كتبت: مارسيل سمير يتزايد عدد الهجمات الإلكترونية بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، مما كلف العالم نحو 600 مليار دولار في عام 2018، حوالي 0.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.ويخشى البعض من أن يصبح الشرق الأوسط مسرحًا جديدًا في حرب إلكترونية عالمية تستقطب العديد من القوى العالمية. والحرب السيبرانية هي حرب صامتة طويلة قد تستمر لعقود, وأيضا مخاطر برامج التجسس في إنترنت الأشياء التي أصبحت مصدر قلق كبير لمحترفي الأمن السيبراني، ونظرا لخطورة تلك الحرب منعت أمريكا جنودها في الشرق الأوسط من اصطحاب أجهزة الكترونية بعد مقتل السليماني، قائد فليق القدس، وفي بيان أمني، حذرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية من أن “إيران لديها برنامج إلكتروني قوي، وقادرة، كحد أدني، على تنفيذ هجمات بتأثيرات تخريبية مؤقتة”. فبعد مقتل السليماني قامت مجموعات القرصنة الإيرانية بهجمات متعددة علي مواقع أمريكية، بعدما أصبحت قوة إيران السيبرانية تشكل خطرا علي كل الدول بما فيها الولاياتالمتحدة، فالمجموعة التي قامت بالهجوم علي موقع وزارة الصحة المصرية، نشرت عدد من الأخبار عن هجمات لها علي مواقع أمريكية حكومية وبنوك وشركات خاصة. وشهدت الأيام الماضية عدد من هجمات القراصنة الالكترونية، لكن لا يوجد أدلة علي ارتباط تلك الهجمات ببعضها، فمنها ما هو تركي ومنها ما هو إيراني. ويوم السبت الماضي، استيقظ المصريين علي اختراق موقع وزارة الصحة المصرية من قبل مجموعة تطلق علي نفسها “باكس 26 ايران “وتلك المجموعة طبقا للتقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تابعة إلى “الجيش الالكتروني الإيراني” أو تعمل لصالحه، رغم نفيهم لذلك علي حساباتهم علي انستجرام وتويتر وتليجرام، فهم يعلنون أنهم لا ينتمون لأحد، فطبيعة الهجمات السيبرانية ذاتها ذات الأصل الغامض أو الخفي تخلط بين المصطلحات لأنه من الصعب أو المستحيل تتبع ما إذا كان الحدث برعاية الدولة أم لا، وقد تعهدت تلك المجموعة بالانتقام لمقتل السليماني، وأشار منشور لهم علي التليجرام صورة السليماني، ويستخدم موجوعات القراصنة الإيرانية التلجرام لنشر بيانات الهجمات الهجمات، ومن أشهر البيانات التي نشرت يناير الماضي من قبل قراصنة إيرانيين واخرين في منطقة الخليج، كانت بيانات خاصة بشركة الطيران الإماراتية بها أرقام هواتف وبيانات العملاء، وكلمات السر وأيضا الطيران السعودي. ولكن إيران ليست المهاجم فقط في تلك الحرب، ففي يناير المضي قامت مجموعة يلقبون أنفسهم ب “OP999″ باختراق موقع الاتصالات الإيراني، ونشر بيانات مالية تخص الخامنئي واثاث منزله وسيارته. كما أصبحت تركيا دولة قرصنة في شرق البحر الأبيض المتوسط ، وتم الكشف مؤخرا عن هجمات الكترونية ضد المؤسسات الحكومية في أوروبا والشرق الأوسط، بما في ذلك السفارات والوزارات والأجهزة الأمنية، وتلك الهجمات من قبل قراصنة أتراك يعملون نيابة عن مصالح أنقرة. وكان ضحايا تلك الهجمات خدمات البريد الإلكتروني للحكومة القبرصية واليونانية، بالإضافة إلى مستشار الأمن القومي للحكومة العراقية، وجهاز المخابرات الحكومي في ألبانيا. وفي الأسبوع الماضي، ذكرت وسائل الإعلام اليونانية أن مجموعة تركية ” Anka Neferler Tim ” اخترقت مواقع البرلمان اليوناني ووزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات الوطني. تم الإبلاغ عن المشكلات أيضًا على مواقع الويب الأخرى، مثل الخزانة وبورصة أثينا. أعلنت تلك الجماعة مسئوليتها عن الهجوم في منشور علي “الفيسبوك”. وفي 23 يناير الماضى، أكد المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتاس هجمات إضافية على المواقع الإلكترونية التابعة لوزارات الداخلية والخارجية والشحن والتمويل ورئاسة الوزراء. وقال المتحدث “نحن نعتبر [المتسللين] مسؤولين في حكومة رجب طيب أردوغان، وأبلغت قبرص أيضًا أنها تشتبه في قرصنة تركية ربما مكنتها سرقة بيانات تقنية ساعدت تركيا في إرسال سفن حفر إلى موقع محددة جنوب من الجزيرة – حيث تعمل شركات الطاقة وإيني – ولكنهم لا يستطيعون إثبات ذلك. وقال المتحدث باسم الحكومة “كيرياكوس كوشوس، “هناك معلومات، ربما تكون صحيحة ، بأنهم سرقوا خططاً ودراسات من شركة معينة، ولهذا السبب ذهبوا إلى مكان محدد”. وأضاف: “لسوء الحظ ، أصبحت تركيا دولة القرصنة في شرق البحر الأبيض المتوسط.”