عادة ما يقول المصريون عندما يذكرون المستحيل “انت بتحلم”، الثورة حلم، اذا هل الثورة حلم مستحيل يتحقق؟ الاجابة القطعية التي يعرفها ويفهمها هذا الجيل،هي أن الثورة هي الحلم الوحيد الذي لن نسمح له بغير التحقق. ربما يقول البعض ان هذا كلام حماسي ثوري لا ينطلق من الواقع ولا يستند الي تحليل سياسي عميق، خاصة بعد تمرير الجماعة لدستورها، ثم المُضي في الانتهاء من التمكين بحيث نصبح أمام دولة المرشد والجماعة. ولكن الذي يدعوني الي التفاؤل ويقودني الي هذه الاجابة القطعية عن سؤال الثورة هو أننا أمام جيل مختلف فهم أن حكم الظلام هو جزء من فاتورة واجبة الدفع في مقابل اسقاط مبارك وسلطته، جيل لم يفاجأ اطلاقا بوصول الجماعة ورفاقها من دعاة الانفراد بالسلطة باسم الدين،حيث المجتمع يعاني الفقر والقهر والمرض والاستبداد، لكنه وعي منذ البداية أن ثمة نضالا مستمرا لكي لا يحكم مصر قيصر جديد. أما الدستور الذي كان من المفترض أن يأتي عبر تأسيسية تعبر عن روح ثورتنا المجيدة، وهو ما لم يحدث، حيث استكثرت الجماعة علي المصريين أن يفرحوا بثورتهم فاستأثرت به في محاولة دؤوب لإحلال نفسها بديلا عن الحزب الوطني، فكانت أن وضعتنا بين اعلان غير دستوري ديكتاتوري، ودستور مشوه ينتقص من حقوق المصريين،مهما ادّعوا عكس ذلك، أقباطا ومرأة وأطفالا، ويحد من حرية الصحافة، ولا يضمن للمصريين حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية. المؤكد اذا أننا نرفض دستور الجماعة واعلانها غير الدستوري، ولكن المؤكد ايضا أننا سنناضل من اجل مصر التي طالما حلمنا بها، مدنية ديمقراطية حديثة عادلة، وهو ما لن يتحقق بالضرورة من خلال جماعة لا تؤمن بالثورة ولا المضامين الحقيقية لاهدافها وشعاراتها الرئيسية، برغم المتاجرة المستمرة بخطاب الثورة والشهداء وبالديمقراطية التي لا يعرفون من قيمها غير الصندوق، بينما يضربون بالمواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون،قيم الديمقراطية الرئيسية، عرض الحائط.