يحتل فيلم شباب امرأة انتاج 1956 رقم 6 فى قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية, شارك الفيلم في مهرجان كان عام 1956 وارتدت تحية كاريوكا في حفل الافتتاح جلبابا بلديا. المخرج : صلاح أبو سيف- إنتاج: وحيد فريد, رمسيس نجيب- قصة أمين يوسف غراب- حوار : السيد بدير – موسيقي: فؤاد الظاهري- بطولة : شادية – تحية كاريوكا- شكري سرحان- عبد الوارث عسر- سراج منير- فردوس محمد – سليمان الجندي. حصل الفيلم علي الجائزة الاولي في الاخراج من وزارة الثقافة, وشهادة تقدير من جمعية كتابات مصرية. جاء علي لسان صلاح أبو سيف : “أن فكرة الفيلم راودته من خلال ذكرياته في باريس, وعندما أراد في تنفيذها سينمائيا ناقش الأمر مع الاديب أمين يوسف غراب الذي تشجع وكتب قصة الفيلم وشارك في كتابة السيناريو نجيب محفوظ وسيد بدير, وربما تكون المرة الأولي التي تأخذ رواية عن فيلم وليس العكس, فبعد عرض الفيلم بعامين كتبت الرواية.. حفل الفيلم بالعديد من التوريات والتشبيهات الرمزية تحاشيا للرقابة مثلا: نجد “تحية ” تسحب “شكري” ليتزوجها رغم ارادته وأمامها واحدة تسحب خروفا, أو أثناء مراسم الزواج يظهر خلف “تحية” لافتة لاعلان البيبسي كولا الذي يحمل عبارة كبيرة ولذيذة, وكذلك الكرافته التي تلفها حول رقبته فهي لم تعد كرافته وانما شيء آخر توحي به اللقطة بقوة, كما استعنت بشادية لأسباب تجارية بحتة, وإن كان الفيلم بقي في أذهان الجماهير من خلال تحية وشكري.. أثناء تصوير الفيلم لاحظت أن تحية كاريوكا تملك عينين مبتسمتين, حتي في لحظات غضبها, ولجأت إلي مدير الانتاج اديب جابر لاستفزازها واثارة غضبها لاخفاء هذه الابتسامة, ونجحت الحيلة وظهرت في مشاهدها الاخيرة, أما شكري سرحان تعرفت عليه وهو طالب بالمعهد وكنت اقوم بالتدريس له, واخترته للدور, عندما عرض الفيلم في مهرجان كان 1956 هاجمتنا الصحافة قبل عرض الفيلم لأننا قادمون من بلد عبدالناصر, ولكن بعد العرض حصل الفيلم علي جائزة “روح الفكاهة” وبالمناسبة عند ارسال الفيلم للمهرجان اعترضت الرقابة بحجة أنه يسيء لسمعة مصر, ووصل الأمر لرئاسة الجمهورية فأمرت بتشكيل لجنة, وتمت اجازته”. مثل الفيلم صدمة للكثيرين عند عرضه جراء جرأته في طرح موضوع شائك يحدث كثيرا, وربما لذلك تناولته بعض الأقلام بالهجوم رغم اعجابهم باللغة السينمائية المتميزة لمخرجه, كتب الفريد فرج في مجلة التحرير: في “شباب امرأة” المرأة العاملة هي نفسها المرأة الداعرة, والحي البلدي يتلخص في طاغية شرير وزحمة ناس منكسرين.. وقد استأت كل الاستياء أن هذا الدور الغريب الشرير المتناقض أسند إلي أحب فنانة لقلوب الجماهير, تحية كاريوكا”. علي غرار المثل الشعبي ” اللي اكلته بط بط حيطلع عليك وز وز” كانت المواجهة الحاسمة بين “شفاعات- تحية كاريوكا” و”امام – شكري سرحان” حيث يسيران من الحارة حتي يدخلا المنزل, تتقدم “شفاعات” ويتبعها “إمام” ثم يصعدان الدرج فتبدو “شفاعات” وكأنها جولييت تطارحه “الشرشحة والمعايرة” من ملابس وهدايا اغدقتها علي روميو الذي وقف مذعورا خائفا, ثم تتجه ناحية الغرفة, ويحاول “امام” أن يمكر عليها لكن الاعيبه لا تخيل عليها, فهي من أرضعته “الحداقة”, بدت وكأنها امسكت اللجام واحكمته حول رقبته ولم تفلح محاولاته في التذلل, كانت محاكمة عادلة لعاشق لم يصن الجميل, ولم تنتظر دفوعه فكان حكمها بالزواج, كلمات حادة تطرقت باستحياء لسبب الخلاف, وهو تركه فراشها بغير رجعة.. أخذ المتعة والحمام والكباب, ولم يدفع شيئا, ورغم أن الغلبة في المنطق كانت لشفاعات, فإن المخرج والمؤلف أرادا لإمام النجاة بفعلته ونيل جائزة ثمينة بالخروج مع الحبيبة الشابة سالما غانما, وأصدرا حكمهما بالسحل علي “شفاعات” تحت حجر الرحي, بينما البغل يسرع الخطى لتسحق وتتكسر عظامها, رغم أن الاثنين أجرما ومارسا الخطيئة بإرادتهما.