فنانة ارتبط اسمها بالجرأة والشجاعة الفنية وأيضا الأنوثة، عرفت بقوة الشخصية وقدرتها على جذب الأنظار إلى رقصها الهادئ، إنها الفنانة تحية كاريوكا التى يعكف حاليا أكثر من مؤلف على إعادة ما قدمته لشاشة السينما عام 1956. سنشهد عودة شفاعات تلك المرأة الأفعى المتسلطة التى ترغب فى امتلاك كل شىء بداية من العقل إلى الجسد، وذلك فى مسلسل «شباب امرأة» على يد المؤلف نادر خليفة، كما تجهز الفنانة غادة عبدالرازق بمعاونة الكاتب مصطفى محرم لإعادة شخصية «سمارة» تلك المرأة المحبة التى تساعد من أحبته على الدخول إلى وكر تجار المخدرات لتكتشف بعد ذلك أنه ضابط. وفى ذات الوقت، قرر المؤلف زكريا السيلى أن يعرض سيرة حياة تحية كاريوكا جنبا إلى جنب مع شخصية الفنان رشدى أباظة فى عمل جديد بعنوان «رشدى وتحية». حيث يكشف فى ذلك العمل عن الجانب الوطنى لها ومدى انتمائها وحبها لمصر وارتباطها بأباظة إلى انفصالهما عام 1962، وتزامنا مع تلك الأعمال، تحضر حاليا الفنانة وفاء عامر مراسم إحياء كاريوكا فى مسلسل يتناول قصة صعودها الفنية والسياسية بتوقيع المؤلف فتحى الجندى والمخرج عمر الشيخ.. وفى ذلك التقرير يتحدث صناع المسلسلات عنها: فى البداية قال الكاتب مصطفى محرم «تحمست جدا لكتابة العمل وإعادته فى شكل جديد لأن تحية كاريوكا رغم أنها ممثلة عظيمة وأبهرتنا فى أعمال كثيرة، إلا أنها فى فيلم سمارة كانت غير مناسبة على الإطلاق «miscasting» لكبر سنها بالنسبة إلى نوعية الدور الذى قدمته، بالإضافة إلى عدم تأديتها لدورها جيدا»، وأضاف: لقد عرضت علىّ شركة كنج توت المنتجة لمسلسل سمارة إعادة تقديم الفيلم، وفضّلت أن تدور أحداث ذلك المسلسل فى أربعينيات القرن ال20 لأن تلك الفترة سبقت الثورة وتميزت بتعدد التيارات السياسية وبالتالى الأحزاب، كما أنها فترة ثرية جدا بالأحداث الفنية، وهذا التنوع والتعدد فى الساحة حينئذ سيوفر لنا حرية الحركة الدرامية والقدرة على الإسقاط على الأحداث الراهنة. وأكد محرم أن المسلسل بعيد تماما عن الفيلم وقال: سمارة سبق تقديمها مرتين الأولى فى مسلسل إذاعى من بطولة سميحة أيوب، والثانى فيلم سينمائى من بطولة تحية كاريوكا، والمرة الثالثة ستكون من خلال المسلسل، كما أننى استعنت باسم سمارة فقط أما باقى التفاصيل فستكون مختلفة تماما، وكل تلك الأسباب تبعد المسلسل عن أى مقارنة، ولا يهمنى من ينتقد العمل. 10000 وثيقة «لم أستطع مقاومة سحر تحية كاريوكا وكنت سأظلمها بالتأكيد إذا تناولت حياة رشدى أباظة فقط، وبالتالى فرضت نفسها علىَّ كما فرضت شخصيتها وسحرها على كل من حولها».. بهذه الكلمات بادرنا السيناريست زكريا السيلى كاتب مسلسل «رشدى وتحية» الذى يستعرض فيه قصة حياتهما بداية من عام 1945 إلى عام 1962 الذى انتهى بزواج أباظة من الفنانة سامية جمال»، وأضاف: «بدأت فى التحضير للعمل منذ شهر مارس الماضى وكنت أنوى كتابة مسلسل يتناول حياة رشدى أباظة فقط. ولكنى فوجئت بمدى ارتباط رشدى بتحية من حيث عشقهما الشديد لمصر لدرجة أنهما كانا بمساعدة وجيه أباظة عم رشدى أباظة يهربان السلاح إلى الفدائيين فى السويس قبل الثورة، وزواجهما لمدة 3 سنوات من 1950 إلى 1953، وكيف كانت تحية كاريوكا الوسيط الذى عرف من خلاله رشدى أباظة سامية جمال وزواجه منها، ورغم ذلك ظل هو وتحية صديقين جدا». وأضاف: أما عن تحية الراقصة، فالمسلسل سيظهر كيف أنها كانت راقصة من عيار مختلف عن الآخرين فكان لديها حس عالٍ جدا بالرقص وبلغة الجسد للدرجة التى تجعل عين من يشاهدها لا تغيب عنها لحظة واحدة، ومن أجل ذلك كتب المفكر إدوارد سعيد مقالا عن رقصها يشيد بها. وعن الوثائق التى عاد إليها، أوضح السيلى «لدى أكثر من 10000 وثيقة مصورة ومدونة، سواء المجلات التى كتبت عن رشدى أباظة وتحية كاريوكا فى داخل مصر وخارجها بداية من عام 1940 إلى الآن، وكل ما كُتب عنهما يمتاز بالثراء الذى يكفل صناعة أكثر من عمل عن كل منهما». شفاعات وبالإضافة إلى هذين العملين، يكتب السيناريست نادر خليفة حاليا مسلسل «شباب امرأة» المأخوذ عن الفيلم السينمائى الذى قدمته الفنانة تحية كاريوكا من قبل بالمشاركة مع الفنانين شكرى سرحان وشادية وتأليف أمين يوسف غراب وإخراج صلاح أبوسيف، وعن المسلسل يقول نادر خليفة: فى البداية أود توضيح أننى لم أعد الفيلم بل استعنت بالرواية التى كتبها أمين يوسف غراب بعد النجاح الذى حققه الفيلم على المستويين المحلى والعالمى، وتلك الرواية وجدت أنها تصلح للمعالجة التليفزيونية والمسرحية؛ لأن الشخصيات تمتاز بالثراء والعمق الإنسانى والأبعاد الملقية بظلها فى الماضى والحاضر بمعنى أنها تستند إلى (لغة الأبجدية) وهو ما يتيح صنع مسلسل من 30 حلقة. وذلك على عكس الفيلم الذى اعتمد على التركيز الشديد لدرجة أن أبوسيف استخدم الرموز البصرية بشدة حفاظا على هذا التركيز واللغة البصرية، وأضاف: لا يصلح تحويل الفيلم لمسلسل يقدم فى عام 2011 على الإطلاق لأسباب عديدة وهى أنه لا يوجد الآن الشاب الخام الذى تستطيع امرأة أن توقعه فى شباكها، كما أنه لا توجد الآن المعلمة الشعبية بهذا الشكل، وأيضا لأنه فى الفيلم تم استخدام لوكيشن واحد بشكل كبير جدا وهو السرجة». وعن شخصية شفاعات التى ينسج خيوطها الآن، قال خليفة: لقد رأينا كاريوكا وكل أبطال الفيلم فى مراحلهم الأخيرة، فشخصية شفاعات كانت كبيرة فى السن وشرسة وقوية وجبارة ولكن لا أحد يعلم تاريخها ولا من أين جاءت ولا لماذا أصبحت بهذا الجبروت والرغبة فى السيطرة على كل من حولها بالقوة ولا من هو زوجها الذى قالت إنه توفى، فهى لابد أن تكون مختلفة تماما لأنه ليس شرطا أن تكون قوية بصوتها العالى ولا بنفوذها على أهل الحارة ولكن هناك عناصر أخرى تجعلها أكثر قوة. وكذلك رأينا عبدالوارث عسر الذى أصبح فى طوره الأخير بعد أن وقع فى شباك شفاعات التى أبعدته عن أهله وأصبح كالمطاريد، وأيضا إمام الذى عرفنا عنه بمجرد الكلام فقط أنه شخصية معروفة بين أهل قريته بالاحترام والتقدير وعلو المكانة، ونفس الحال بالنسبة إلى سلوى وعائلتها». وعن اختيار الفنانة التى ستجسد شفاعات، أوضح نادر: لا أعلم هل ستتم الاستعانة بأكثر من ممثلة لتجسيد المراحل العمرية لشفاعات أم ممثلة واحدة مع تغيير الماكياج؛ لأننى مازلت فى مرحلة الكتابة ولم نصل إلى مرحلة الاختيار بعد، وإذا تم اختيار الفنانة رانيا يوسف لأداء الدور فأنا لا استطع التدخل لأن ترشيح الشخصيات مهمة المخرج فقط والمؤلف رأيه استشارى. حياة كاريوكا ولم يكتف صناع الدراما بهذا القدر، بل تم الإعلان مؤخرا عن قيام الفنانة وفاء عامر مع المؤلف فتحى الجندى والمخرج عمر الشيخ بتجسيد قصة حياة تحية كاريوكا فى مسلسل يتناول تاريخها بداية من مولدها عام 1915 فى مدينة الإسماعيلية إلى وفاتها عام 1997 عن عمر يناهز 82 عاما، حيث سيتم التعرض لقصة صعودها كراقصة ومواقفها السياسية الجريئة وحبها الشديد لمصر. ومن جانبها، تقول الفنانة وفاء عامر «كاريوكا لم تكن مجرد راقصة، ولكنها سياسية من الدرجة الأولى ولها مواقف وطنية كثيرة جدا وحياتها حافلة بالصعاب التى مثلت درجات رقى لها، وسأصبح (ممثلة خايبة) لو لم أقبل هذا الدور المهم، وحاليا لم ينته المؤلف فتحى الجندى من استكمال باقى الحلقات».
