مجلس الوزراء يوافق على تعديل بعض أحكام قانون إنشاء المحاكم الاقتصادية    بدء فعاليات معرض العلاقات المصرية الروسية بدار الإفتاء المصرية    تراجع قوي لمؤشرات البورصة بمنتصف التعاملات والمؤشر الرئيسي ينخفض ب 5.11%    تعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون التمويل العقاري    توريد 560 طن قمح لشون وصوامع الحيرة    جامعة سوهاج تفعل «الكروت الذكية» لتداول الوقود لتعزيز التحول الرقمي    علاء عابد: القمة المصرية البحرينية تأكيد على جهود مصر لوقف الحرب على غزة    برلين تستدعي سفير موسكو بعد توقيف جاسوسين روسيين    جوارديولا ضحية أنشيلوتى المفضلة فى الأدوار الإقصائية بدورى أبطال أوروبا    غضب في سموحة بعد الخسارة من الجونة وتراجع الترتيب.. والاستعداد للبلدية بدون راحة    تفاصيل جلسة رئيس بعثة الأهلي مع خالد بيبو    وكيل تعليم البحيرة يشهد ختام فاعليات القوافل المجانية لطلاب الثانوية العامة بالمحمودية.. صور    إصابة 14 شخصا في حادث تصادم سيارتين بأسوان    بعد 12 واقعة.. سقوط أخطر تشكيل عصابى تخصص فى سرقة العقارات بالقطامية    توقعات برج الحوت في النصف الثاني من أبريل 2024: فرصة لبدء مشروع جديد    متحف الإسكندرية القومي ينظم احتفالية عن الحرف التراثية بالمحافظات    وزارتا التخطيط والصحة تطلقان خدمة رسائل نصية لتوعية الأسر بمواعيد التطعيمات للمواليد الجدد    ريال مدريد يقترب من فقدان نجمه أمام برشلونة في الكلاسيكو    25 أبريل.. انطلاق دورة إعداد المدربين TOT في جامعة بنها    النواب في العاصمة الإدارية.. هل يتم إجراء التعديل الوزاري الأحد المقبل؟    وثائق دبلوماسية مسربة.. البيت الأبيض يعارض الأمم المتحدة في الاعتراف بدولة فلسطينية    ضبط وإعدام أغذية فاسدة في حملة على المحلات التجارية بالوادي الجديد    الأب ضبط ابنته مع خطيبها.. ليلة مأساوية في شقة الوراق    إصابة 3 أشخاص في حريق مخبز بقنا    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبي جرائم الاتجار في النقد الأجنبي    وزارة النقل توقع مذكرة تفاهم مع «الغانم» الكويتية لتطوير ميناء برنيس    تفاصيل خطة جامعة حلوان لربط كيانات الجامعة وتعزيز التصنيف الدولي    خصم 30% على إصدارات «دار الكتب» بمناسبة اليوم العالمي للتراث    الفنان محمد رجب يخطف الأضواء في أحدث ظهور    أحمد عبد العزيز يعتذر عن انفعاله فى عزاء شيرين سيف النصر    طارق الشناوي: هشام ماجد أكمل انتصاره الرمضاني بفيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة"    بعد نجاح تجربتها مع عمرو دياب.. هل تتجه منة عدلي القيعي للغناء؟    ما حكم الصوم نيابة عمَّن مات وعليه صيام؟.. تعرف على رد الإفتاء    مهدد بالسجن| سر غياب حسين الشحات عن المحكمة في قضية الشيبي.. وماذا طلب المحامي ؟    الأحد.. كشف مجانى بالعيادات الخارجية بطب أسنان جامعة المنوفية    هل يواجه التأمين الصحي الشامل قصورًا تشريعيا؟ برلمانية توضح    صحة المنيا توقع الكشف الطبي على 1632 حالة بالمجان    طفن إعادة التدوير.. ورشة لقصور الثقافة بمركز رعاية ذوي الهمم بالزيتون    تأجيل محاكمة مرتضى منصور بتهمة سب ممدوح عباس    "سنواصل العمل معًا".. روما يعلن تجديد عقد دي روسي    ردد الآن.. دعاء الشفاء لنفسي    دعاء العواصف.. ردده وخذ الأجر والثواب    البورصة المصرية، EGX يخترق 30 ألف نقطة وعودة العمليات التصحيحية بقوة ببداية جلسة اليوم    "كل همه يبروز ابنه".. أحمد سليمان يثير الجدل برسالة نارية    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وتسليم الوحدات السكنية بمبادرة «سكن لكل المصريين»    "كنترول إس"، مشروع تخرج لطلاب إعلام حلوان يستهدف الحفاظ على الممتلكات العامة    عالم هولندي يثير الرعب مجددا، تحذير من زلزال مدمر خلال أيام    بلدية النصيرات: غزة تحوّلت إلى منطقة منكوبة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية    هولندا تعرض على الاتحاد الأوروبي شراء "باتريوت" لمنحها إلى أوكرانيا    التموين تزف بشرى سارة عن أسعار السندويتشات في المحلات بسبب الرغيف السياحي    «الرقابة الصحية»: وضع ضوابط ومعايير وطنية لتدعيم أخلاقيات البحوث الطبية    علي جمعة: الرحمة حقيقة الدين ووصف الله بها سيدنا محمد    مهيب عبد الهادي يكشف مفاجأة صادمة عن كولر    «تعليم البحر الأحمر» تجري تعديل على موعد امتحانات الصف الثاني الثانوي بسبب احتفالات عيد السعف    ما حكم نسيان إخراج زكاة الفطر؟.. دار الإفتاء توضح    لقد تشاجرت معه.. ميدو يحذر النادي الأهلي من رئيس مازيمبي    فلسطين.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة صوريف شمال الخليل    الجامعة البريطانية في مصر تعقد المؤتمر السابع للإعلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أردوغان.. يد تمول الإرهاب وأخرى تحاربه على الورق
نشر في البوابة يوم 11 - 01 - 2018

بعد أيام من انتهاء زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى باريس، التى اختتمها فى 8 يناير، ووقّع خلالها اتفاقا مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول محاربة الإرهاب، أعلنت اليونان عن ضبط خفر السواحل لديها سفينة ترفع علم تنزانيا خرجت من مينائي ميرسين والإسكندرونة التركيين، متجهةً إلى ليبيا، وعلى متنها مواد تستخدم لصنع المتفجرات، ما سلط الضوء مجددا على الدور الخفي، الذى تقوم به أنقرة فى دعم الإرهاب، مستغلة الأزمة فى سوريا.
وقال خفر السواحل اليونانى فى بيان له فى 10 يناير، إن السفينة رُصدت قرب جزيرة كريت، وعثر بها على 29 حاوية تحتوى على مواد تستخدم فى تصنيع المتفجرات»، وكانت فى طريقها إلى ميناء مصراتة الليبى لتفريغ الحمولة بأكملها.
وكشفت التحقيقات اليونانية عن أن السفينة لم تحتوِ على أي خرائط بحرية توضح كيفية الوصول إلى كل من سلطنة عمان وجيبوتي، على الرغم من أن طاقم السفينة قال إنه كان فى طريقه إلى هاتين الدولتين.
وجددت الواقعة الاتهامات الموجهة لتركيا حول دعم الإرهاب، إذ كتب سياسيون عرب حول الواقعة، واصفين إياها بأنها جاءت لتقطع كل الشكوك حول دور تركيا فى دعم التنظيمات المسلحة.
وعن ذلك، كتب محمد رشيد، مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عبر حسابه على «تويتر»، قائلا «إن باخرة محملة بمواد ومعدات لصناعة المتفجرات حملت بمينائي ميرسين والإسكندرونة فى تركيا أوقفتها البحرية اليونانية قبل وصولها مصراتة الليبية مع أن وثائق إبحارها نحو عمان وجيبوتي»، وتابع «بعد كل ذلك هل من مجال للشك بدعم أردوغان للإرهاب؟ وهل هى لتزويد الإرهابيين فى مصر وليبيا؟».
كما دشن نشطاء عرب على «تويتر» هاشتاج «تركيا تدعم الإرهاب» متداولين فيه بيان الحكومة اليونانية.
ولم تكن الواقعة الأولى إذ سبقتها واقعة مماثلة فى نيجيريا فى سبتمبر الماضي، إذ كشفت السلطات هناك عن ضبطها لحاوية ممتلئة بالسلاح قادمة من تركيا وفى طريقها لجماعة «بوكو حرام» (جماعة إرهابية بايعت داعش مارس 2015)، وقالت إدارة الجمارك النيجيرية حينها في بيان لها، إن البنادق عثر عليها فى حاوية قادمة من تركيا وتابعة لعصابة بوكو حرام، مقدرة إجمالى البنادق المضبوطة أثناء دخولها إلى البلاد عن طرق غير شرعية خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2017 ب2671 بندقية.
لماذا تدعم تركيا الإرهاب؟
على الرغم من كل هذه الاتهامات الموجهة نحو تركيا، إلا أنها لم تتوقف عن سياساتها فى دعم الإرهاب، ويرى متخصصون في الشأن التركي أن الطموح التركي في المنطقة أعمى الدولة التركية إلى الحد الذى وصل بها إلى رعايتها للإرهاب.
وعن ذلك، يقول بشير عبدالفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن السفينة التى تم ضبطها فى 10 يناير، تؤكد ضلوع الدولة التركية فى دعم الإرهاب فى دول عديدة فى الشرق الأوسط من بينها ليبيا بالتعاون مع بعض جماعات المافيا وبعض الدول الأفريقية الأخرى، مؤكدًا أن هذا يدحض كل ادِّعاءات الرئيس التركى أن تركيا تحارب الإرهاب وأنها ليست ضالعة فى دعم أي إرهاب وتقف بوجهه ويمكن أن يستخدم ذلك مسوغا من قبل المجتمع الدولى لمحاسبة تركيا، وأضاف عبدالفتاح فى تصريحات ل«البوابة»، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان له تصريح خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» من أنقرة فى مطلع ديسمبر من العام المنصرم، بأن الإرهابيين الذين غادروا الرقة أرسلوا إلى مصر لاستخدامهم هناك فى صحراء سيناء، الأمر الذى يؤكد أن انتقال داعش تم بمعرفة تركيا وعن طريق أراضيها وضلوعها فى توظيف الجماعات الإرهابية لخدمة أهدافها من خلال إيجاد موطئ قدم لها فى دول عديدة فى المنطقة.
وأوضح «بشير» أن تركيا تحاول تهديد الأمن القومي المصري من أكثر من جهة سواء سيناء من الجنوب ناحية السودان، ومن الغرب عن طريق ليبيا من خلال توفير ملاذ أمن لداعش هناك وتزويدهم بالسلاح، لافتًا إلى أن الدور التركي يقوم على تزويد الإرهابيين والجماعات المتطرفة بالسلاح وبتمويل قطري.
وتابع: «مثل تلك العمليات التى تقوم بنقل الأسلحة من دول إلى دول أخرى بغرض إشعال الحروب الأهلية أو دعم حركات إرهابية غالبًا ما يكون طى الكتمان حتى يتم افتضاح أمره، وهذا ما حدث مع الجانب التركى ويؤكد ضلوع الدولة التركية في دعم الإرهاب في دول عديدة فى الشرق الأوسط من بينها ليبيا بالتعاون مع بعض جماعات المافيا وبعض الدول الأفريقية الأخرى، وهذا يدحض كل ادِّعاءات الرئيس التركى أن تركيا تحارب الإرهاب وأنها ليست ضالعة في دعم أى إرهاب وتقف بوجهه ويمكن أن يستخدم ذلك مسوغا من قبل المجتمع لمحاسبة تركيا».
وبدوره، قال كرم سعيد، الباحث فى الشأن التركى بمركز الأهرام للدراسات، أن تركيا تسعى بالأساس إلى دعم التيارات الإسلامية، المناوئة للمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، بالإضافة إلى أنها خسرت فى جهودها في الأزمة الليبية ورهانها على جماعات بعينها كانت تأمل من ورائها الحصول على عقود إعادة الإعمار فى ليبيا وأن تكون فى منطقة نفوذ حيوية على البحر المتوسط، بعدما احتلت نفوذًا واسعًا على البحر الأحمر بعد إنشائها قاعدة عسكرية، وإدارة ميناء سواكن فى السودان.
وأضاف «سعيد» ل«البوابة»، أن هذا الأمر يأتي في سياق انخراط تركيا في الأزمة الليبية، كما أنها تسعى إلى دعم التيارات المحسوبة على الإخوان والجماعات المناوئة للواء خليفة حفتر، لافتًا إلى أن الهدف الأساسى من هذا هو دعم التيارات الموالية لتركيا والأقرب عقائديا لها، يضمن لها أن تكون فاعلا فى إدارة وتسوية الأزمات فى ظل وجود هذه التيارات التى تتصدر المشهد السياسي.
وأوضح «سعيد» أن تركيا لا تسعى إلى فرض سيطرة كاملة فهى تعى جيدا قدرتها ومقوماتها الاستراتيجية والاقتصادية، وتريد أن تكون لاعبًا أساسيًا فى المنطقة وعنصرًا فاعلاً فى تسوية الأزمات الإقليمية، بالإضافة إلى سعيها لأن تكون من المستفيدين من كعكة إعادة الإعمار سواء فى ليبيا أو اليمن أو سوريا، لافتًا إلى أن تركيا لها هدف آخر فى سوريا وهو متعلق بمنع إقامة كيان للأكراد، حتى لا يغري أكراد تركيا، فهى تسعى إلى أن تكون فاعلا وبناء مشروع سياسي، من خلال الجماعات الأقرب فكريا وعقائديا للنظام التركى الحالي.
خطر على مصر وليبيا
تشكل ليبيا خصوصية بالنسبة للدول الداعمة للإرهاب تحديدًا تركيا، إذ تعتبر ليبيا فرصة مميزة لاستقبال «الدواعش» الفارين من سوريا والعراق ما يعنى الحفاظ عليهم لا سيما الخطر الذى يمثله مسلحو ليبيا على الأمن المصري ومن ثم يخدم أنقرة فى خلافها مع القاهرة.
ويمكن فهم توقيت واقعة سفينة السلاح المضبوطة من قبل اليونان فى ضوء تحركات تقوم بها تركيا هذه الفترة لمضايقة مصر، وبدأت بجولة أفريقية اختتم بها الرئيس التركى عامه الماضي، ووجدت صداها فى مصر، خاصة عندما وصل إلى السودان نهاية ديسمبر 2017 وأعلن عن سلسلة اتفاقات اقتصادية مع الخرطوم ترجمت كمحاولة لإزعاج القاهرة.
وتمتد خطورة وصول السلاح والمواد المتفجرة إلى مسلحى ليبيا على مصر فى أن هؤلاء المسلحين لا يكتفون بالتمدد داخل ليبيا ولكن يضعون من بين أهدافهم التسلل إلى مصر وتنفيذ عمليات إرهابية فى الدلتا والصعيد. ولهذا السبب تنفذ مصر حملات أمنية مشددة طوال الوقت على الحدود الغربية، فيما نفذت فى بعض المرات عمليات فى الداخل الليبى بموافقة السلطات الليبية لاستهداف بعض العناصر التى كشفت المعلومات الاستخباراتية عن تخطيطها للتسلل إلى مصر.
وتشهد حادثة الواحات الواقعة فى 20 أكتوبر الماضي، وسقط فيه 16 من ضباط ومجندى الشرطة المصرية فى منطقة الوحات بالصحراء الغربية، على خطورة الأوضاع الليبية على الأمن المصري، إذ كشفت التحقيقات عن أن جماعة ما يعرف ب«أنصار الإسلام» التى تبنت العملية جاءت فى رحلة طويلة من ليبيا وتنقلت فى الظهير الصحراوى لمحافظات الصعيد مخططة للعملية التى استهدفت فيها كمينا أمنيا. وأكدت التحقيقات أن العناصر الإرهابية جاءت من ليبيا حاملة هدفا واحدا وهو تنفيذ عمليات إرهابية فى مصر.
وعن تهديد الإرهابيين للأمن القومي لكل من مصر وليبيا فى آن واحد، تحدث السياسى الليبي، محمد الزبيدي، ل«البوابة» قائلًا إن الخطورة تكمن فى أن هؤلاء الإرهابيين ينظرون إلى الأنظمة الحاكمة فى مصر وليبيا بنفس المنظور، إذ يعتبرونهم «كفارًا» ومن ثم وجبت «مقاومتهم»، وشدد على أن مصر تدرك خطورة الأوضاع فى ليبيا لذا فهى تتعامل معه كأمن مصرى بحت.
وأضاف أن دولًا كثيرة متورطة فى دعم الإرهابيين فى ليبيا، مشيرًا إلى أن تركيا وقطر على وجه التحديد تعتبران أسبابا أساسية فى خلق الإرهاب فى ليبيا وليس تغذيته فقط. وتابع أن تركيا كانت وما زالت تسهل نقل الإرهابيين من موانيها إلى ليبيا ومن ليبيا إليها ثم سوريا، لافتا إلى أن تركيا مصرّة على هذا الدور رغم الشواهد الكثيرة التى تدينها فى هذا الشأن.
وتابع أن مد هؤلاء المسلحين بالسلاح والمواد المتفجرة هدفه إعطاء دفعه لهؤلاء الإرهابيين بعد الخسائر المتكررة التى يتعرضون لها فى الداخل الليبي، مشيرًا إلى أن أنقرة تستميت للحفاظ على ليبيا كفرصة مناسبة لاحتواء الإرهاب.
وسبق أن وجهت السلطات الليبية اتهامات رسمية لأنقرة برعاية الإرهاب فى ليبيا، إذ اتهم رئيس الحكومة الموقتة، عبدالله الثني، فى لقاء مع قناة «روسيا اليوم» يرجع لعام 2015 تركيا بدعم الإرهاب داخل الأراضى الليبية. وقال فى المقابلة بشكل صريح: «إن تركيا تدعم الإرهاب فى ليبيا بأموال قطرية»، لافتًا إلى وجود بعض الدول الساعية إلى فرض التيار الإسلامى المتطرف على ليبيا.
ليبيا.. مشروع الخلافة الفاشل
مثّلت ليبيا بداية عام 2016 أرضا محتملة لاستقبال خلافة «داعش» المنتهية فى ليبيا والعراق، إذ بدأت الدول والأطراف الراعية لهذا التنظيم المتشدد فى البحث عن مكان جديد لاستقبال الفارين من سوريا والعراق بعد الخسائر التى تلقوها، فكانت ليبيا المكان المحتمل.
ووجد هذا المشروع فرص نجاح فى بداية تنفيذه إذ كان يتم نقل هؤلاء الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا عبر تركيا وبرعاية قطرية، ومدهم بالسلاح والمواد المتفجرة، بحسب المتحدث باسم الجيش الليبى العقيد أحمد المسماري، لكنه تعرقل مع تدخل أطراف خارجية مثل مصر التى كان يهمها بالدرجة الأولى إعاقة تكوين خلافة جديدة ل«داعش» على حدودها الغربية. وواجه الإرهابيون فى ليبيا معارك أفضت فى منتصف 2017 إلى فقدهم جميع الأراضى التى كانوا يسيطرون عليها، ومن ثم فشل «خلافتهم المحتملة» تمامًا.
وفى تصريحات سابقة أفصحت عنها مصادر ليبية ل«البوابة» فإن الإرهابيين «الدواعش» الفاشلين فى ليبيا تم نقلهم برعاية أمريكية إلى التشاد، بغرض حمايتهم والحفاظ على بذرة التطرف فى قلب لأفريقيا لحين استدعائهم وقتما تقتضى الحاجة.
وتابعت أن الغرب نجح فى تطويع الظاهرة «الداعشية»، ويعمل الآن على الحفاظ عليها بالشكل الذى يريده، وفى المكان الذى يريده لحين نقلها لدولة جديدة، يدر وجودهم فيها مكاسب على الغرب.
هذا عن الغرب، لكن يبدو أن دولا مثل تركيا وقطر ما زالت تأمل فى الحفاظ على الوجود الإرهابي في ليبيا وهو ما تكشفه سفينة المواد المتفجرة التى تم ضبطها من قبل اليونان وكانت فى طريقها إلى مصراتة الليبية، كما عبر المتحدث باسم الجيش الليبي، فى تصريحات تعود لأكتوبر 2017 عن إصرار قطرى على دعم الإرهاب فى ليبيا، إذ قال فى حوار أجرته معه قناة «سكاى نيوز العربية»: «إن قطر تنقل فى الوقت الحاضر مسلحين من تنظيم (داعش) الإرهابى موجودين فى سوريا إلى ليبيا».
وأنفقت قطر وتركيا ميزانية ضخمة على رعاية الإرهاب فى ليبيا منذ 2014، إذ قدرت مصادر أمنية ليبية ما أنفقته قطر وحدها ب3 مليارات دولار، لا سيما الضباط القطريين الذين وجودوا فى غرف عمليات ما يعرف ب«فجر ليبيا» (كيان ذات فصيل إسلامى تم إدراجه ككيان إرهابى ليبيا ثم غربيًا)، فيما تتبرع تركيا بدور خفى تنسيق مع قطر فى هذه التحركات.
تركيا الداعم الأساسي للإرهاب فى سوريا
عقب اندلاع الأزمة السورية عام 2011، طُرح سؤال حول الوجهة التى جاء منها هؤلاء المتطرفون وكيف وصلوا إلى هناك؟ وفى محاولات عديدة لقراءة المشهد وفقًا للمعلومات القليلة جدًا المتوفرة آنذاك، اختلفت الإجابات بين احتمال أن يكونوا قادمين برعاية أمريكية، أو تسللوا خفية عبر الحدود العراقية. وعلى صحة هذه الاحتمالات إلا أن الإجابات افتقدت لما أظهرته الوقائع بعد ذلك وحملت حقيقة أن دخول هؤلاء إلى سوريا الأراضى التركية وبعلم ودعم من السلطات فى أنقرة، وكشفت التقارير الدولية تورط تركيا مع التنظيمات الإرهابية الموجودة فى سوريا، من بينها التقرير الذى أعده مركز بحثى مختص بشئون تركيا والمشرق العربى عن تورط الدولة التركية مع تنيط داعش الإرهابى والفصائل السورية المسلحة، من أجل تحقيق مصالحها عن طريق استيراد النفط من مناطق نفوذ تلك العناصر الإرهابية مقابل مدها بالسلاح عبر المدن التركية على الشريط الحدودى مع سوريا، مستشهدًا بموقف الدولة التركية بعد رفضها توريط قواتها العسكرية فى سوريا، كما أنها طالبت بتشكيل قوات برية للتحرك لإسقاط نظام الأسد.
فى مطلع ديسمبر من العام المنصرم، خرج أردوغان، بتصريحات أثناء اجتماعه بالكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، زعم من خلاله أن الإرهابيين الذين غادروا المدن السورية وتحديدًا الرقة، أرسلوا إلى مصر، الأمر الذى يؤكد تورط تركيا فى دعم الإرهاب فى المنطقة، رغم تصريحاتها المتكررة بأنها تخوض حرب ضد الإرهاب، وتعاونها مع التنظيمات الإرهابية الموجودة فى سوريا، وضلوعها فى الأزمة السورية التى اندلعت عام 2011، ودعمها للإرهاب.
العديد من الاتهامات التى وجهت إلى الدولة التركية من قبل أجهزة مخابرات دولية، كان أبرزها من تم تداوله فى أبريل من العام المنصرم، حين اتهمت موسكو مؤسسات حكومية تركية بتزويد تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا بالأسلحة والمعدات العسكرية، فيما أكد تلك التصريحات تقارير لصحف تركية معارضة اتهمت الاستخبارات التركية بنقل أسلحة إلى المتشددين فى سوريا. فيما أوضح فيتالى تشوركين، السفير الروسى لدى الأمم المتحدة، أن تركيا تعد موردا أساسيا للأسلحة والذخيرة للدواعش، وأن وكالة الاستخبارات الوطنية التركية هى من تشرف على نقل تلك الأسلحة، لافتًا إلى أن العديد من المواد المتفجرة هربت إلى التنظيمات الإرهابية لسوريا عبر الحدود التركية.
وزارة الخارجية الروسية، أعلنت فى وقت سابق فى بيان لها أن تركيا تشكل تهديدًا للسلم والأمن فى منطقة الشرق الأوسط، وتدعم الإرهاب الدولى وتنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي، منوهة بأن تركيا تسمح بمرور السلاح والعناصر الإرهابية إلى الجانب السورى لانضمامهم إلى الجماعات الإرهابية الموجودة سواء الفصائل السورية أو تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى قيامها بنقل المصابين من تلك الجماعات للاستراحة فى تركيا والعودة مرة أخرى للالتحاق بصفوف الجماعات المسلحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.