يعتبر (ميدان سرور) بمدينة دمياط هو المكان الأشهر لتجار الدروس حيث يضم أكبر عدد من السناتر، ورغم ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة هذا العام، إلا أن الزحام على هذه المراكز ظل بنفس مستوى الأعوام السابقة وأكثر.خاصة بالنسبة لطلاب الشهادات والثانوية العامة، حيث بدأ الحجز بها منذ أول أغسطس الماضى وعاد هذا الميدان وشوارعه المجاورة يمتلئ بمئات الطلاب لدرجة أن البعض علق على هذا الأمر ساخرا (العام الدراسى بدأ مبكرا بدمياط) وأشهر المواد التى يزداد عليها الإقبال (الفيزياء والكيمياء واللغة الانجليزية والفرنسية وعلم النفس) حيث يطلقون على اصحابها اسماء الاباطرة، فهناك امبراطور للكيمياء وهكذا، وتختلف أسعار الدروس من مدرس لآخر حسب شهرته ويتراوح سعر الدرس هذا العام فى بعض المواد للثانوية العامة (أول شهر) من 400 جنيه إلى 500 جنيه تشمل المذكرات، ونظراً لانتشار الظاهرة أصبحت المادة الواحدة تقسم إلى أكثر من مدرس، فعلى سبيل المثال اللغة العربية هناك مدرس للنحو وآخر للأدب والبلاغة وهكذا فى عدد من المواد الأخري!!! ، وفى العام الماضى تصدى المسئولون لهذه الظاهرة فى هذا الميدان الشهير وتم غلق الكثير من تلك (السناتر) ولكن لم يستمر هذا الأمر طويلا حيث لجأ الكثير من المدرسين إلى تحويل الدرس الخصوصى إلى منازل الطلبة أو إلى أماكن أخري. وأكد الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط أنه قام بتنفيذ حملات مكثفة لغلق تلك المراكز، وكان هناك جزء مكمل لذلك بفتح مجموعات تقوية متميزة داخل المدارس يختارها الطالب بنفسه مع ولى الأمر، ولكن القضية ليست فى غلق تلك الأوكار فقط ولكن لا بد من اقتناع ولى الأمر بذلك. يقول خالد السيد موظف بكفرالشيخ، إن لديه ابنة وولدا بالمرحلتين الثانوية والاعدادية انتظما فى الدروس الخصوصية منذ بداية شهر أغسطس الماضى فى جميع المواد، وأنه فوجئ برفع جميع المدرسين مقابل الدروس فضلا عن زيادة أعداد الطلاب لدى أحد المدرسين الى 180 طالبا فى المجموعة الواحدة، وأن مجموع الدروس الخصوصية لابنه وابنته وصلت شهريا الى 2800 جنيه، فى حين أن راتبه يصل الى 2100 جنيه فقط وأنه لا يعرف ماذا يفعل على مدار الشهور المقبلة لتوفير احتياجات أسرته من المأكل والمشرب. ويؤكد أحمد عبدالمنعم مزارع من دسوق، أنه يفكر جديا فى إخراج أولاده الثلاثة من التعليم أو إخراج أكبرهم لعدم مقدرته حاليا على الإنفاق على تعليمهم ومنحهم دروسا خصوصية مثل باقى الطلاب، فلماذا يتركون هؤلاء المدرسين يمصون دماء الغلابة بهذا الشكل ويحرجون أولياء الأمور أمام أولادهم لعدم مقدرتهم.. فى المقابل أكد صلاح عثمان وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة كفرالشيخ، أنه تقرر تكثيف مجموعات التقوية المدرسية بجميع المراحل الدراسية مع بداية العام الدراسى الجديد، وذلك بمقابل رمزى للطلاب والتلاميذ مع إعفاء غير القادرين منهم من هذا المقابل المالى البسيط.