قيادات الأحزاب والحركات تهدد ب«الإضراب الشامل».. والرئيس السودانى: الميدان بيننا أعمال الشلل التام لحركة النظام سيكون خطأً فى الأيام المقبلة.. كانت هذه الكلمات تعبر عن موقف المعارضة من الأحداث الجارية فى الخرطوم، موجهين كلامهم للرئيس السودانى البشير، وذلك بعد أكثر من شهر ونصف الشهر من الاحتجاجات التى يشهدها السودان، من تصعيد من جانب المتظاهرين، وانقسامات فى الأحزاب، وحرب تصريحات بين الرئيس السودانى عمر البشير والمعارضة، وارتفاع فى أعداد قتلى الاحتجاجات حسب بيانات رسمية للحكومة السودانية. وحسب بيان مشترك لتحالف نداء السودان، قوى الإجماع الوطنى، تجمع المهنيين، والتجمع الاتحادى المعارض، فإن المتظاهرين السلميين فى الخرطوم والفاشر ونيالا وغيرها واجهوا ترسانة النظام الأمنية بثبات. وأوضح بيان المعارضة أن الخطوة المقبلة «هى الحاسمة، وأن الطريق إلى «الإضراب الشامل أصبح معبدًا»، مؤكدين فشل تحويل المواكب والمسيرات والتظاهرات السلمية لمعركة عنف، رغم استخدام الرصاص الحى والاعتقالات، وذلك لإيمان الثوار بأن سلمية الثورة هى سر نجاحها واستمرارها». لكن الغريب هو أن حركات متمردة فى دارفور، أعلنت الامتناع عن التفاوض مع حكومة الرئيس البشير، تحت ذريعة اقتراب تنحيها، وكذلك أعلن رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد نور رفضه مبدأ الجلوس للحوار، وهو ما سخر منه البشير. وقال البشير أثناء مخاطبته ممثلى القوى السياسية فى ولاية جنوب دارفور، إن المشكلات الأخيرة التى حدثت فى البلاد دفعت بعض الحركات لإعلان مقاطعة التفاوض مع الحكومة، مضيفًا: «قالوا لا داعى للاتفاق على سلام مع الحكومة لأنها ستسقط»، مشددًا «سيطول انتظاركم.. لكننا لن ننتظرهم وسنسعى لتحقيق السلام من واقع مسئولية الدولة». وأعلنت لجنة مختصة بالتحقيق فى تداعيات الاحتجاجات التى تشهدها مدن سودانية ارتفاع القتلى إلى 24 شخصًا، حيث أوضح رئيس اللجنة العليا للتحقيق عامر محمد إبراهيم، فى مؤتمر صحفى الأسبوع الماضى، أن الوفيات كانت 9 حالات بالقضارف، و6 فى نهر النيل، و3 فى كل من الولاية الشمالية، والنيل الأبيض والخرطوم. وكشف تجمع المهنيين والقوى المعارضة فى السودان، عن الاستعداد لدخول مرحلة حاسمة بالتحول إلى تنفيذ العصيان المدنى الشامل، ودعا لإحياء احتجاجات ليلية فى اثنين من المناطق المكتظة بالعاصمة الخرطوم، على أن يتوجه موكب جديد صوب القصر الرئاسى. وأعلن تجمع المهنيين والقوى المعارضة فى السودان الاستعداد لدخول مرحلة حاسمة بالتحول إلى تنفيذ العصيان المدنى الشامل، ودعا لإحياء احتجاجات ليلية فى اثنين من المناطق المكتظة بالعاصمة الخرطوم، على أن يتوجه موكب جديد ظهر الخميس صوب القصر الرئاسى. بينما دفعت كوادر شبابية فى حزب المؤتمر الشعبى، باستقالة جماعية من الحزب احتجاجًا على موقف القيادة وإصرارها على مواصلة المشاركة فى الحكومة، فى ظل تفاقم الأوضاع داخل التنظيم الحليف للحكومة منذ أشهر، بسبب تعالى موجة الرفض وسط القواعد لنهج رئاسة الحزب التى لم تتخذ موقفًا حاسمًا حيال ممارسات الحكومة والأمن. وقال الدكتور هانى رسلان، الخبير فى الشئون الأفريقية والسياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الاحتجاجات دخلت الأسبوع الرابع، لافتًا إلى أن وتيرة المظاهرات متزايدة، وما زالت على الانتشار الجغرافى الواسع بل فى تزايد». ولفت إلى أنه فى نفس الوقت، أصبحت المظاهرات أكثر قوة وتنظيمًا مع الوقت، بداية من تجمع المدنيين الذى يقود المظاهرات، مرورًا بإعلان الحرية للتغيير من قوى المعارضة، ثم الاتجاه نحو الإعلان عن العصيان المدنى والإضراب الشامل»، مضيفًا «من الواضح من خلال هذه الخطوات أن الوضع ما قبل 19 ديسمبر بداية المظاهرات، سيكون مختلفًا عما بعدها. ولفت إلى أن النظام لم يبد أى مرونة أو استجابة للمظاهرات، مضيفًا أن الرئيس البشير يلقى بخطابات متوالية، موضحًا أن أول خطاب له وصف المتظاهرين بالخونة والمرتزقة، ثم عاد وقال إنه سيتم رفع الأجور والمرتبات، ثم أعلن أنه ابن هذا الشعب، وعانى من أجل استقراره، وبعدها أعلن أنه سيسلم البلاد للجيش ثم تراجع وقال الشباب، وفى النهاية أعلن عدم تسليم البلاد إلا عن طريق الانتخابات». وأوضح «رسلان»، وجود انسلاخ لمجموعة من الأحزاب من التحالف الحكومى الذى يتعرض لموجة من عدم الاستقرار، وأن بنية النظام الحاكم مع استمرارية الاحتجاجات يتعرض للتآكل الداخلى والانشقاقات، بخلاف عدم وجود موقف واضح من الجهات القابضة على الأمن هناك من قوات الأمن والتدخل السريع والجيش، وإشارتهم المتكررة إلى أن هذه التظاهرات عادلة والنفى عن أنفسهم ممارسات قمع المتظاهرين». لفت أيضًا إلى أن الولاء للرئيس البشير أصبح مهتزًا، مؤكدًا أن الفترة المقبلة، ربما تشهد استجابة من داخل النظام بتضحية من الرئيس البشير، وتكون هناك حكومة انتقالية فيها كل الأطياف اللاعبة هناك، والاحتمال الثانى استمرار سقوط غير منظم أو الانزلاق فى الفوضى وهذان السيناريوهان غير مقبولين لأنهما سيمثلان تهديدًا لاستقرار السودان.