انتشرت مراكز الدروس الخصوصية، خاصة في المناطق الشعبية رغم قرار وزير التربية والتعليم د.طارق شوقي ، منذ مارس الماضي باغلاق المراكز فى إطار خطة الدولة لمنع التجمعات لمجابهة تفشي فيروس كورونا، بل انتقلت فى إحدى صورها من السناتر الى المنازل حيث ينتقل المدرس بين منازل الطلاب بدلا من السناتر وذلك لإعطائهم دروسا وشرح المنهح فى بيوت أحدهم وفى هذه الحالة ترتفع سعر الحصة كلما قل عدد الطلاب بالمجموعة. وفى بعض الأماكن بالمناطق الشعبية ، عادت مراكز الدروس الخصوصية للعمل من جديد وفتحت أبوابها أمام الطلاب ولكن هذه المرة دون دعاية للمدرسين الذين يلتحقون للعمل . كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات بعض مدرسي الدروس الخصوصية (اونلاين ) يتحدثون عن مهاراتهم لجذب أكبر عدد من الطلاب لإعطائهم دروسا بمنازلهم، وفى مناطق مثل المعادى أكد عدد من أولياء الأمور أنهم تواصلوا مع بعض المدرسين لإعطاء أبنائهم دروسا فى أحد بيوتهم بسعر 50 جنيها للحصة الواحدة بالنسبة للمرحلة الابتدائية و65 جنيها للحصة لثالثة إعدادى ، مؤكدين أن أسعار الحصص زادت نظرا لقلة عدد الطلاب بالمجموعة الواحدة على الرغم ان الوقت الزمنى للحصة لم يتعد ساعة واحدة. ارتفاع أسعار الحصص وقالت أم ندى ، إن كثيرا من السناتر تعمل منذ أغسطس الماضي ولكن على استحياء "مفيش البروباجندا اللى كانوا بيعملوها للمدرسين بتوعها "وكمان المواعيد اتغيرت ومعظم الحصص بتبدأ الساعة 7م ، بنتى فى اولى ثانوى ، وتذهب لسنتر بحدائق حلوان بجوار المترو، والحصة بسعر 25 جنيها وتقريبا الحصة نصف. وقالت ام سلمى ، الدروس الخصوصية لم تتوقف وبدأت فى ميعادها فى الاجازة قبل الدراسة ، وتابعت" دلوقتى المدرسين بيأجرو شقه وكل مدرس بيخصص غرفة وكأنها فصل وطبعا الكراسي جمب بعض عشان تستوعب أكبر عدد من التلاميذ ومفيش أى نوع من وسائل الوقاية، مضيفة "بنتى فى أولى اعدادى وتذهب مع مجموعة من زملائها وسعر الحصه ب 30 و 40 جنيها ، وعددهم يصل الى 20 تلميذا فى الغرفة ومدة الحصة ساعة تقريبا . بينما قالت غادة وليت أمر، السناتر عندنا فى المعادى مفتحتش لحد دلوقتى ، لكن أولادى بياخدو دورس فى بيوت أحد من زملائهم والحصة بتصل ل 40 و 50 جنيها لاولادى فى رابعه ابتدائى وأولى إعدادى ، وتابعت "المدرسين بيعملوا دعاية على الانترنت فى جروبات الواتس اب ، واحنا كأولياء أمور مضطرين نودى أولادنا لاننا مش عارفين المنهج ولا طريقة الامتحانات اللى هتطبق من السنة الجاية. محاربة الدروس الخصوصية وفى سياق متصل قال د.صلاح عبد السميع " أستاذ المناهج بجامعة حلوان وعضو لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة" أن الدروس الخصوصية تعتبر "عرض" وليست "مرض" ومحاربتها ليس بالمنع أو الاغلاق إنما يتطلب الأمر وضع نظام ليوم دراسي حقيقي منضبط بالاضافة الى تخفيض كثافات الفصول الأمر الذى يتطلب إنشاء مدارس جديدة لاستيعاب الزيادة السنوية من التلاميذ. ولفت إلى أن الدروس الخصوصية ستبقى موجودة إلى أن نغير من نظام التقويم العقيم ونستبدله بالتقويم الشامل الذى يهتم بمهارات الطالب التحصيلية ومهاراته فى الاتصال وقدرته على ممارسة الأنشطة ، بالإضافة إلى تغيير قناعات أولياء الأمور عن نظام الثانوية العامة والامتحانات القائمة على الغش وتقليل حده الخوف والذعر لديهم والتى تدفعهم الى اعطاء ابنائهم دروسا خصوصية للالتحاق بالجامعة. مشيرا الى ان الدولة عندما اتخذت قرارا باغلاق السناتر وجدنا على الجانب الآخر تفعيل مجموعات التقوية داخل المدارس باسعار مرتفعة وكأن المدارس تحولت الى سناتر للدروس الخصوصية، مؤكدا على أن هناك نوعا من الفوضي يصنعها متخذو القرار دون أن يجد بديلا. وقال د.محمد يحيي ناصف " أستاذ علم النفس التربوي بمركز البحوث التربوية إن الدروس الخصوصية إن اختفت فى الظاهر فهى مازالت موجودة ومستمرة بل ارتفع أجرها وسعرها بشكل يستنزف أولياء الأمور ماديا. مشيرا الى ان العديد من الدراسات التى قام بها مركز البحوث التربوية حول ظاهرة الدروس الخصوصية اثبتت أن من ضمن أسباب لجوء أولياء الأمور الى الدروس الخصوصية هى محاولة الحاق ابنائهم لما يسمي ب"كليات القمة ".