*ماهر فرغلي: التدخل التركي في ليبيا يستهدف مصر *نبيل نعيم: تركيا تنفذ أجندات أمريكية.. وما تقوم به الآن في ليبيا نفذته بالأمس في سوريا كتب خالد عبدالراضي: قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الأوضاع في ليبيا تمس الأمن القومي المصري بصورة مباشرة، وكان من الأولى أن تتدخل الدولة المصرية بشكل مباشر على الأراضي الليبية، مؤكدا أن لدينا القدرة على ذلك، إلا أننا لم نقم بهذه الخطوة للحفاظ على العلاقة والأخوة مع الشعب الليبي، لأنه لن ينسى لنا هذا التدخل المباشر في شئونه وأمن أراضيه. وأرجع الرئيس حالة عدم الاستقرار في المنطقة لمحاولات بعض الدول تنفيذ أجنداتها على حساب أمن المنطقة واستقرارها، مشيرا إلى ما حدث في ليبيا خلال السنوات الماضية وعدم قدرة حكومتها على بناء إرادة حرة حقيقية لأنها أسيرة للميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية. وأشار السيسي، إلى استخدام ملف الإرهاب من قبل البعض لتحقيق أهداف سياسية، وذلك في ظل تطور الجيل الجديد من الحروب باعتباره الأقل تكلفة وتخفي الجهة التي تقف خلفه بصورة مباشرة. مضيفا خلال حديثه بالمائدة المستديرة حول سبل تعزيز التعاون بين دول المتوسط في مواجهة التحديات المشتركة، أن مصر لديها رؤية ثابتة تتمثل في أنها لا تتآمر على من اختلف معها مهما حدث. وقال نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، إن ليبيا هي الامتداد الاستراتيجي لمصر، وأن الأوضاع هناك تهدد الأمن القومي المصري بصورة مباشرة، مضيفا أن آخر إحصائيات تشير لوجود قرابة 1000 جماعة إرهابية على الأراضي الليبية وهو ما يمثل خطورة كبيرة على الحدود المصرية وأمننا الداخلي في ظل مساعي الجماعات الإرهابية للنيل من مصر وشعبها. وأشار نعيم، إلى قيام تركيا وقطر بإنتهاك القرارات الدولية بشأن حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا، مؤكدا أن الدولتين دعما الجماعات الإرهابية في ليبيا بالمال والسلاح والمقاتلين، وذلك لتنفيذ أجندات أمريكية هناك، موضحا أن الدور الذي تلعبه تركيا الآن في ليبيا لعبته من قبل على الأراضي السورية وجاء أيضا بأوامر أمريكية لقطع خطوط تصدير النفط السوري، وتهريب الدواعش من السجون. وأكد القيادي السابق بتنظيم الجهاد، أن هذه المرة تدخل تركيا على خط الأزمة الليبية بهدف التصدي للتواجد الروسي الصيني هناك، مشيرا إلى الاستثمارات الصينية في قطاع النفط على الأراضي الليبية. محذرا في الوقت نفسه من تمادي الجانب التركي في دعم الجماعات الإرهابية هناك، مشيرا إلى أن تصريحات الرئيس السيسي تؤكد أننا على استعداد تام للتدخل المباشر لمواجهة أي تحركات تهدد أمن مصر القومي. في نفس السياق، يرى ماهر فرغلي، الباحث المتخصص في الإسلام السياسي، أن ما يحدث الآن على الأراضي الليبية لا يستهدف ليبيا وحدها، موضحا أننا أمام استهداف واضح للمجال الحيوي للدولة المصرية، من خلال محاولات السيطرة على المجال البحري، ودعم الجماعات الإرهابية التي تشكل خطورة كبيرة على حدود مصر الغربية تحت مسمى دعم ثوار طرابلس، أو ما يسمى بالحكومة الشرعية. مشيرا إلى وجود عشرات الجماعات الإرهابية على الأراضي الليبية تحت مسميات مختلفة، وهو ما يهدد حدودنا الغربية وأمن مصر القومي. وأكد “فرغلي”، أن المساعي التركية لا تهدف دعم الثوار في ليبيا كما تدعي، لكنها تستهدف الدولة المصرية من الدرجة الأولى، كما تستهدف دخول الصراع على حقول الغاز في المتوسط، موضحا أن أردوغان يسعى للحصول على موطئ قدم والدخول في مفاوضات للحصول على مكاسب مادية للجانب التركي، وهو ما حاول فعله خلال فترة حكم الإخوان المسلمين ووافق عليه الرئيس المعزول محمد مرسي، ورفضه المجلس العسكري حينها. وأشار الباحث المتخصص في الإسلام السياسي، إلى تعقد الأوضاع على الأراضي الليبية، لوجود عدد كبير من الفصائل والجماعات الإرهابية هناك، وكذلك وجود أطراف دولية من مصلحتها تعقد هذه الأوضاع واستمرار الصراع الليبي، مؤكدا أن مصر لن تسمح بأي تهديدات لأمنها القومي ومجالها الحيوي، وأن جميع الإحتمالات مفتوحة وقد تتدخل مصر بصورة مباشرة في ليبيا إذا تطلب الأمر ذلك.