في خطوة تعكس حرص الدولة على تعزيز التعاون العربي في مجال حماية التراث والآثار، يشارك شريف فتحي، وزير السياحة والآثار المصري، في فعاليات اجتماع مجلس الآثاريين العرب رقم 38، الذي يُعقد بمقر المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب بمدينة الشيخ زايد، يوم الخميس 16 أكتوبر الجاري، بحضور نخبة من العلماء والخبراء والباحثين من مختلف الدول العربية. اقرأ أيضا: «اتحاد الأثريين» يطالب بخطة قومية لاستعادة الآثار المسروقة وترسيخ الهوية وأعلن الدكتور محمد الكحلاوي، رئيس المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب، أن مشاركة وزير السياحة والآثار تأتي تقديرًا لدوره كعضو في مجلس إدارة الآثاريين العرب، ودعمًا لمسيرة العمل الأثري العربي المشترك على المستويين المحلي والإقليمي. وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير المكتب الإعلامي للمجلس، أن الوزير سيلتقي خلال الاجتماع بعمداء كليات الآثار وأعضاء هيئات التدريس في الجامعات المصرية والعربية، إلى جانب عدد من الخبراء والمتخصصين في التراث والآثار، وذلك لبحث سبل تطوير العمل الأثري العربي ومناقشة أبرز التحديات والمشروعات المستقبلية في هذا المجال الحيوي. وأضاف أن اللقاء سيتيح للوزير فرصة الاطلاع المباشر على المقترحات والأفكار الجديدة المقدَّمة من المتخصصين لدعم مسيرة الآثار العربية، والنهوض بها بما يواكب التطورات العالمية في مجالات الترميم، والتوثيق، وإدارة المواقع الأثرية. - المجلس العربي للآثاريين العرب.. ربع قرن من الإنجاز: ويُعدّ المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب، أحد أهم الكيانات العلمية في مجال الدراسات الأثرية بالوطن العربي، وقد انبثقت فكرته في اجتماع الرياض عام 1994، ليكون مظلة تجمع الأثريين العرب في كيان موحد يخدم التراث العربي المشترك، وفي عام 1998، تم اعتماد أول جمعية علمية للآثاريين العرب، وأقرّتها جامعة الدول العربية كممثل رسمي لحماية التراث العربي، وعلى مدى أكثر من 25 عامًا، نجح المجلس في تحقيق إنجازات علمية كبيرة، شملت: - إصدار أكثر من 6000 دراسة علمية متخصصة في الآثار والترميم والمتاحف واللغات القديمة. - عقد 27 مؤتمرًا علميًا في عدة دول عربية، منها مصر وليبيا وسوريا والمغرب. - إطلاق مجلة علمية محكّمة باللغتين العربية والإنجليزية، حصلت على معامل تأثير دولي (Impact Factor 0.589) وعلى اعتماد "سكوبس" في نسختها الإنجليزية. - إنشاء مكتبة أثرية متخصصة تضم أكثر من 13 ألف كتاب ورسالة علمية. - تأسيس قاعدة بيانات رقمية للآثار والتراث العربي المسجل على أقراص مدمجة. كما حصل المجلس على العضوية الدائمة في عدد من المنظمات العربية، من بينها اتحاد المحامين العرب، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، واعتمد ك"بيت خبرة" في مجال الدراسات الأثرية، إضافةً إلى تخصيص ملف القدس له من قِبل إدارة فلسطين بجامعة الدول العربية. ويواصل المجلس تكريم العلماء والباحثين العرب عبر جوائز ودروع تقديرية سنوية، تقديرًا لإسهاماتهم في تطوير العمل الأثري العربي وتقديم دراسات نوعية أغنت المكتبة العربية. ويؤكد الدكتور الكحلاوي، أن حضور وزير السياحة والآثار لا يمثل فقط دعمًا للمجلس، بل هو رسالة تقدير لكل العاملين في مجال حماية التراث الإنساني، ودعوة لتعزيز التعاون العلمي بين المؤسسات الأثرية في العالم العربي.