العديد من التهم لاحقت شباب ثورة 25 يناير من بينها أدعاء "أن لديهم مقدرة علي الهدم وليس لديهم قدرة علي البناء والأعمار" فجاء ردهم سريعا وعمليا علي هذه التهمة فقاموا بتنظيف ميدان التحرير والشوارع المحيطة به "مسرح الأحداث الأخير» ولاحقهم أتهام آخر بأنها موضة سوف تستغرق يوما أو يومين وسوف يسأمون من الاستمرار ولكن مازالت زهور بلدنا تجوب شوارع مصرنا المحروسة ليتابعوا ما بدأوه من ثورة العطاء .. سالي طالبة بجامعة مصر المستقبل معها حوالي 7 من أصدقائها أربعة شباب وثلاث بنات نزلوا لأحد شوارع مدينة نصر بالقرب من شركة أنبي للبترول وقاموا بتقسيم أنفسهم إلي مجموعتين إحداهما تقوم بكنس الشارع والرصيف و الأخري تقوم بطلاء الرصيف باللونين الأبيض والأسود شهيرة مصطفي طالبة بجامعة مصر الدولية الفرقة الرابعة تقول: نحن من سكان مدينة الرحاب ولم نجد مانقوم بعمله هناك ففكرنا في أختيار منطقة تحتاج إلي مجهودنا وهذا أقل شيء يمكن أن نقدمة لأخواننا شهداء ثورة الشباب . وعن نفس النقطة يضيف أحمد : الثورة كانت لها أهدافا محددة والحمد لله تم تحقيق بعضها ومنذ قيام الثورة وحتي هذا الوقت لم نري عمال النظافة المسئولين عن نظافة الشوارع رغم أنه قبل هذا التوقيت كنا نراهم بأعداد كبيرة فوق الكباري ونواصي الشوارع وكأنهم قاموا بأضراب صامت عن العمل حتي تكاثرت القمامة في العديد من الأحياء ..يجوز السبب ان الجميع مشغولون عن منحهم نقود كما كان يحدث من قبل ..ولا أقصد هنا الرواتب ولكن أقصد الهبات التي كانت تنهال عليهم من قائدي السيارات كنوع من الصدقة !! تعليقات المارة يضيف شهاب طالب بأكاديمية علوم الهندسة والإعلام الفرقة الرابعة ..قمنا بجمع مبلغ 200 جنيه لشراء أدوات النظافة والبويات وفرش الطلاء ..هذا العمل واجب علي كل مصري قادر علي القيام به ورغم هذا معنا صديقنا فضل سوداني الجنسية وكذلك ساندي تحمل جنسية أمريكية من أب مصري ..وعندما بدأنا في الصباح أنضم إلينا العديد من أهالي المنطقة "و يكفينا دعوات الذين لم يستطعوا الأنضمام لنا " والبعض تبادل معنا أرقام الهواتف للأتفاق علي موعد في الغد لأستئناف ما بدأناه .. ساندي عماد تقول بعض المارة كانوا يلقون علينا عبارات محبطة مثال "بكرة كل مجهودكم يروح علي الفاضي ويعود كل شيء كما كان "الحقيقة هذه العبارات لم تؤثر فينا بل العكس تماما "عن نفسي بصراحة قبل ثورتنا كنت ممكن ألقي بمنديل ورقي من شباك سيارتي او بعض المخلفات حرصا علي نظافة سيارتي، اليوم مشاعري أختلفت تماما أشعر ان دي بلدي وأنا أشتركت وتعبت في تنظيفها وتجملها لذا مستحيل أقوم بعمل يفسد ماقمت به حتي الناس التي لم تشارك أكيد ابنائهم أو اخواتهم أو جيرانهم شاركوا فهل يعقل أن يضيعوا مجهوداتهم " علي النحو الآخر هناك من يشد من أذرنا بعبارات أستحسان مثل "البركة فيكم يا شباب " أبدأ بنفسك يضيف شهاب "مصر" دي بيتنا التاني بيتنا الكبير لو كل واحد بدأ بأمام منزله وأمتنع عن القاء أي مهملات .. ثم انتقل إلي الشارع وهذب من سلوكه بشكل عام مثل عدم تلويث الجدران والمواصلات بالكتابة عليها وأبتعد عن معاكسة الفتيات وتجنب الشجار أكيد سيحدث فرقا كبيرا وتصبح الثورة بالفعل ثورة تغيير لكل ماهو سلبي " . وتكرر المشهد نفسه في شارع فيصل علي طول امتداده وفي امبابة، وفي أماكن أخري كثيرة شباب وبنات زي الورد يمسكون الفرشاة ويزينون الأرصفة بألوان علم مصر «الأحمر والأبيض والأسود». وأخيرا تقول سالي بحلم ان يخصص جزء صغير في المتحف المصري لتخليد ذكري شهداء الثورة "تعلق فيه صورهم وماحدث لكل واحد منهم ونبذه عن حياته وعمله أو دراسته ومحل أقامته وما إلي ذلك حتي يتعرف زوار المتحف من جميع الجنسيات علي ما قاموا به ..وعن الشهداء الذين لم يتم التعرف علي هويتهم يتم عمل نصب تذكاري لهم أسوة بالجندي المجهول فكلاهما ضحي بحياته في سبيل الوطن .