الفرصة الأخيرة لتسجيل رغبات المرحلة الأولى في تنسيق الجامعات 2025    7 كليات وتخصصات جديدة.. تفاصيل المصروفات والتقديم بجامعة بورسعيد الأهلية 2025-2026    11.5 طن.. تراجع مشتريات المصريين من الذهب 20% خلال 3 أشهر    التصديري للملابس: 25% زيادة في صادرات القطاع بالنصف الأول من 2025    محافظ الدقهلية يتفقد المركز التكنولوجي بغرب المنصورة: رضا المواطن الهدف الأسمى    أسعار اللحوم اليوم الخميس 31-7-2025 بأسواق محافظة البحيرة    الرئيس اللبناني يكشف أبرز بنود المذكرة التي حددتها بلاده لقطع الطريق على إسرائيل    لأول مرة.. وزير خارجية ألمانيا يتحدث عن إمكانية اعتراف بلاده بدولة فلسطين    لماذا لم يتسبب زلزال روسيا الهائل بأضرار أكبر؟    روسيا وسوريا تتفقان على إعادة النظر في الاتفاقات المبرمة بينهما    عمرو ناصر: المنافسة في هجوم الزمالك صعبة    إصابة 7 أشخاص في انقلاب ميكروباص بطريق الفرافرة ديروط    صور الأقمار الصناعية تشير إلى تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على مناطق متفرقة    تهريب ومخالفات وأحكام.. جهود أمن المنافذ 24 ساعة    ننشر حركة تنقلات ضباط المباحث بمراكز مديرية أمن قنا    بحضور أشرف زكي وصبري فواز.. نجوم الفن يودّعون لطفي لبيب من كنيسة مارمرقس    الناقد محمود عبد الشكور يروي كيف أربك لطفي لبيب سفارة إسرائيل في القاهرة    غدا.. قصور الثقافة تطلق الموسم الخامس من مهرجان صيف بلدنا برأس البر ودمياط الجديدة    بروتوكول تعاون لإعداد كوادر مؤهلة بين «برج العرب التكنولوجية» ووكالة الفضاء المصرية    البابا تواضروس أمام ممثلي 44 دولة: مصر الدولة الوحيدة التي لديها عِلم باسمها    يديعوت أحرونوت: نتنياهو يوجه الموساد للتفاهم مع خمس دول لاستيعاب أهالي غزة    «الطفولة والأمومة» يعقد اجتماع اللجنة التيسيرية للمبادرة الوطنية لتمكين الفتيات «دوَي»    مصادرة 1760 علبة سجائر مجهولة المصدر وتحرير 133 محضرا بمخالفات متنوعة في الإسكندرية    حبس بائع خردة تعدى على ابنته بالضرب حتى الموت في الشرقية    مانشستر يونايتد يفوز على بورنموث برباعية    رد مثير من إمام عاشور بشأن أزمته مع الأهلي.. شوبير يكشف    تقارير تكشف موقف ريال مدريد من تجديد عقد فينيسيوس جونيور    محمد رياض يكشف أسباب إلغاء ندوة محيي إسماعيل ب المهرجان القومي للمسرح    حرام أم حلال؟.. ما حكم شراء شقة ب التمويل العقاري؟    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدّمت 23 مليونا و504 آلاف خدمة طبية مجانية خلال 15 يوما    استحداث عيادات متخصصة للأمراض الجلدية والكبد بمستشفيات جامعة القاهرة    محافظ الدقهلية يواصل جولاته المفاجئة ويتفقد المركز التكنولوجي بحي غرب المنصورة    مواعيد مباريات الخميس 31 يوليو 2025.. برشلونة ودربي لندني والسوبر البرتغالي    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    طريقة عمل الشاورما بالفراخ، أحلى من الجاهزة    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الخميس بالأسواق (موقع رسمي)    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    اليوم.. بدء الصمت الانتخابي بماراثون الشيوخ وغرامة 100 ألف جنيه للمخالفين    خالد جلال يرثي أخاه: رحل الناصح والراقي والمخلص ذو الهيبة.. والأب الذي لا يعوض    الزمالك يواجه غزل المحلة وديًا اليوم    يعود بعد شهر.. تفاصيل مكالمة شوبير مع إمام عاشور    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    ذبحه وحزن عليه.. وفاة قاتل والده بالمنوفية بعد أيام من الجريمة    مجلس الآمناء بالجيزة: التعليم نجحت في حل مشكلة الكثافة الطلابية بالمدارس    رئيس قطاع المبيعات ب SN Automotive: نخطط لإنشاء 25 نقطة بيع ومراكز خدمة ما بعد البيع    استعدادا لإطلاق «التأمين الشامل».. رئيس الرعاية الصحية يوجه باستكمال أعمال «البنية التحتية» بمطروح    الكشف على 889 مواطنًا خلال قافلة طبية مجانية بقرية الأمل بالبحيرة    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر ويؤكد: المهم هو التحصن لا معرفة من قام به    حسين الجسمي يطرح "الحنين" و"في وقت قياسي"    انخفاض حاد في أرباح بي إم دبليو خلال النصف الأول من 2025    روسيا تعلن السيطرة على بلدة شازوف يار شرقي أوكرانيا    اليوم.. المصري يلاقي هلال مساكن في ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    بعد الزلزال.. الحيتان تجنح ل شواطئ اليابان قبل وصول التسونامي (فيديو)    بسبب خلافات الجيرة في سوهاج.. مصرع شخصين بين أبناء العمومة    الانقسام العربي لن يفيد إلا إسرائيل    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم الجهمي القيادي السابق بالحزب اليمني الحاكم ل«روزاليوسف»: علي عبدالله صالح أرسل ميليشيات لدعم القذافي مقابل 200 مليون دولار
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 21 - 04 - 2011

اعتبر المعارض اليمني إبراهيم الجهمي أن حكم الرئيس علي عبدالله صالح حول اليمن إلي «بحر من الفساد» مؤكداً أن ثورة اليمنيين ثورة ضد «نظام فاسد».
وكشف الجهمي وهو قيادي سابق بحزب المؤتمر الحاكم في حوار مع «روزاليوسف» عن تورط الرئيس اليمني في إرسال ميليشيات لمساعدة نظام القذافي مقابل 200 مليون دولار.
كما لفت المعارض اليمني إلي أن تسليح الشعب اليمني بنحو 80 مليون قطعة سلاح هو السبب الرئيسي لتأخر نجاح ثورة اليمن.
وفجر الجهمي وهو دبلوماسي سابق بسفارة اليمن بالقاهرة، مفاجأة عندما كشف عن تلقي الحوثيين دعماً من الرئيس صالح لضرب السلفيين والإخوان وابتزاز السعودية منذ سنوات، وكذلك دعم عناصر القاعدة.
تفاصيل مثيرة كشفها إبراهيم الجهمي في حواره.. إلي النص:
بداية كيف تقرأ الاحتجاجات اليمنية ضد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح؟
بعد 33 سنة قضاها علي عبدالله صالح في الحكم لم يقدم شيئاً.. وتراجعت اليمن خلالها اجتماعياً واقتصادياً وتعليمياً وثقافياً، وأصبح يسيطر هو وأولاده وأصهاره علي كل مقاليد الأمور، وعامت اليمن علي بحر من الفساد كل ذلك دعا اليمنيين اقتداءً بثورتي تونس ومصر للخروج عن الصمت بعد أن شعروا أن الفرصة حانت لكي يلحقوا بمسيرة الثورات العربية ضد حكم الطغاة.
ولو قارنا بين اليوم الذي قفز فيه علي عبدالله صالح للسلطة واليوم الحالي نجد أن الدولار الذي كان يساوي 2 ريال يمني أصبح الآن يعادل 250 ريالاً، رغم أنه قبل 33 عاماً لم يكن هناك بترول في اليمن والموارد كانت محدودة بخلاف الآن ومع ذلك صنفت اليمن عالمياً ضمن الدول الأفقر والأقل نمواً في العالم.. وتراجعت العملية التعليمية تماما،ً فبعد أن كان مجانياً أصبح التعليم يفتقر لمقومات مادية بحيث لا يستطيع الكثير من المواطنين إلحاق أولادهم بالتعليم.. فقد كانت الأمور في اليمن أحسن حالاً من اليوم.
ما المطالب التي ينادي بها الشعب اليمني؟
المطلب الأساسي والرئيسي ويكاد يكون الوحيد هو رحيل النظام اليمني، كما حدث في مصر وتونس، لأننا نعتبر ذلك بداية مرحلة ديمقراطية لليمن تتيح للشعب اختيار حاكمه، فنحن جمهورية ولكن معني المصطلح لا يتحقق وهو أن يحكم الشعب نفسه، ونريد تطبيق ذلك بدلاً من الملكية التي تطبق فعلياً في اليمن.
قلت إن المطلب الوحيد هو رحيل النظام.. فهل يعني ذلك أن اليمن سوف تنهض وتحقق التنمية المطلوبة فور ذلك؟
اليمن الآن في وضع سيئ ولا أظن أنه سوف يسوء في المستقبل أكثر من ذلك، ونشعر أنه بمجرد رحيل النظام سوف تحل المشاكل بإذن الله.
لماذا تأخرت ثورتكم .. فهل كنتم تنتظرون الثورة في تونس ومصر لكي تحذوا حذوهما؟
تشجعنا عندما تابعنا ما يحدث في تونس ومصر .. عندما هبت الشعوب وخرجت لتطالب بالتغيير، وبذلت كل ما لديها من جهد.. وخرجنا للمطالبة بتغيير النظام، وفي الفترة السابقة كانت غالبية الأنظمة العربية تستعين بالغرب، ولم تكن الخريطة السياسية في الوطن العربي ملائمة لمثل هذه الثورات، حيث كانت تقمع أي مظاهر للتغيير.
تقصد أن الأمر لا يتعلق باليمن فقط ولكن بجميع الدول العربية؟
بالطبع.. فاليمن جزء من منظومة الوطن العربي.
كيف تري المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية؟
المبادرة الخليجية الآن في ثوب جديد، فكانت تنص صراحة علي رحيل النظام فقط، وفي مادتها الثانية علي إعطاء ضمانات للرئيس وفي الثالثة علي تشكيل حكومة ائتلاف وطني، والرابعة تنص علي تشكيل مجلس انتقالي للثورة.. وتغيرت المبادرة بعد تدخل الرئيس علي عبدالله صالح ومحاولته وإفراغ دول الخليج وإخراج المبادرة من مضمونها، فنصت علي تسليمه للسلطة مما أحدث إرباكاً بين المعارضة وشباب التغيير والثورة، فلا يوجد في الدستور اليمني ما ينص علي أن يسلم الرئيس السلطة، ولكنه ممكن أن يفوض السلطة وبالتالي يستطيع سحب هذا التفويض متي شاء.
ما آليات تنفيذ المبادرة الخليجية لواقع فعلي؟
الواقع الفعلي أن تكون المبادرة صالحة عملياً ومقبولة.. ومؤخراً اجتمع ممثلون للقاء المشترك وأحزاب المعارضة في السعودية واجتمعوا مع بعض وزراء الخليج لبحث آلية مناسبة يقبلها الشعب، ولا أظن أنه بعد خروج الشعب طوال الفترة الماضية أن تكون المبادرة غير فعالة وستكون مقبولة إذا نصت علي رحيل الرئيس صراحة.
لماذا لم يتم إجراء تعديل أو تغيير دستوري كما حدث في مصر؟
يحتاج ذلك لمراحل معينة وهي اجتماع مجلس النواب بأغلبية معينة، وهذا لا يتوافر حالياً، وسوف تنتهي صلاحية مجلس النواب يوم 27 أبريل الجاري، وبالتالي يصعب ذلك.
هل تتهم دولاً خليجية أو عربية بعينها بمساندة الرئيس اليمني ضد الثوار أو الشعب اليمني؟
لا أظن ذلك، فقط كان الرئيس الليبي معمر القذافي قد أرسل منذ شهر 200 مليون دولار لعلي عبدالله صالح.
ولماذا أرسل القذافي تلك الأموال للرئيس اليمني؟
هذه الأنظمة الفاسدة تتعاون مع بعضها البعض، فمن المعروف أنه إذا سقط النظام في اليمن سوف يؤثر علي النظام الليبي والعكس صحيح، ولذلك يساعدون بعضهم البعض في السيطرة علي شعوبهم، كما أن هناك معلومات لست متأكداً منها وهي أن علي عبدالله صالح أرسل ميليشيات للقذافي وكانت ضمن المرتزقة الذين ذهبوا لحمايته وترويع شعبه.
هل هذه معلومات أم مجرد أقاويل؟
لم أهتم بالبحث عن صحة ذلك، لكن الواقع الفعلي هو وجود تعاون قديم بين النظامين اليمني والليبي، فكان القذافي يساعد النظام اليمني في زعزعة الاستقرار بالمنطقة خاصة في إيذاء الجارة السعودية.
وماذا عن مصر الآن ودورها في مساندة القضية اليمنية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بعد نجاح ثورة 25 يناير؟
أؤكد أن مصر هي الدولة الرائدة وقلب الأمة العربية، ولها فضل كبير علي اليمن، فإذا كانت هي هبة النيل فإن اليمن هي هبة مصر، فمصر كان لها تأثير ودور وعطاء كبير لليمن منذ اندلاع الثورة اليمنية الأولي عام 1962 أثناء وجود الرئيس المصري الراحل الخالد جمال عبدالناصر، واستشهد آلاف المصريون للدفاع عن الثورة اليمنية بدمائهم ودائماً ما يتواصل التعاون اليمني المصري سواء علي مستوي الشعب أو الحكومة، ولا يستغني عن الدور المصري، لأن مصر لها مكانة مميزة، ومحبة خاصة في قلوب اليمنيين، وبالتالي فإن الثورة اليمنية هي امتداد لثورة مصر التي شجعتنا، فدائماً ما نخطو خطوات مصر، وبالتالي نتمني أن تساعدنا مصر علي مستوي القيادة السياسية والشعبية ولو علي المستوي الإعلامي حالياً، ومستقبلاً سوف نستفيد من الخبرات المصرية في نهضة اليمن مرة أخري.
لكنكم تعلمون الظروف الصعبة التي تمر بها مصر بعد الثورة؟
ما يحدث في مصر الآن نعتبره فترة نقاهة بعد عملية كبيرة لاستئصال ورم خبيث، وبالتالي فإن هذا الجسم سيحتاج إلي وقت مناسب للنقاهة ليعود للحياة الطبيعية مرة أخري، ولذلك لا قلق من الوضع في مصر، وبالعكس سوف تنطلق مصر وستكون من الدول المتقدمة والعصرية والديمقراطية الحقيقية، وستكون مثالاً يحتذي به في دول المنطقة بل في دول العالم.. فما يحدث هو شيء طبيعي بعد الثورة السلمية العظيمة التي أحدثت زلزالاً في المنطقة العربية كلها بل في العالم أجمع، أما من ناحية الشعب المصري فنطلب مساعدته حتي ولو بالدعاء فهو شعب عربي يحب أشقاءه العرب، وننتظر الدعم الإعلامي ومساندة المسيرات فقط.
كيف تري أوجه التشابه والاختلاف بين الثورتين المصرية واليمنية؟
من أهم الأشياء التي تتشابه فيها الثورتان هي أنها ثورة شبابية سلمية شعبية لم تدع لها أحزاب معينة حتي ولو انضمت لها بعد ذلك، وهي ضد ظلم أنظمة جائرة وفاسدة سيطرت علي الحكم عقود اًطويلة، وهي ثورات ضد الفساد، ولم ترق فيها قطرة دم واحدة من ناحية الثوار، رغم تلقيهم الرصاص الحي والقمع من قبل السلطات.
لكن أوجه الاختلاف بين الثورتين أن الشعب اليمني مسلح ففيه أكثر من 80 مليون قطعة سلاح بين يدي سكانه البالغ عددهم 25 مليون نسمة، وبالتالي فإن السلاح قضية شائكة في اليمن وهو ما ساعد في تأخير نجاح الثورة، لأن بعض القبائل تساند الرئيس اليمني، ولا نريد أن ندخل معهم في اشتباكات ونريد أن نرسخ سلمية ثورتنا، ومن الاختلافات أيضاً هو أن النظام اليمني جعل كل أقربائه وأصهاره وأنسابه وأولادهم يتولون مقاليد الأمور في اليمن، فكل قيادة الجيش والشرطة في أيدي الرئيس وأبنائه وإخوانه من حرس جمهوري وقوات خاصة وصاعقة وقوات جوية وأمن مركزي.. بل حتي المؤسسات الاقتصادية العامة، فالخطوط الجوية اليمنية يديرها زوج ابنته، وشركات الأدوية شقيق زوجته وهكذا.. ونتمني أن يكون الشبه الأكبر هو سقوط النظام اليمني كما حدث في مصر.
أنت تهاجم القيادة اليمنية وكنت قيادياً في حزب المؤتمر الحاكم.. فلماذا تحولت إلي صفوف المعارضة بعد قيام الثورة؟
لست وحدي فمعي عدد كبير من قيادات الحزب الحاكم، وكنا مع الحوار ونعتبر أن اليمن لها خصوصية معينة تختلف عن مصر وتونس، ولكن فوجئنا بأن النظام يريد أن يجر اليمن إلي حرب أهلية وتمثل ذلك فيما قام به يوم 18 فبراير الماضي من ضرب المعتصمين السلميين في ميادين التغيير وساحات الحرية باليمن وقتل يومها 54 شهيداً وأصيب المئات، وهذا الحدث غير مواقف الكثير من القادة والدبلوماسيين في اليمن، وانضممنا إلي الثورة لشعورنا بالخطر نتيجة اعتداء النظام علي الشعب.. كما كانت لي مقالات وكتابات سابقة انتقدت فيها بعض سلوكيات النظام، فالحزب الحاكم في اليمن لا يحكم ولكن السلطة الحاكمة هي التي تحكم، ويقول البعض بإننا نركب الموجة، ولكن بالعكس فنحن نتحمل الكثير من العبء والعناد لإنجاح ثورتنا، ولولا انضمام الكثير من القادة والبارزين إلي الشعب اليمني لما وصلت الثورة إلي توهجها حالياً.
ما المنصب الذي كنت تشغله في الحزب اليمني الحاكم؟ وما كانت مهمتك بالتحديد؟
كنت مسئولاً سياسياً في الحزب وشغلت منصباً تنظيمياً وكنت في فرع الحزب الحاكم بالجامعة، وهي مناصب شبابية وقيادية سياسية.
قلت إنك رأيت انتهاكات النظام اليمني تجاه شعبه مؤخراً فهل كنت تجهل هذه الأشياء؟
كنا نلاحظ هذا، فنحن أفراد ضمن منظومة فماذا كنا نفعل؟ وكنا نكتب عن ذلك في الإعلام ونتحدث في التليفزيون ، وكنا نناضل بقدر الفرصة المتاحة في ذلك الوقت.
ما أهم المواقف التي انتقدت فيها سياسة النظام اليمني وأعلنتها قبل الثورة؟
- قبل أشهر انتقدت موقف رئيس مجلس النواب وهو الأمين العام المساعد للحزب الحاكم عندما قال إن الثورة المصرية لا تشرف شباب مصر، فاعتذرت وقتها للشعب المصري عن التصريحات غير المسئولة لهذا الرجل وكنت وقتها عضوا في الحزب الحاكم.. وانتقدت وجود أشخاص من أبناء كبار مسئولين في النظام اليمني وراء تهريب أطفال يمنيين للخارج وإلي مصر لاستئصال الكلي عندهم، ونشرت هذا الكلام، وغير ذلك كنت انتقد مواطن الفساد في البلاد.
هل كنت تتعرض للأذي من النظام اليميي نتيجة الانتقادات التي وجهتها لممارساته؟
- طبعا.. فأنا لي حقوق مادية باعتباري دبلوماسياً في السفارة اليمنية بمصر ولم اتسلمها منذ فترة طويلة، إضافة إلي التهميش وعدم تصعيدي في درجتي الوظيفية أو الحزبية، وكان هذا شأن من ينتقد الحزب الحاكم في اليمن، حيث كان يواجه الاتهامات الباطلة.
لماذا لم تقدم استقالتك من الحزب الحاكم اعتراضا علي تلك الممارسات؟
- استقالتي لن تقدم ولن تؤخر فأنا لست من الأعمدة البارزة في الحزب، ولم تكن لتحدث أي صدي، فأنا من بين المئات من القيادات الوسطية في الحزب، وكنت أري أن وجودي داخل الحزب أفضل من كوني بخارجه وعملنا علي إصلاحه وانتقاده من الداخل.
كيف تري خطورة وجود السلاح مع الشعب اليمني بهذا الحجم؟
- هذه من الأساليب الخبيثة التي كرسها النظام اليمني طوال العقود السابقة، فكان يصطنع مشاكل بين القبائل ويتبع سياسة فرق تسد، فكان يفرق بين الأحزاب وجعل الإسلاميين يقاتلون الاشتراكيين والناصريين والقوميين واليساريين، واستخدم سياسة التفريق بين اتباع المذاهب الدينية مثل اتباع المذهب الزيدي الشيعي والجهاديين والسلفيين والسنة والصوفيين، وكان يضرب بين هذه التكوينات الدينية أو السياسية أو الحزبية أو الطائفية أو المذهبية، ولذلك كان أنصار كل فئة يلجئون لشراء السلاح، وساعدت الدولة علي ذلك حتي أصبح مخزون السلاح غير عادي.
كيف تؤثر تلك الصراعات والخلافات العشائرية والطائفية علي أحداث الثورة اليمنية؟ - في الحقيقة أننا رأينا المنتمين للتيارات الدينية والأحزاب السياسية المختلفة وأبناء القبائل جميعهم يقفون علي قلب رجل واحد، وأفاقوا من غفلتهم وأدركوا أن سبب تخلف اليمن والحروب والصراعات التي شهدها اليمن كانت بسبب هذا النظام، فلم يتفق اليمينيون يوما ما مثل ما اتفقوا اليوم علي رحيل هذا النظام.
هل تتوقع استمرار اتفاق جميع الطوائف بعد انقضاء الأزمة الحالية وتخلي الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم؟
- طبعاً.. ولماذا يختلف الناس؟ فالشعب اليمني شعب حضاري له إرث من الثقافة والتاريخ، فلماذا نختلف وجميعنا نتساوي في الحقوق والواجبات ونشارك في الثروة والسلطة ولكن الاختلاف كان موجوداً وقت استئثار فئة معينة بالسلطة وهكذا.
السنوات الماضية شهدت صراعات طويلة مع الحوثيين، فهل كان لهم دور في الثورة اليمنية؟
- الحوثيون هم جزء من نسيج المجتمع اليمني، وهم ظلموا لفترة طويلة باعتراف جميع القوي السياسية في اليمن، وللأسف كان الرئيس اليمني يستخدمهم للهجوم علي السلفيين والمتشددين دينيا والذين كانوا يتبعون السعودية فكريا، والرئيس اليمني هو السبب الرئيسي لما حدث للحوثيين من ظلم وتعنت، ولذلك فهم اخواننا ولا نتخوف منهم في المستقبل، وهم أشخاص متعلمون ومثقفون حتي لو اختلفنا معهم فكريا.
تقصد أن الرئيس اليمني هو سبب وجود الحوثيين وعلاقتهم بالجماعات المسلحة وكونهم يمثلون خطورة أمنية علي الشعب اليمني؟
- نعم.. وصالح يعترف بهذا والتسجيلات موجودة بصوته في الإعلام عندما قال إنه ساعدهم في البداية، وهم يمثلون مدارس فكرية معينة وكان يدعمهم بأموال طائلة للوقوف أمام التيارات الدينية ومنها تيار الإصلاح وهو الأقرب للإخوان المسلمين في مصر، وتيار السلفية وحاول شق الجماعات الإسلامية بالحوثيين، وأحدث بينهم فتنة ووفر لهم السلاح في البداية، ولكنه عندما أراد استخدامهم بشكل سيئ رفضوا ذلك وبالتالي دخل معهم في حروب متتالية قصد بها ابتزاز المملكة العربية السعودية بوجود دور إيراني في المنطقة، ولأن إيران تستخدم الحوثيين كما تستخدم حزب الله، ثم دخلت ليبيا في الطريق وأصبحت هي الأخر تدعم الحوثيين لإيذاء السعوديين، وذلك من خلال الأموال الذي كان يدفعها الوسطاء لهم، وهذا ما حدث عندما أقحم «صالح» السعودية في حرب مع الحوثيين وادركت المملكة هذا بعد ذلك.
معني ذلك أن إيران ليست لها علاقة بما حدث في اليمن من صراعات وتناحر بين العشائر والقبائل سابقا؟
- إلي الآن لم يتهم النظام اليمني إيران رسميا.. وكذا السعودية، ويقال إن الحوثيين سعوا إلي الحوزات الدينية في إيران والعراق ولبنان والكويت ولكن الرئيس اليمني لم يهتم بهذا الأمر.
هذا رغم وجود أعداد كبيرة للشيعة في اليمن ينتمون للمذهب الزيدي والاثنا عشرية؟
- الشيعة في اليمن غير موجودين علي الإطلاق، وعندنا مذهب زيدي، ويقول علماء السنة والأزهر إنهم سنة الشيعة وشيعة السنة لأنه مذهب معتدل جدا وأقرب المذاهب للسنة، وليس بمذهب الاثنا عشرية أو الجعفرية أو غيرها.
ولكنه يعرف بالمذهب الزيدي الشيعي وليس السني؟
- قلت لك إنه أقرب إلي السنة فالإمام زيد من آل البيت.
كيف تقرأ التجاوب العربي مع الثورة اليمنية؟
- الشعوب العربية كالجسد الواحد، وكان للحاكم عامل أساسي في وجود النعرات الطائفية والخلافات بين الدول، ولكن الشعوب العربية تشعر ببعضها وبحب لكل منها وتتألم عندما يصاب شعب منها بأذي، ونشعر بوجود تعاطف شعبي عربي مع ثورة اليمن، وجميع العرب يتمنون لإخوانهم في اليمن كل رخاء واستقرار.
بم تفسر الدور الأمريكي البريطاني تجاه الثورة اليمنية الذي يصفه البعض بالمتذبذب؟
- أمريكا والغرب دول تبحث عن مصالحها أولا، وتعمل خط تواصل مع الحاكم الذي يتعاون معها، فهي لا تبحث عن رقينا وسعادتنا، وكل ما يهمها هو مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، ولا نريد منهم شيئاً ونتمني أن يكونوا علي الحياد، ولكن موقف أمريكا متذبذب، فالبنتاجون، تقول إن صالح حليف استراتيجي لأمريكا وأن سقوطه سوف يؤثر علي المنطقة من خلال توسع تنظيم القاعدة في اليمن، بينما كانت وزارة الخارجية الأمريكية تؤكد أنها مع مطالب الشعب اليمني، وكان موقف للبيت الأبيض أنه لابد من رحيل النظام اليمني، ولكن لا يهمنا تلك المواقف، ومن يعادي الشعب اليمني سنكون أصدقاءه ومن يعادينا لن نهتم به، وكان الرئيس اليمني قد افزع الإدارة الأمريكية بوجود تنظيم القاعدة في اليمن، ولكن نقول إن هذا التنظيم الإرهابي ليس له وجود كبير في اليمن وأنه من صنيع صالح وأنه فزاعة يستخدمها ضد الغرب، ولدينا أدلة أن هؤلاء من المخابرات اليمنية، وتربوا داخل القصر الجمهوري، وبالتالي القاعدة هي مجموعة بسيطة تديرها المخابرات مع بعض المغفلين الذين تم استغلال عاطفتهم الدينية وعمل غسيل مخ لهم، ونتعهد كثوار يمنيين أمام الغرب والعالم كله بأنه بعد أسبوعين فقط من نجاح الثورة لن يكون في اليمن فرد واحد من تنظيم القاعدة.
تقصد أن فزاعة تنظيم القاعدة التي تبرر بها أمريكا دخولها في أي مكان في الوطن العربي أو العالم سوف تنتهي بعد أسبوعين فقط من نجاح ثورتكم؟
- أنا أتحدث عن انتهاء القاعدة في اليمن وهو ما نملكه ونستطيع تحقيقه فعلاً.
لكل ثورة ثورة مضادة فمن يقود الثورة المضادة في اليمن؟
- يقودها المنتفعون من الحزب الحاكم والذين لهم مصالح من وجود علي عبدالله صالح والنظام الفاسد لأنهم سرقوا ثروات الشعب وممتلكاته ومقدراته، كما هو الحال في مصر فمن يحرك فيها الثورة المضادة هم الذين أثروا ثراء فاحشا وسرقوا أموالاً ضخمة، ونفس هؤلاء الأشخاص موجودون في اليمن فأمثال أحمد عز وفتحي سرور موجودون عندنا في اليمن.
حدد لنا بعض الأسماء ومناصبهم؟
- لدينا بلطجية كثيرون وأبرز قادتهم هو «محمود عباد» الذي تولي منصب وزير الشباب والرياضة ثم وزيرا للأوقاف وهو الذي يقود البلطجية للاعتداء علي المعتصمين في الحديدة، و«حافظ معياد»، الذي كان يشغل منصب رئيس بنك التعاون الزراعي، وعين مؤخرا مديرا لأكبر مؤسسة اقتصادية عامة في اليمن ويصل ايرادها بالكامل إلي جيب الرئيس اليمني ويقود البلطجية في صنعاء وثالث يدعي «عارف الزوكا» وزير الشباب والرياضة ويقود البلطجية في بعض المحافظات الجنوبية، ورابع يدعي «رشاد العليمي» ويشغل منصب نائب رئيس الوزراء ويقود البلطجية الآن في مدينة تعز أكبر المحافظات اليمنية مع غيره مثل سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية والأمين العام المساعد للحزب الحاكم، وعبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشوري، وهكذا تجد في كل محافظة عدداً من الرموز الفاسدة التي استفادت من بقاء النظام وتحالفت معه علي نهب ثروات الشعب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.