احتجاجات فى 12 مدينة سودانية

تواصلت الاحتجاجات الشعبية فى السودان، أمس، إذ شهدت 12 مدينة سودانية خروج آلاف المحتجين الذين رددوا هتافات وشعارات، تطالب برحيل نظام الرئيس السودانى، عمر البشير، فيما تصدت لهم قوات الشرطة والأمن بالغاز المسيل للدموع، وفرقت قوات الأمن، أمس، المسيرة الرابعة التى نظمتها المعارضة وتجمع المهنيين السودانيين، قبل وصولها إلى القصر الرئاسى فى الخرطوم، لتسليم طلب بتنحى البشير، واعتقلت العشرات من المشاركين وعددا من الصحفيين، فيما أكد الناطق الرسمى باسم الحزب الحاكم، إبراهيم الصديق لوكالة «فرانس برس»، «أن هناك بعض المظاهرات لكنها معزولة، ولا تضم أعدادا كبيرة».
وفرقت الشرطة بالغاز المسيل للدموع متظاهرين مناهضين للحكومة كانوا متجهين نحو القصر الرئاسى فى الخرطوم لدعوة الرئيس البشير للتنحى، بحسب ما نقلت وكالة «فرانس برس» عن شهود عيان، واستبقت الشرطة السودانية الاحتجاجات، وكثفت من تواجدها على طول الطرق المؤدية إلى القصر، وشوهدت آليات عسكرية متمركزة أمام القصر.
وأعلن تجمع المهنيين السودانيين، الذى يقود الحراك الاحتجاجى، ارتفاع عدد المدن المشاركة فى المواكب الجماهيرية، أمس، إلى 12 مدينة، وأطلق عليه اسم «الموكب الموحد»، وشمل مدن الخرطوم، مدنى ورفاعة والدويم وسط السودان، وأم روابة، وأبوجبيهة، جنوب غرب البلاد، وسنار جنوبا، والجنينة غربا، وبورسودان، والقضارف، ودعا اتحاد المهنيين، فى بيان، إلى التجمع لتنفيذ اعتصام شامل يبدأ الأحد المقبل، وشملت احتجاجات، أمس، الخرطوم وأحياءها، والخرطوم بحرى، بور سودان، القضارف، الأبيض، الجنينة غرب السودان، رفاعة، المناقل وسط السودان، عطبرة، الدامر.
وتصدت الشرطة والأمن لمئات المحتجين، بضاحية الكلاكلة جنوب الخرطوم، وهتف المحتجون بشعارات تطالب بالحرية والعدالة، ورحيل البشير، كما فرقت الشرطة مظاهرة فى منطقة «صابرين» بأم درمان، غرب الخرطوم، بالغاز المسيل للدموع، وأعلنت الشرطة وقوع إصابات بين المحتجين وأفرادها. وكان البشير أكد لمناصريه بمدينة نيالا، غرب السودان، «أن صندوق الانتخابات الفاصل بيننا، صندوق الانتخابات والشعب، من سيقرر من يحكم فى 2020».
وقال عادل إبراهيم «28 سنة»، حسب «فرانس برس»، من أحد شوارع الخرطوم: «سأتظاهر وسأواصل التظاهر حتى يسقط هذا النظام»، وأضاف: «نحن نحتج لننقذ مستقبلنا، ومستقبل بلدنا»، وقال الصحفى السودانى، فيصل محمد صالح: «هناك زخم كبير والناس يتظاهرون كل يوم»، وأضاف: حتى السلطات لا تصدق ذلك. ونشرت قوات الشرطة والأمن أطواقا أمنية، بضاحية الكلاكلة، جنوب الخرطوم، والعديد من المناطق التى حددتها قوى المعارضة، لانطلاق الاحتجاجات المسائية، أمس، وكان تجمع المهنيين والقوى المعارضة، دعوا إلى احتجاجات ليلية فى منطقتين، من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان فى العاصمة، وهما الكلاكلة والثورة، شمال الخرطوم، ودعا التجمع فى بيان إلى الاستعداد لدخول مرحلة حاسمة بإعلان العصيان المدنى الشامل.
أصدر مجلس الوزراء السودانى، أمس، قرارا بزيادة أجور العاملين فى الدولة، وذكرت وكالة الأنباء السودانية «سونا»، أن مجلس الوزراء أجاز فى جلسته الدورية، أمس، قرارا يقضى بزيادة أجور العاملين بالدولة مع وزارة المالية بواقع 500 جنيه (10.5 دولارات) كحد أدنى، و2500 جنيه كحد أعلى (52.6 دولارا) شهريا. ويبلغ الحد الأدنى للأجور فى السودان 425 جنيها (قرابة 9 دولارات) ولم تتم زيادته منذ 2013. ويعانى السودان من أزمات فى الخبز والطحين والوقود وغاز الطهى، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه فى الأسواق الموازية، إلى أرقام قياسية تجاوزت 65 جنيها مقابل الدولار.
من جهته، دعا المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى، الطلاب والشباب لعدم المشاركة فى المسيرات الجماهيرية، مشيرا إلى أنها «دعوات تضر بالبلاد»، وقال مساعد الرئيس السودانى، فيصل إبراهيم، عقب اجتماع بحضور البشير، إن الاجتماع أكد على الاهتمام بقضايا الشباب والطلاب، والأجيال الصاعدة، فى التشغيل والتوظيف، وإدارة حوار معهم والاقتراب من همومهم، وأشار إلى أن المكتب القيادى دعا إلى المزيد من الاهتمام بمعيشة الناس، وضبط الأسعار. وكشفت صحيفة «الانتباهة» السودانية عن اتفاق بين أبوظبى والخرطوم، للحصول على 26 باخرة وقود تكفى حاجة السودان لمدة 3 أشهر، وتسع الباخرة 43 ألف طن، بقيمة 35 مليون دولار للباخرة الواحدة، وكشفت عن تمويل من مصارف أبوظبى للموسم الزراعى بقيمة 300 مليون دولار، فى الوقت الذى أعلن فيه بنك السودان المركزى، تداول الفئة الجديدة من عملة ال100 جنيه التى تم طرحها.
سيبويه يوسف