصول عليه عن طريق المحاكمة العادلة .
- وماذا عن جرائم الفساد السياسي ، كيف ستتعاملون معها؟
الفساد السياسي هو الذي أدي إلي الفساد الإقتصادي والمالي والقضائي ، فرئيس مجلس القضاء الأعلي عندنا هو علي عبد الله صالح ، وهو الذي أقال النائب العام ، وهناك شخصيات يتم القبض عليها وإلقاؤها في السجن دون تهم ، مثل الصحفي الوحيد "حيدر عبد الله " الذي قام بتصوير تنظيم القاعدة ، وقال أن النظام اليمني هو الذي يعمل علي نمو الإرهاب في اليمن ، وهناك ضغط أمريكي علي الرئيس صالح لإطلاق سراحه ، ورغم ذلك ما زال مسجونا ، فليس لدينا حرية تعبير علي الاطلاق ، والصحفيون هم الفئة الأكثر عرضة للتنكيل في اليمن ، فهم يدفعون الثمن غاليا بشكل يومي ، ولذلك نحن نطالب الاعلام المصري بمزيد من الاهتمام بالثورة اليمنية ودعمها بقوة ، فالشعب اليمني مرتبط بشدة بالشعب المصري ، ويهمه هذا الدعم ويؤثر علي دفع ثورته للأمام ، كذلك نحتاج للدعم الطبي فلدينا الكثير من المعاقين والجرحي والحالات الحرجة وليس لدينا أي قدرات طبية ، وهذا كله سيساعدنا علي الوصول لمرحلة الحسم، واسقاط النظام ، وإقامة دولتنا المدنية الديمقراطية الحديثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.