* قرى الدقهلية تتحدى المنظومة الجديدة..وسوهاج ترفع الأسعار للضعف * حملات فى كفر الشيخ وبورسعيد لإغلاق «السناتر».. وعدم السماح بخروج المدرسين فى أثناء الدراسة * مواقع التواصل تكشف «أباطرة» الدروس بالسويس..وجنوبسيناء تطالب بالضبطية القضائية انتقلت عدوى مراكز الدروس الخصوصية (السناتر) إلى القرى والمراكز وأصبحت تلعب دورا كبديل للمدرسة خاصة فى الشهادات العامة، لدرجة أن بعض المدرسين فى المدن والقرى يجرون اختبارات لقبول الطلاب لديهم وبعضهم أعد أماكن تسع لعدد يصل إلى 200 طالب فى المجموعة، أما عن الأسعار، فحدث ولا حرج فهناك بعض المناطق فى بعض المراكز يصل سعر الحصة الواحدة فيها إلى 80 جنيها فى وسط الصعيد. وفى وجه بحرى، يختلف الأمر عنه فى الوجه القبلي، حيث تزيد حالة الاستغلال مع رغبة الاهالى فى تجاوز مشكلات التعليم لأولادهم وتعويض الدور الغائب للمدرسة والبحث عن مدرسين ذى خبرة. ففى كفر الشيخ وبورسيعد، تقود وزارة التربية والتعليم حملات لغلق المراكز والطلاب يعترضون، وفى السويس كشفت مواقع التواصل الاجتماعى وأولياء الامور مغالاة أباطرة «السناتر»، وفى جنوبسيناء طالب المسئولون بالضبطية القضائية للتصدى لمركز الدروس الخصوصية.
المنصورة إبراهيم العشماوى مراكز الدروس الخصوصية (السناتر) بالدقهلية تتحدى النظام التعليمى الجديد وتعلن زيادة الرسوم والتوسع فى القاعات، هذه خلاصة جولات واتصالات مع أولياء أمور فى عدد من مراكز وقرى المحافظة، والأدهى أن الظاهرة تتسع فى الريف والقرى التى كانت أخف وطأة حتى وقت قريب، وقد قامت الأسر بحجز مكان منذ وقت مبكر وفى كل المراحل من الصف الأول الإبتدائى حتى الثانوية العامة. يقول محمود العدل، موظف من ميت محمود مركز المنصورة، إن ابنه فى الصف الثانى الإعدادي، وطلب المعلمون تدبير 500 جنيه شهريا له فى مختلف الدروس أى أن المادة الواحدة لا تقل عن 100 جنيه فى الشهر. أما روضة عبد الرحمن، ربه منزل من طلخا، فتقول إن ابنتها تأخذ دروسا فى المنزل بقيمة تتراوح بين 350 و400 جنيه شهريا فى المادة الواحدة ولا يمكن التفاوض مع المدرسين على الأسعار. من جانبه، أكد على عبد الرءوف وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية أنه سيتم التخلص من الدروس الخصوصية فى المنظومة التعليمية الجديدة، فالطلاب الذين سيحصلون على دروس خصوصية سيرون أن الامتحانات جاءت خارج المنهج، والمديرية تقف ضد هذه الظاهرة بقوة وتم التنبيه بعدم السماح بخروج المدرسين أثناء اليوم الدراسي، والإبلاغ عن أسماء المدرسين أصحاب مراكز الدروس الخصوصية، واتخاذ كل الاجراءات القانونية ضد أصحاب المراكز، وتشكيل لجان لمراقبة السناتر وضرورة غلقها،كما تم تفعيل مجموعات التقوية منذ بداية السنة الدراسية والإعلان عن أسماء المعلمين العاملين بها واختيار أفضل المدرسين للتدريس لجذب الطلاب. ويؤكد الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية، أنه ضد الدروس الخصوصية، ولكن إن لم يتم توفير المناخ فكيف يذهب الطالب للمدرسة مثل طالب الثانوية العامة، مشيرا إلى أن الدروس الخصوصية موجودة فى اليابان نفسها وتراعى القدرات المختلفة للطلاب لتحسين مستوى الطالب البسيط، وأن النظام التعليمى الجديد سيقضى على الدروس الخصوصية تدريجيا، فمثلا طالب الصف الأول الثانوى هذا العام لن يحتاج إلى دروس خاصة، والعام القادم يضاف إليه الثانى الثانوى والعام بعد القادم الصف الثالث الثانوي، فضلا عن تطوير المناهج وتحديثها بما يمكن الطالب من التعلم واكتساب المهارات والتفاعل.
كفرالشيخ علاء عبدالله انطلقت الدروس الخصوصية بمدن محافظة كفرالشيخ منذ بداية أغسطس الماضي، وقد بلغت المجموعة الواحدة لطلاب الثانوية العامة أكثر من 200 طالب وطالبة بأسبقية الحجز الذى تم فى أول يوليو الماضي، وأجرى المدرسون المشهورون اختبارات للطلاب قبل الموافقة على قبولهم فى المجموعات بعد منحهم مذكرات، حيث يقبلون الطلاب الحاصلين على أكثر من 95% فى هذا الاختبار، وهم يستعينون بمساعدين لهم من صغار المدرسين وطلاب كليات التربية والاداب والتربية النوعية والعلوم وصل عددهم لدى كبار المدرسين الى 16 مساعدا. كما قام المدرسون برفع المقابل المادى الشهرى من 100 جنيه إلى 150جنيها للطالب الواحد بمراحل النقل بالثانوية، أما تلاميذ المرحلة الابتدائية، فقد ارتفع أجر المدرس إلى 80 جنيها للشهر فى مجموعة تصل إلى 120 تلميذا، بينما قفزت أسعار المرحلة الإعدادية إلى 100 جنيه للشهر فى مجموعة عدد الطلاب بها يصل إلى 80 طالبا. وانتشرت ظاهرة غريبة بين الطلاب وهى حصول الطالب الواحد على أكثر من درس خاص فى أكثر من مجموعة لدى عدد من المدرسين فى المادة الواحدة بمعدل من 3 إلى 4 مدرسين منهم مدرس خاص منزلى وصل أجره الى 200جنيه فى الحصة الواحدة للزيارة المنزلية، وهو ما يؤدى الى التهام الدروس الخصوصية ميزانية الأسر. وشنت أجهزة التعليم والأمن والمحليات بمرافقة الضرائب عدة حملات على السناتر ومراكز الدروس الخصوصية وتمكنت بالفعل من غلق 15 منها وتحصيل ضرائب عالية على المدرسين، الا أن هؤلاء المدرسين قاموا بفتح هذه المراكز مرة أخرى فى أماكن أخرى بمساعدة الطلاب أنفسهم الذين أكدوا أنهم فى حاجة الى هذه الدروس الخصوصية لضمان التفوق فى الثانوية العامة ودخول كليات القمة فى ظل الصراع الرهيب بينهم للحصول على الدرجات النهائية. وفى الوقت الذى تعانى فيه الأسر من ارتفاع تكلفة الدروس الخصوصية نجد الطلاب فى المقابل لا يستطيعون الاستغناء عنها لأنهم تعودوا عليها وتساعدهم على التفوق خاصة فى ظل عدم الحضور بالمدرسة لطلاب الثانوية العامة وعدم وجود مجموعات تقوية حقيقية بالمدارس للمرحلة الثانوية. من جانبها، أكدت الدكتورة بثينة كشك وكيلة وزارة التربية والتعليم بمحافظة كفرالشيخ أنها ترفض الدروس الخصوصية بشدة، وإنها من أشد المحاربين لها وقد شنت المديرية عدة حملات بمساعدة أجهزة الأمن على مراكز الدروس الخصوصية وتمكنت من غلق 15 مركزا من مراكز الدروس الخصوصية. وأضافت أنها أصرت على عدم الانصراف من هذه المراكز إلا بعد تشميعها بالشمع الأحمر وتعيين حراسة عليها لمنع فتحها مرة ثانية، وطالبت الطلاب بالانصراف والتوجه إلى منازلهم، مؤكدة لهم أنها ستفعل مجموعات التقوية المدرسية مع بداية العام الدراسى لاستقبال الطلاب والطالبات بطريقة شرعية لمنع استغلالهم من خلال المدرسين من محترفى الدروس الخصوصية، مشيرة الى أن حملات غلق مراكز الدروس الخصوصية سوف تستمر بقوة ضمن حملة تتبناها المحافظة وتعليم كفر الشيخ للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة.
سوهاج - مكتب الأهرام تحولت الدروس الخصوصية بسوهاج إلى ظاهرة واسعة الانتشار لدرجة أنه أصبح البحث عن مدرس خصوصى أو مكان فى أحد «السناتر» أمرا صعب المنال. وفى القرى لا يختلف الأمر كثيرا عن المدن إلا قلة عدد «السناتر»، حيث يقوم الطلبة والطالبات بتكوين مجموعات مع بعضهم البعض لأخذ الدروس فى المكان الذى يستقرون على اختياره وتتميز بالسعر الأقل للحصة الواحدة بالمقارنة بالمدن. ويقول أحمد السيد، طالب بالصف الثالث الإعدادي، إن تكدس الطلاب فى الفصول لا يساعد المدرس على التواصل أو الإجابة على استفساراتهم، ورغبتى فى الحصول على مجموع مرتفع اضطرتنى إلى اللجوء للدروس الخصوصية فى جميع المواد وعدم الذهاب إلى المدرسة إلا فى بداية العام وأوقات الامتحانات فقط. وقالت أمانى عبداللطيف، طالبة بالصف الثالث الثانوي: اعتدت على الاعتماد على الدروس الخصوصية منذ أن كنت فى المرحلة الابتدائية، رغم أنى فى مدرسة خاصة لإصرار والدى على حصولى على الدرجات النهائية للالتحاق بإحدى كليات القمة. وقال محمد عبدالعال، موظف: اضطررت إلى الدخول فى «جمعية» مع زملائى لتوفير نفقات الدروس الخصوصية لابنتى الكبري، لأن الراتب لا يتحمل أكثر من الاحتياجات الأساسية للأسرة. ومن اللافت للنظر أن بعض «السناتر» لا تقوم بالاعلان عن اماكنها والبعض الآخر يقوم بتغيير المكان أكثر من مرة تهربا من المساءلة. ومن جانبه، أكد خلاف إبراهيم وكيل مديرية التربية والتعليم بسوهاج أن نظام التعليم الجديد سيقضى تماما على فكرة الدروس الخصوصية والاعتماد عليها لأنه مبنى على الفهم ودرجة الاستيعاب وليس الحفظ والتلقين، وقد بدأنا بالفعل منذ يوليو الماضى فى خطوات جادة لتدريب المدرسين عن طريق مدربين معتمدين من الوزارة ونشر ثقافة «لا للحفظ والتلقين.. نعم للممارسة والتطبيق» لدى أولياء الأمور والطلاب عن طريق الندوات التثقيفية بالمراكز والمدن بالتنسيق مع قيادات المديرية والوحدات المحلية والإعلام الذى يقوم بالدور الأكبر فى ذلك. وأشار خلاف إلى أن دور المديرية بالنسبة للدروس الخصوصية يقتصر على ضرورة تقديم شكوى أو بلاغ فى هذه الحالة يتم التحرك فورا بالتنسيق مع الأمن والوحدة المحلية التابعة لها الشكوي، حيث يتم غلق المكان بالشمع الأحمر، وتحرير محضر بالواقعة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك.
جنوبسيناء هانى الأسمر يقول محمد عقل وكيل وزارة التربية والتعليم بجنوبسيناء إن المحافظة خاليه تماما من مراكز الدروس الخصوصية، وتعد جنوبسيناء حالة خاصة إذا ما قورنت بما يحدث فى باقى المحافظات لعدة أسباب منها قلة أعداد المواطنين، حيث لا يتزايد على 180 ألف نسمة تقريبا، وبالتالى فإن أعداد الطلاب ليست بالكثيرة ولا توجد كثافة طلابية فى الفصول الدراسية. وأشار عقل إلى أن المديرية نظمت العام الماضى مجموعات التقوية بالمدراس التى يرغب الطلاب الاشتراك فى مجموعات التقوية بها، وذلك طبقا للقرار الوزارى والذى ينص على أنه من حق الطالب اختيار المدرسة واختيار المدرس المتخصص فى المادة العلمية التى يتلقاها الطالب. قال: عندما فعلنا الضبطية القضائية العام الماضى اعترض بعض الطلاب على منع المدرسين من إعطائهم دروسًا خصوصية وتم تطبيق بعض الجزاءات على بعض المدرسين الذين ثبت تورطهم فى إعطاء الدروس الخصوصية، بتوقيع أقصى جزاءات وهو الخصم بين 5 و10و15 يوما من راتبهم الشهري، لكن الاساس فى ظاهرة الدروس الخصوصية هو ولى الأمر والطالب الذى يحرص على تهيئة مكان فى الخفاء داخل شقته وإحضار المدرس لإعطاء أبنائه دروسا خصوصية، لكننا نحارب هذه الظاهرة، حيث طالبنا من وزارة التربية والتعليم بمنح كل عضو بالمديرية الضبطية القضائية لمحاربة هذه الظاهرة، خاصة أنه لا يوجد سوى عضو واحد فقط يحمل الضبطية القضائية هو مدير الشئون القانونية.
السويس عمرو غنيمة شهدت مواقع التواصل الاجتماعى حربا كلامية وصلت للتراشق بالألفاظ بين «أباطرة» الدروس الخصوصية وبعض النشطاء وأولياء الأمور بسبب استغلال هذه التجمعات الشبابية فى ترويج أشياء خارجة عن نطاق التدريس. وقررت النيابة الإدارية بالسويس إحالة 13 مدرسًا للمحكمة التأديبة لمخالفتهم القانون وقيامهم بإدارة «سناتر» دروسا خصوصية وإعطاء دروس خصوصية للطلاب، عقب الشكاوى التى تلقتها. وأكدت التحقيقات قيام هؤلاء المدرسين بإعطاء دروس خصوصية وقيامهم عن عمد بإحضار طلاب المدارس الثانوية التى يقومون بالتدريس فيها لهم إلى سناتر الدروس، وقامت النيابة الإدارية بالاستماع إلى أقوالهم بمقر النيابة، حيث أقر عدد منهم بقيامهم بتسديد الضرائب الخاصة بالدروس الخصوصية.