كتبت رضا النصيرى: لا تزال الدعوات إلى التصعيد مستمرة من أجل مواصلة التظاهرات فى المدن السودانية، حيث اعلن تجمع المهنيين وقوى سياسية معارضة فى بيان لهم عن اعتزامهم بدء إضراب شامل للضغط فى اتجاه تنحية الرئيس عمر حسن البشير،وتصعيد الاحتجاجات التى شملت مدنى، وسط البلاد، والفاشر ونيالا فى دارفور، وأمري فى الشمال، والفاو فى الشرق، علاوة على الدويم فى النيل الأبيض، بالاضافة الى خروج تظاهرات ليلية بدءاً من اول امس» الثلاثاء»، فى كل من منطقة الكلاكلة، جنوبالخرطوم، والثورة شمال أم درمان، على ان ينتهى الامر بالإضراب الشامل خلال الأيام المقبلة،حيث اصدرت قوى المعارضة خلال الساعات القليلة الماضية بيانا مشتركا تعلن فيه عن خطوات التصعيد الفعلى والدخول لمرحلة حاسمة بإعلان العصيان المدني الشامل، داعين إلى إحياء احتجاجات ليلية فى اثنتين من المناطق المكتظة بالعاصمة الخرطوم، على أن يتوجه موكب جديد ظهرغدا «الخميس» للقصر الرئاسي، لتسليم مذكرة تطالب بتنحي البشير،خاصة وان النظام فقد القدرة على الإدارة السياسية والاقتصادية، وفشل فى تحويل المواكب والمسيرات والتظاهرات السلمية إلى معركة عنف،،وذلك لإيمان الثوار بأن سلمية الثورة هي سر نجاحها واستمرارها، علاوة على تصعيد المظاهرات المسائية والمواكب، وفقاً لترتيبات تستمر طوال الأيام المقبلة، بدأت فى الخامسة من مساء امس بضاحيتي الكلاكلة والثورة فى الخرطوم، بالاضافة الى موكب ينطلق غدا الواحدة ظهراً بشارع القصر وسط الخرطوم باتجاه القصر الجمهوري، متزامناً مع مواكب مماثلة فى عدد من مدن البلاد،حسبما جاء بالبيان. فى الوقت الذى اعلن الاتحاد العام للصيادلة عن استمرار العمل بصورة طبيعية والتزام منسوبيه بالعمل وفقاً للدوام اليومي بالخرطوم والولايات، بينما تقدم 22 قيادياً من شباب المؤتمر الشعبي، باستقالات جماعية، تضامناً مع الاحتجاجات الشعبية ورفضاً للعنف الحكومي فى مواجهتها وفقا لما جاء ببيان الاستقالة والذى اكدوا فيه على ان جموع الشعب من مختلف بقاع السودان، وبمختلف الانتماءات والتوجهات قد خرجت تطالب بالحرية والعدالة والكرامة لكل السودانيين فما كان لنا ولكثير من عضوية الشعبي من مختلف الفئات أن نتأخر عن ثورة الشعب،وجاء بيان الشباب متناقضا مع موقف قيادات المؤتمر الشعبى المصرين على الاستمرار فى خط الحوار، فيما جددت قوى وتجمعات سودانية وشخصيات أكاديمية وسياسية ونخبة من المثقفين والشخصيات القومية، مبادرتها للسلام والإصلاح لمعالجة الوضع الراهن، حيث اكدوا على أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، والاحتقان الاجتماعي المتفاقم،ما هما الا انعكاس لحجم الأزمة السياسية الخانقة، والإصرار على الاستمرار فى احتكار السلطة. من جانبها، اكدت دكتورة «شهيدة الباز» مدير مركز البحوث العربية والإفريقية سابقا وخبيرة المجتمع المدنى على ان الوضع فى السودان غير مستقر تماما بالاضافة الى ان السودانيين شعب جاد وهو ما يؤكد ان هذه الانتفاضة لن تهدأ بسرعة وسوف تستمر وان كنا لن نستطع ان نجزم بالنجاح من عدمه. واشارت الى ان حكم البشير كان من المنتظر ان ينتهى منذ فترة مضت خاصة وان الشعب السودانى لديه وعى سياسى وقدرة على التنظيم والاستجابة لبعضهم البعض واصرارعلى تحقيق اهدافهم،حتى وان هدأت الامور فى بعض الاوقات، لكن ستعود الانتفاضة مره اخرى ولن تنتهى الا بالوصول لأهدافها، موضحة ان انضمام بعض قوى المعارضة سوف يستمر طالما استمرت المسيرات،متوقعة زيادة عدد الداعمين لها. يذكر ان، لجنة تقصي الحقائق الحكومية فى السودان أعلنت ان عدد القتلى فى الاحتجاجات ارتفع إلى 24 قتيلا وأتت تلك الحصيلة بعد أن شكلت لجنة للتحقيق بأعمال العنف التي وقعت خلال الأيام الأولى من التظاهرات الشعبية المتصاعدة التي انطلقت فى 19 ديسمبر الماضى احتجاجاً على ارتفاع سعر الخبز 3 أضعاف، بالإضافة إلى الوقود، وللمطالبة بتنحي البشير وتشكيل حكومة انتقالية.