تفاصيل جولة وزيرالتعليم بمدارس البدرشين والصف بالجيزة اليوم    هيئة الرقابة المالية تُصدر «دليل خدمات متكامل» للقطاع المالي غير المصرفي    وزير الدفاع : الاستعداد الدائم لمواجهة المخاطر والتهديدات واجب لا يحتمل التهاون    الكرملين: الرئيس الروسي يلتقي المبعوث الأمريكي «ستيف ويتكوف» غدا    طلائع الجيش يستقبل السكة الحديد في مواجهة قوية بدور ال32 لكأس مصر    موقف الثنائي «الشناوي» من التواجد مع منتخب مصر    ضبط المتهمين بسرقة «كولدير» ببني سويف    طلاب ابتدائية القاهرة يؤدون امتحاني التربية الدينية والرياضيات.. وطلاب الإعدادية يبدؤون امتحانات الدراسات الاجتماعية والتربية الفنية    «السلم والتعبان 2» يكتسح.. و«ولنا في الخيال حب» يلاحقه بقوة في سباق الإيرادات    إعادة التدوير وتسويق المنتجات في ملتقى فتيات أهل مصربشرم الشيخ    وزير الأوقاف: الفائزون بمسابقة القرآن يكرمهم الرئيس السيسى في ليلة القدر    مشروع الجينوم: التخطيط لتحليل 25 ألف عينة بحلول 2027    قسم أمراض الذكورة بقصر العيني يحصد الاعتماد الأوروبي مجددا كمركز تدريبي خارج أوروبا    "معلومات الوزراء": 2 مليار دولار قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في أفريقيا خلال عام 2025    موعد مباراة السعودية وعُمان في كأس العرب 2025.. والقنوات الناقلة    متحدث «الوزراء»: الإقبال السياحي على المتحف الكبير فرض ضرورة توفير خدمات جديدة    محامي رمضان صبحي يكشف 3 سيناريوهات أمام المحكمة ويحسم حقيقة دعم الأهلي القانوني    متى يبدأ رمضان 2026 وعيد الفطر؟ توقعات فلكية لموسم العبادة    تشيلسي ضد أرسنال.. تعرف على مدة غياب كايسيدو بعد طرده فى الديربى    محافظ أسوان يوجه بالاستعداد المبكر لموسم الأمطار والسيول    تطعيم 509 آلاف طفل ضد الحصبة بنسبة 90% في أسوان    فاكسيرا: لا يوجد فيروس خطير يهدد حياة الطلاب والترويج لذلك خطأ.. إنفوجراف    «جبران»: منظومة رقمية متكاملة لتطوير الخدمات بالوزارة    بدء تصويت المصريين بالكويت في الدوائر الملغاة بالمرحلة الأولى لانتخابات النواب    «الأرصاد» تكشف تفاصيل آخر تحديث لخرائط الطقس    محافظة الجيزة : المركبة كيوت أرخص من التوكتوك وترخص كسيارة أجرة    الداخلية تضبط مروج صواعق كهربائية وعصي صدمات عبر مواقع التواصل    بالفيديو.. أستاذ قانون: 70% من دوائر المرحلة الأولى ستعاد فيها انتخابات مجلس النواب    رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر يهنئ المجمع العام لكنائس النعمة بانتخاب اللجنة التنفيذية الجديدة    ترامب يتعهد «النظر‌‌» في ضربة للجيش الأمريكي أجهزت على ناجين من قارب مستهدف بالكاريبي    مصر تعلن تصنيع أجزاء من الطائرة رافال محليا في ايديكس 2025    "يوم العلاج بالنباتات والروائح" فعالية بصيدلة حلوان    "التمثيل التجاري" يبحث مع المستشار التجاري الأمريكي تعميق الشراكة الاقتصادية    وزير الصحة يترأس اجتماع اللجنة الاستشارية العليا للتنمية البشرية    هيئة الاستثمار تستعد لإطلاق منصة تراخيص وموافقات إلكترونية موحدة    عاجل- قطر تفتتح مشوار كأس العرب 2025 بمواجهة فلسطين على ملعب "البيت"    «طلع لفظ مينفعش يتقال».. محمد رمضان يكشف كواليس ترحيل "كهربا" من الإمارات    طاهر محمد طاهر يكشف كواليس مشاجرة تريزيجيه أمام الجيش الملكي وأسباب تألقه في عدة مراكز بالأهلي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأثنين 1-12-2025 في محافظة الأقصر    الرئيس الإندونيسي يحث حكومته على التأهب لتغير المناخ في ظل أزمة الفيضانات    القاهرة تحتضن فعاليات الاجتماع الرابع والعشرين للأطراف المتعاقدة في اتفاقية برشلونة    بمناسبة الأسبوع العالمي لمقاومة البكتيريا... الثقافة الصحية بمديرية الشئون الصحية بالأقصر تكثف الجهود التوعوية    أوسينات للمزادات: بيع لوحة المسيح على الصليب مقابل 2.94 مليون يورو    "علوم رياضة" قناة السويس تعزز الوعي الصحي في المدارس بمبادرة "صحتنا حياتنا"    بدءا من اليوم.. الحجز الكترونيا فقط لزيارة المتحف المصرى الكبير    ارتفاع أسعار النفط بفعل خطة أوبك+ للإنتاج    «التضامن» تقر تعديل قيد جمعيتين في الجيزة والقليوبية    انتخابات هندوراس.. بدء فرز الأصوات وسط دعم ترامب لعصفورة    دراما بوكس| هنا الزاهد تغيب عن رمضان 2026.. واستئناف تصوير «الكينج» بعد الحريق    موعد غُرة شهر رجب فلكيا لعام 1447 هجريا.. كم مدة رؤية الهلال في مصر؟    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يختتم دورته العاشرة ويعلن جوائز مسابقاته    إخلاء سبيل المعلمة المتهمة في واقعة تلميذ لغات الألومنيوم بكفالة مالية بقنا    مصرع سيدة إثر اصطدام سيارة بها بالطريق الدائري في القليوبية    الداخلية تضبط سايسًا بدون ترخيص بعد مشاجرة ومنع مرور السيارات بالجيزة    كوكا: هذا موقفي من الانضمام ل الزمالك.. وشخص ما لا يريدني في المنتخب    القاهرة تستعد لافتتاحية كبرى بمدينة الفنون والثقافة بعرض "تأثير بيغماليون"    عواصف ثلجية تقطع الكهرباء في ويسكونسن وتلغي مئات الرحلات الجوية في شيكاغو    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 30نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا.... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أردوغان.. يد تمول الإرهاب وأخرى تحاربه على الورق
نشر في البوابة يوم 11 - 01 - 2018

بعد أيام من انتهاء زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى باريس، التى اختتمها فى 8 يناير، ووقّع خلالها اتفاقا مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول محاربة الإرهاب، أعلنت اليونان عن ضبط خفر السواحل لديها سفينة ترفع علم تنزانيا خرجت من مينائي ميرسين والإسكندرونة التركيين، متجهةً إلى ليبيا، وعلى متنها مواد تستخدم لصنع المتفجرات، ما سلط الضوء مجددا على الدور الخفي، الذى تقوم به أنقرة فى دعم الإرهاب، مستغلة الأزمة فى سوريا.
وقال خفر السواحل اليونانى فى بيان له فى 10 يناير، إن السفينة رُصدت قرب جزيرة كريت، وعثر بها على 29 حاوية تحتوى على مواد تستخدم فى تصنيع المتفجرات»، وكانت فى طريقها إلى ميناء مصراتة الليبى لتفريغ الحمولة بأكملها.
وكشفت التحقيقات اليونانية عن أن السفينة لم تحتوِ على أي خرائط بحرية توضح كيفية الوصول إلى كل من سلطنة عمان وجيبوتي، على الرغم من أن طاقم السفينة قال إنه كان فى طريقه إلى هاتين الدولتين.
وجددت الواقعة الاتهامات الموجهة لتركيا حول دعم الإرهاب، إذ كتب سياسيون عرب حول الواقعة، واصفين إياها بأنها جاءت لتقطع كل الشكوك حول دور تركيا فى دعم التنظيمات المسلحة.
وعن ذلك، كتب محمد رشيد، مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عبر حسابه على «تويتر»، قائلا «إن باخرة محملة بمواد ومعدات لصناعة المتفجرات حملت بمينائي ميرسين والإسكندرونة فى تركيا أوقفتها البحرية اليونانية قبل وصولها مصراتة الليبية مع أن وثائق إبحارها نحو عمان وجيبوتي»، وتابع «بعد كل ذلك هل من مجال للشك بدعم أردوغان للإرهاب؟ وهل هى لتزويد الإرهابيين فى مصر وليبيا؟».
كما دشن نشطاء عرب على «تويتر» هاشتاج «تركيا تدعم الإرهاب» متداولين فيه بيان الحكومة اليونانية.
ولم تكن الواقعة الأولى إذ سبقتها واقعة مماثلة فى نيجيريا فى سبتمبر الماضي، إذ كشفت السلطات هناك عن ضبطها لحاوية ممتلئة بالسلاح قادمة من تركيا وفى طريقها لجماعة «بوكو حرام» (جماعة إرهابية بايعت داعش مارس 2015)، وقالت إدارة الجمارك النيجيرية حينها في بيان لها، إن البنادق عثر عليها فى حاوية قادمة من تركيا وتابعة لعصابة بوكو حرام، مقدرة إجمالى البنادق المضبوطة أثناء دخولها إلى البلاد عن طرق غير شرعية خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2017 ب2671 بندقية.
لماذا تدعم تركيا الإرهاب؟
على الرغم من كل هذه الاتهامات الموجهة نحو تركيا، إلا أنها لم تتوقف عن سياساتها فى دعم الإرهاب، ويرى متخصصون في الشأن التركي أن الطموح التركي في المنطقة أعمى الدولة التركية إلى الحد الذى وصل بها إلى رعايتها للإرهاب.
وعن ذلك، يقول بشير عبدالفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن السفينة التى تم ضبطها فى 10 يناير، تؤكد ضلوع الدولة التركية فى دعم الإرهاب فى دول عديدة فى الشرق الأوسط من بينها ليبيا بالتعاون مع بعض جماعات المافيا وبعض الدول الأفريقية الأخرى، مؤكدًا أن هذا يدحض كل ادِّعاءات الرئيس التركى أن تركيا تحارب الإرهاب وأنها ليست ضالعة فى دعم أي إرهاب وتقف بوجهه ويمكن أن يستخدم ذلك مسوغا من قبل المجتمع الدولى لمحاسبة تركيا، وأضاف عبدالفتاح فى تصريحات ل«البوابة»، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان له تصريح خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» من أنقرة فى مطلع ديسمبر من العام المنصرم، بأن الإرهابيين الذين غادروا الرقة أرسلوا إلى مصر لاستخدامهم هناك فى صحراء سيناء، الأمر الذى يؤكد أن انتقال داعش تم بمعرفة تركيا وعن طريق أراضيها وضلوعها فى توظيف الجماعات الإرهابية لخدمة أهدافها من خلال إيجاد موطئ قدم لها فى دول عديدة فى المنطقة.
وأوضح «بشير» أن تركيا تحاول تهديد الأمن القومي المصري من أكثر من جهة سواء سيناء من الجنوب ناحية السودان، ومن الغرب عن طريق ليبيا من خلال توفير ملاذ أمن لداعش هناك وتزويدهم بالسلاح، لافتًا إلى أن الدور التركي يقوم على تزويد الإرهابيين والجماعات المتطرفة بالسلاح وبتمويل قطري.
وتابع: «مثل تلك العمليات التى تقوم بنقل الأسلحة من دول إلى دول أخرى بغرض إشعال الحروب الأهلية أو دعم حركات إرهابية غالبًا ما يكون طى الكتمان حتى يتم افتضاح أمره، وهذا ما حدث مع الجانب التركى ويؤكد ضلوع الدولة التركية في دعم الإرهاب في دول عديدة فى الشرق الأوسط من بينها ليبيا بالتعاون مع بعض جماعات المافيا وبعض الدول الأفريقية الأخرى، وهذا يدحض كل ادِّعاءات الرئيس التركى أن تركيا تحارب الإرهاب وأنها ليست ضالعة في دعم أى إرهاب وتقف بوجهه ويمكن أن يستخدم ذلك مسوغا من قبل المجتمع لمحاسبة تركيا».
وبدوره، قال كرم سعيد، الباحث فى الشأن التركى بمركز الأهرام للدراسات، أن تركيا تسعى بالأساس إلى دعم التيارات الإسلامية، المناوئة للمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، بالإضافة إلى أنها خسرت فى جهودها في الأزمة الليبية ورهانها على جماعات بعينها كانت تأمل من ورائها الحصول على عقود إعادة الإعمار فى ليبيا وأن تكون فى منطقة نفوذ حيوية على البحر المتوسط، بعدما احتلت نفوذًا واسعًا على البحر الأحمر بعد إنشائها قاعدة عسكرية، وإدارة ميناء سواكن فى السودان.
وأضاف «سعيد» ل«البوابة»، أن هذا الأمر يأتي في سياق انخراط تركيا في الأزمة الليبية، كما أنها تسعى إلى دعم التيارات المحسوبة على الإخوان والجماعات المناوئة للواء خليفة حفتر، لافتًا إلى أن الهدف الأساسى من هذا هو دعم التيارات الموالية لتركيا والأقرب عقائديا لها، يضمن لها أن تكون فاعلا فى إدارة وتسوية الأزمات فى ظل وجود هذه التيارات التى تتصدر المشهد السياسي.
وأوضح «سعيد» أن تركيا لا تسعى إلى فرض سيطرة كاملة فهى تعى جيدا قدرتها ومقوماتها الاستراتيجية والاقتصادية، وتريد أن تكون لاعبًا أساسيًا فى المنطقة وعنصرًا فاعلاً فى تسوية الأزمات الإقليمية، بالإضافة إلى سعيها لأن تكون من المستفيدين من كعكة إعادة الإعمار سواء فى ليبيا أو اليمن أو سوريا، لافتًا إلى أن تركيا لها هدف آخر فى سوريا وهو متعلق بمنع إقامة كيان للأكراد، حتى لا يغري أكراد تركيا، فهى تسعى إلى أن تكون فاعلا وبناء مشروع سياسي، من خلال الجماعات الأقرب فكريا وعقائديا للنظام التركى الحالي.
خطر على مصر وليبيا
تشكل ليبيا خصوصية بالنسبة للدول الداعمة للإرهاب تحديدًا تركيا، إذ تعتبر ليبيا فرصة مميزة لاستقبال «الدواعش» الفارين من سوريا والعراق ما يعنى الحفاظ عليهم لا سيما الخطر الذى يمثله مسلحو ليبيا على الأمن المصري ومن ثم يخدم أنقرة فى خلافها مع القاهرة.
ويمكن فهم توقيت واقعة سفينة السلاح المضبوطة من قبل اليونان فى ضوء تحركات تقوم بها تركيا هذه الفترة لمضايقة مصر، وبدأت بجولة أفريقية اختتم بها الرئيس التركى عامه الماضي، ووجدت صداها فى مصر، خاصة عندما وصل إلى السودان نهاية ديسمبر 2017 وأعلن عن سلسلة اتفاقات اقتصادية مع الخرطوم ترجمت كمحاولة لإزعاج القاهرة.
وتمتد خطورة وصول السلاح والمواد المتفجرة إلى مسلحى ليبيا على مصر فى أن هؤلاء المسلحين لا يكتفون بالتمدد داخل ليبيا ولكن يضعون من بين أهدافهم التسلل إلى مصر وتنفيذ عمليات إرهابية فى الدلتا والصعيد. ولهذا السبب تنفذ مصر حملات أمنية مشددة طوال الوقت على الحدود الغربية، فيما نفذت فى بعض المرات عمليات فى الداخل الليبى بموافقة السلطات الليبية لاستهداف بعض العناصر التى كشفت المعلومات الاستخباراتية عن تخطيطها للتسلل إلى مصر.
وتشهد حادثة الواحات الواقعة فى 20 أكتوبر الماضي، وسقط فيه 16 من ضباط ومجندى الشرطة المصرية فى منطقة الوحات بالصحراء الغربية، على خطورة الأوضاع الليبية على الأمن المصري، إذ كشفت التحقيقات عن أن جماعة ما يعرف ب«أنصار الإسلام» التى تبنت العملية جاءت فى رحلة طويلة من ليبيا وتنقلت فى الظهير الصحراوى لمحافظات الصعيد مخططة للعملية التى استهدفت فيها كمينا أمنيا. وأكدت التحقيقات أن العناصر الإرهابية جاءت من ليبيا حاملة هدفا واحدا وهو تنفيذ عمليات إرهابية فى مصر.
وعن تهديد الإرهابيين للأمن القومي لكل من مصر وليبيا فى آن واحد، تحدث السياسى الليبي، محمد الزبيدي، ل«البوابة» قائلًا إن الخطورة تكمن فى أن هؤلاء الإرهابيين ينظرون إلى الأنظمة الحاكمة فى مصر وليبيا بنفس المنظور، إذ يعتبرونهم «كفارًا» ومن ثم وجبت «مقاومتهم»، وشدد على أن مصر تدرك خطورة الأوضاع فى ليبيا لذا فهى تتعامل معه كأمن مصرى بحت.
وأضاف أن دولًا كثيرة متورطة فى دعم الإرهابيين فى ليبيا، مشيرًا إلى أن تركيا وقطر على وجه التحديد تعتبران أسبابا أساسية فى خلق الإرهاب فى ليبيا وليس تغذيته فقط. وتابع أن تركيا كانت وما زالت تسهل نقل الإرهابيين من موانيها إلى ليبيا ومن ليبيا إليها ثم سوريا، لافتا إلى أن تركيا مصرّة على هذا الدور رغم الشواهد الكثيرة التى تدينها فى هذا الشأن.
وتابع أن مد هؤلاء المسلحين بالسلاح والمواد المتفجرة هدفه إعطاء دفعه لهؤلاء الإرهابيين بعد الخسائر المتكررة التى يتعرضون لها فى الداخل الليبي، مشيرًا إلى أن أنقرة تستميت للحفاظ على ليبيا كفرصة مناسبة لاحتواء الإرهاب.
وسبق أن وجهت السلطات الليبية اتهامات رسمية لأنقرة برعاية الإرهاب فى ليبيا، إذ اتهم رئيس الحكومة الموقتة، عبدالله الثني، فى لقاء مع قناة «روسيا اليوم» يرجع لعام 2015 تركيا بدعم الإرهاب داخل الأراضى الليبية. وقال فى المقابلة بشكل صريح: «إن تركيا تدعم الإرهاب فى ليبيا بأموال قطرية»، لافتًا إلى وجود بعض الدول الساعية إلى فرض التيار الإسلامى المتطرف على ليبيا.
ليبيا.. مشروع الخلافة الفاشل
مثّلت ليبيا بداية عام 2016 أرضا محتملة لاستقبال خلافة «داعش» المنتهية فى ليبيا والعراق، إذ بدأت الدول والأطراف الراعية لهذا التنظيم المتشدد فى البحث عن مكان جديد لاستقبال الفارين من سوريا والعراق بعد الخسائر التى تلقوها، فكانت ليبيا المكان المحتمل.
ووجد هذا المشروع فرص نجاح فى بداية تنفيذه إذ كان يتم نقل هؤلاء الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا عبر تركيا وبرعاية قطرية، ومدهم بالسلاح والمواد المتفجرة، بحسب المتحدث باسم الجيش الليبى العقيد أحمد المسماري، لكنه تعرقل مع تدخل أطراف خارجية مثل مصر التى كان يهمها بالدرجة الأولى إعاقة تكوين خلافة جديدة ل«داعش» على حدودها الغربية. وواجه الإرهابيون فى ليبيا معارك أفضت فى منتصف 2017 إلى فقدهم جميع الأراضى التى كانوا يسيطرون عليها، ومن ثم فشل «خلافتهم المحتملة» تمامًا.
وفى تصريحات سابقة أفصحت عنها مصادر ليبية ل«البوابة» فإن الإرهابيين «الدواعش» الفاشلين فى ليبيا تم نقلهم برعاية أمريكية إلى التشاد، بغرض حمايتهم والحفاظ على بذرة التطرف فى قلب لأفريقيا لحين استدعائهم وقتما تقتضى الحاجة.
وتابعت أن الغرب نجح فى تطويع الظاهرة «الداعشية»، ويعمل الآن على الحفاظ عليها بالشكل الذى يريده، وفى المكان الذى يريده لحين نقلها لدولة جديدة، يدر وجودهم فيها مكاسب على الغرب.
هذا عن الغرب، لكن يبدو أن دولا مثل تركيا وقطر ما زالت تأمل فى الحفاظ على الوجود الإرهابي في ليبيا وهو ما تكشفه سفينة المواد المتفجرة التى تم ضبطها من قبل اليونان وكانت فى طريقها إلى مصراتة الليبية، كما عبر المتحدث باسم الجيش الليبي، فى تصريحات تعود لأكتوبر 2017 عن إصرار قطرى على دعم الإرهاب فى ليبيا، إذ قال فى حوار أجرته معه قناة «سكاى نيوز العربية»: «إن قطر تنقل فى الوقت الحاضر مسلحين من تنظيم (داعش) الإرهابى موجودين فى سوريا إلى ليبيا».
وأنفقت قطر وتركيا ميزانية ضخمة على رعاية الإرهاب فى ليبيا منذ 2014، إذ قدرت مصادر أمنية ليبية ما أنفقته قطر وحدها ب3 مليارات دولار، لا سيما الضباط القطريين الذين وجودوا فى غرف عمليات ما يعرف ب«فجر ليبيا» (كيان ذات فصيل إسلامى تم إدراجه ككيان إرهابى ليبيا ثم غربيًا)، فيما تتبرع تركيا بدور خفى تنسيق مع قطر فى هذه التحركات.
تركيا الداعم الأساسي للإرهاب فى سوريا
عقب اندلاع الأزمة السورية عام 2011، طُرح سؤال حول الوجهة التى جاء منها هؤلاء المتطرفون وكيف وصلوا إلى هناك؟ وفى محاولات عديدة لقراءة المشهد وفقًا للمعلومات القليلة جدًا المتوفرة آنذاك، اختلفت الإجابات بين احتمال أن يكونوا قادمين برعاية أمريكية، أو تسللوا خفية عبر الحدود العراقية. وعلى صحة هذه الاحتمالات إلا أن الإجابات افتقدت لما أظهرته الوقائع بعد ذلك وحملت حقيقة أن دخول هؤلاء إلى سوريا الأراضى التركية وبعلم ودعم من السلطات فى أنقرة، وكشفت التقارير الدولية تورط تركيا مع التنظيمات الإرهابية الموجودة فى سوريا، من بينها التقرير الذى أعده مركز بحثى مختص بشئون تركيا والمشرق العربى عن تورط الدولة التركية مع تنيط داعش الإرهابى والفصائل السورية المسلحة، من أجل تحقيق مصالحها عن طريق استيراد النفط من مناطق نفوذ تلك العناصر الإرهابية مقابل مدها بالسلاح عبر المدن التركية على الشريط الحدودى مع سوريا، مستشهدًا بموقف الدولة التركية بعد رفضها توريط قواتها العسكرية فى سوريا، كما أنها طالبت بتشكيل قوات برية للتحرك لإسقاط نظام الأسد.
فى مطلع ديسمبر من العام المنصرم، خرج أردوغان، بتصريحات أثناء اجتماعه بالكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، زعم من خلاله أن الإرهابيين الذين غادروا المدن السورية وتحديدًا الرقة، أرسلوا إلى مصر، الأمر الذى يؤكد تورط تركيا فى دعم الإرهاب فى المنطقة، رغم تصريحاتها المتكررة بأنها تخوض حرب ضد الإرهاب، وتعاونها مع التنظيمات الإرهابية الموجودة فى سوريا، وضلوعها فى الأزمة السورية التى اندلعت عام 2011، ودعمها للإرهاب.
العديد من الاتهامات التى وجهت إلى الدولة التركية من قبل أجهزة مخابرات دولية، كان أبرزها من تم تداوله فى أبريل من العام المنصرم، حين اتهمت موسكو مؤسسات حكومية تركية بتزويد تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا بالأسلحة والمعدات العسكرية، فيما أكد تلك التصريحات تقارير لصحف تركية معارضة اتهمت الاستخبارات التركية بنقل أسلحة إلى المتشددين فى سوريا. فيما أوضح فيتالى تشوركين، السفير الروسى لدى الأمم المتحدة، أن تركيا تعد موردا أساسيا للأسلحة والذخيرة للدواعش، وأن وكالة الاستخبارات الوطنية التركية هى من تشرف على نقل تلك الأسلحة، لافتًا إلى أن العديد من المواد المتفجرة هربت إلى التنظيمات الإرهابية لسوريا عبر الحدود التركية.
وزارة الخارجية الروسية، أعلنت فى وقت سابق فى بيان لها أن تركيا تشكل تهديدًا للسلم والأمن فى منطقة الشرق الأوسط، وتدعم الإرهاب الدولى وتنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي، منوهة بأن تركيا تسمح بمرور السلاح والعناصر الإرهابية إلى الجانب السورى لانضمامهم إلى الجماعات الإرهابية الموجودة سواء الفصائل السورية أو تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى قيامها بنقل المصابين من تلك الجماعات للاستراحة فى تركيا والعودة مرة أخرى للالتحاق بصفوف الجماعات المسلحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.