في لقاء علمي رفيع المستوى جمع نخبة من علماء الآثار المصريين والعرب، عرض شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، رؤيته الشاملة لتطوير قطاع الآثار والسياحة في مصر، تحت شعار "ترميم البشر قبل الحجر". وجاء الاجتماع بمقر المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب بمدينة الشيخ زايد، برئاسة الدكتور محمد الكحلاوي، حيث شهد توافقًا كبيرًا بين الجانبين حول أهمية دعم الكوادر الأثرية والارتقاء بجهود الحفاظ على التراث الإنساني. انعقد اللقاء أمس بمقر المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب في الشيخ زايد، بمشاركة عدد من عمداء ووكلاء كليات الآثار والخبراء الدوليين من مختلف الجامعات المصرية والعربية. وقد وافق المجلس بالإجماع على انضمام وزير السياحة والآثار إلى عضوية مجلس إدارة الآثاريين العرب تقديرًا لجهوده البارزة في دعم العمل الأثري. اقرأ أيضا| إطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي للمتحف المصري الكبير وأوضح الدكتور محمد الكحلاوي، رئيس مجلس الآثاريين العرب، أن الوزير قدم رؤية متكاملة لترميم البشر والحجر، ترتكز على تطوير العنصر البشري وتأهيله علميًا ولغويًا بما يتماشى مع أحدث التقنيات المستخدمة في مجال الآثار والسياحة. كما تناول الوزير خلال كلمته التحديات التي تواجه قطاع الآثار، ومنها مشكلات المخازن الأثرية، مؤكدًا عزمه على إيجاد حلول جذرية لها بالتعاون مع الجهات المختصة. وأشاد الكحلاوي بشخصية الوزير الوطنية وحرصه الصادق على مصلحة الآثاريين والآثار المصرية، مؤكدًا أن ما تحقق في عهده من اكتشافات أثرية جديدة وافتتاح مواقع ومقابر تاريخية يمثل نقلة نوعية في مسار العمل الأثري، كما شهدت السياحة المصرية طفرة غير مسبوقة بتجاوز عدد الزوار 17 مليون سائح سنويًا لأول مرة في تاريخ البلاد. ومن جانبه، صرّح الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير المكتب الإعلامي لمجلس الآثاريين العرب، بأن المجلس على استعداد لتقديم الدعم العلمي والفني الكامل لوزارة السياحة والآثار دون مقابل، مؤكدًا أن المجلس سيكون أحد الأذرع العلمية للوزارة في تنفيذ رؤيتها الإصلاحية. كما رحّب أعضاء مجلس إدارة الآثاريين العرب بمقترح الوزير لإنشاء مركز أكاديمي عالمي لعلوم المصريات تكون مصر مقره الرئيسي، بما يتناسب مع مكانتها كصاحبة أعرق حضارة في التاريخ. واتفق الجانبان في ختام اللقاء على العمل برؤية موحدة لحماية التراث والآثار في مصر والوطن العربي، خصوصًا في المناطق المهددة بالنزاعات أو الأخطار الطبيعية، فيما وعد الوزير بدراسة جميع المقترحات التي قدمها العلماء والخبراء العرب للارتقاء بمنظومة العمل الأثري المصري.