عندما يقام في مدينة طنطا الاحتفال السنوي بمولد العارف بالله السيد أحمد البدوي، يتوافد علي المدينة أكثر من مليون مواطن من المصريين - بل ومن غير المصريين - احتفاء بهذه الذكري وبصاحبها أحد الرموز الكبيرة للتصوف الإسلامي الحقيقي. ولقد ولد عام 596 هجرية (1175 ميلادية) بمدينة فاس بالمغرب. وتفقه - وهو في المغرب - علي مذهب الإمام مالك، ثم تفقه - بعد وصوله إلي مصر وإقامته بها منذ عام 637ه.. علي المذهب الشافعي. اختار مدينة طنطا للإقامة فيها طوال وجوده في مصر حتي وفاته عام 676ه. كان له بجانب دروسه وعظاته الشفاهية لأنصاره وتلاميذه ومريديه - العديد من المؤلفات المكتوبة، سواء: - في شرح المذهب الشافعي. - أو في الوصايا والتعاليم الصوفية. - بالإضافة إلي الكثير من الأشعار الرقيقة. لم يكن السيد البدوي متصوفا منعزلا عن الحياة، بل مارس أهم صور الجهاد: - بالمشاركة الفعالة في التصدي للحملة الاستعمارية الأوروبية التي استهدفت تحقيق أهدافها الاقتصادية وهيمنتها السياسية علي شعوبنا والتي سماها البغاة والمعتدون - كذبا وادعاء - الحروب الصليبية. - مناصرة الفقراء والمظلومين، والوقوف بقوة وحسم ضد المستغلين والظالمين - مهما كانت أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية - وله في هذا السبيل مواقف كثيرة مشهودة أكدتها وثائق وروايات، وأكدت أيضا ما لحق به من معاناة في تمسكه بها.