فشلت جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسي الحرية والعدالة، في تطويع شعب الإسكندرية، خاصة البسطاء الذين عانوا من ممارسات وسياسات الحزب الوطني “المنحل”، واختاروا نوابا إخوانا انتقاما من نواب الوطني، وسرعان ما أدرك الناخبون انه لا فرق بينهم. حيث رصدت “الأهالي” حالة العصيان التي أعلنها الشعب السكندري علي جماعة الإخوان المسلمين، والتي ظهرت في انتخابات نقابة المحامين الفرعية، في مارس الماضي، حيث سقط القيادي الإخواني والمرشح للنقابة صبحي صالح، سقوطا ذريعا وحصل علي 2500 صوت، مقابل 5000 صوت للنقيب الفائز عبد الحليم علام، ولم يفز من الإخوان وقائمتهم سوي 4 فقط من 16 عضوا في مجلس النقابة. وأكد عبد الحليم علام؛ نقيب المحامين بالإسكندرية، أن ممارسات جماعة الإخوان المسلمين خلال السنوات الماضية، قد أفقدتهم الاحترام والمصداقية وكشفت تلك الممارسات عن انتمائهم للمحامين المنتمين إلي الجماعة فقط فضلاً عن استغلالهم مقرات وأموال نقابة المحامين للدعاية لأفكار الجماعة والاهتمام بمشكلات خارجية مثل مشاكل غزة، دون الدفاع عن حقوق المحامين الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلي أن جميع مظاهراتهم ووقفاتهم الاحتجاجية خلال السنوات الماضية كانت لهذا الهدف فقط. وعلي صعيد انتخابات نقابة الأطباء الفرعية في أكتوبر الماضي، فقد نال مرشحو جماعة الإخوان هزيمة ساحقة بفوز جبهة تحرير الأطباء المستقلة “تيار الاستقلال” بعدد 11 مقعدا من 13 مقعدا هم أعضاء مجلس النقابة الحالي، برئاسة الدكتور محمد رفيق خليل؛ النقيب ورئيس جمعية الثقافة والتنوير وأتيليه الإسكندرية. وجاء إضراب الأطباء ليبلغ نسبة المشاركين فيه نحو 100% ورغم المحاولات المستميتة للأطباء المنتمين للجماعة، إفشال الإضراب وإحداث الفرقة والتعلل بمصلحة المرضي، ولكن دون جدوي، وسط زيادة سخط المواطنين من كثرة الأزمات والإضرابات. وقال الدكتور محمد رفيق خليل؛ نقيب الأطباء في تصريحه ل”الأهالي”: “إن نتيجة انتخابات النقابة، كانت بسبب قربنا الشديد لجميع الأطباء، حيث نعيش مشاكلهم وندافع عنهم ونحافظ علي كرامتهم، وذلك علي العكس من الأطباء المنتمين للجماعة الذين كانوا يعملون لمصالحهم الخاصة ولمصلحة الجماعة وليس لصالح جموع الأطباء. وأضاف “خليل” أن النتيجة أيضاً كانت نتاج عمل دائم علي مدي سنوات للارتقاء بالمهنة ومحاولة الحفاظ علي مكتسبات الأطباء والدفاع عن حقوقهم، وهو ما لمسه الأطباء خلال التعامل معهم، وأدي ذلك إلي أن اكتساب مجلس النقابة الحالي ثقتهم، متابعاً: “وقاموا بالتصويت لصالح قائمتنا التي فازت بجميع المقاعد بالإضافة إلي مقعد النقيب”. أما عن المعلمين ومطالبهم المتعلقة بكادر المعلمين الخاص وإضرابهم الجزئي، فقد فشلت أيضا جهود أعضاء النقابات في الإدارات التعليمية المختلفة والمحسوبين علي جماعة الإخوان، في منع الوقفات الاحتجاجية وحملة التوقيعات، واستمر انضمام مئات من المعلمين إلي المحتجين أمام مجلس الوزراء وقصر الاتحادية، للمطالبة بحقوق المعلمين، رغم حملات أعضاء النقابة من الإخوان داخل المدارس لتأجيل المطالب وتوفير لحوم عيد الأضحي بأسعار منخفضة للمعلمين. وعن الانتخابات البرلمانية والرئاسية، فيقول حامد محمود “عامل نقابي”: “مواقف الإخوان وممارستهم خلال السنوات التي سبقت الثورة كانت سلبية جدا، ولم نراهم في أي أحزاب أو مظاهرة عمالية ولا يعترفون بعيد العمال، والشيء الوحيد الذي كان يجمعهم “غزة” أو “حماس”، وكذلك مظاهرات لجمع التأييد والدعم والتبرعات لهم، ثم جاءت الثورة ولم يكن أمام المواطنين بديل جاهز للوطن بخلاف مرشحيهم، وكان لأداء البرلمان السيئ، الأثر الأكبر علي انتخابات الرئاسة، فجاءت النتائج تعكس خيبة أمل السكندريين في الإخوان، فقد حصل الدكتور مرسي علي 269.455صوت وجاء في المركز الرابع، بينما أعطت الإسكندرية الترتيب الأول ل حمدين صباحي، وحصل علي 602.634 صوت، وفي الإعادة قاطع آلاف السكندريين الانتخابات الرئاسية، ولم يجد من ذهب للصناديق سوي مرسي في مواجهة أحمد شفيق.