ونواصل دراسة اعترافات قيادات جماعة الجهاد على بعضهم البعض لنجد أن كلا منهم قد حكي كل ما يعرف عن الجماعة وتأسيسها وقياداتها واهدافها وما ارتكبه كل فرد من جرائم.. بحيث يمكن القول أن مجمل هذه الاعترافات يشكل التاريخ الحقيقي والاكثر دقة لجماعة الجهاد. ونأتي إلى اعترافات ناجح ابراهيم أمام نيابة امن الدولة العليا. وهو المتهم رقم 4 فى قرار الاتهام. واعتذر مقدما عن بعض التكرار فى الاعترافات المتتالية لكنني اعتقد انه تكرار قد يعطي صورا من زوايا مختلفة لذات الوقائع بما يجعل هذه الاعترافات تقدم صورة اكثر تكاملا- قرر ناجح ابراهيم أمام النيابة "انه خلال عام 1982 عرض كرم زهدي عليه وعلي كل من فؤاد حفني وعلي الشريف وعصام درباله وعاصم عبد الماجد وأسامة حافظ وحمدي عبد العظيم وطلعت فؤاد قاسم فكرة أن الاسلام لن يقوم بالخطب والدروس فقط وان الجهاد ليس جهاد اللسان فقط وانه لابد من اجبار الحاكم على تطبيق شرع الله فى الارض وانتهي الرأي بينهم إلى وجوب تغيير الحاكم وتغيير نظامه الذي يحكم بما انزل الله، وان يفرض نظام الدولة الاسلامية بقوة السلاح، ثم حدثهم كرم زهدي عن وجود تنظيم فى القاهرة والجيزة ينهج ذات المنهج وحدثهم عن فرج وعبود الزمر وانهم بعد هذا اللقاء سافروا إلى القاهرة والتقوا مع فرج وعبود الزمر، وان الاخير حدثهم عن ضرورة تغيير نظام الحكم بالقوة واقامة الدولة الاسلامية وان الزمر قال انه قد أعد خطة لذلك تتلخص فى اغتيال السادات والاستيلاء على غرفة عمليات وزارتي الدفاع والداخلية ومبني الاذاعة والتليفزيون واتفق الجميع على الخطة، كما اتفقوا على تشكيل مجلس شوري للتنظيم (وردت اسماؤهم فى الاعترافات السابقة) وأن يتولي امارة المنيا فؤاد حنفى وعصام دربالة ويتولي هو وعاصم عبد الماجد واسامة ابراهيم امارة محافظة اسيوط وحمدي عبد العظيم امارة سوهاج وعلي الشريف وطلعت فؤاد قاسم امارة نجع حمادي وقنا، كما اتفقوا على ان يكون لكل مركز امير وفى عواصمالمحافظات يكون لكل مسجد امير وان تسند امارة القاهرة والجيزة لفرج وان يتولي كرم زهدي مسئولية التنسيق بين القاهرة والوجه القبلي. وقال انهم بدأوا فى ضم مجموعات من الشباب وتدريبهم على السلاح (واورد عددا كبيرا من اسماء الاعضاء الجدد الذين تم ضمهم للتنظيم وتدريبهم على السلاح. ثم تحدث تفصيلا عن مراحل التدريب فقال: "ان المرحلة الاولي تبدأ بتدريس فقه الجهاد وكان يتولاه على الشريف ومحمود فرج وعصام درباله والمرحلة الثانية وهي التدريب النظرى على استعمال السلاح وكان يتولاه على الشريف ومحمود فرج، والمرحلة الثالثة والاخيرة هي التدريب العملي وكان يتولاه نبيل المغربي ومحمود فرج دسوقي وعلي الشريف وان التدريب كان يتم فى الجبل المتاخم لبلدة الغنامية و(امعان فى الصاق التهم بإخوانه إضافة) ان الهدف من التدريب كان اعدادهم ليشاركوا فى العمل الذي اعتزموا القيام به وهو مواجهة النظام القائم بالسلاح والعمل على تغييره وتطبيق قناعة الجهاد بشكل عملي. (ثم اورد اسباب وتفاصيل قصة استحلال اموال تجار الذهب المسيحيين وروي واقعة سرقة محل الذهب بنجع حمادي بعد قتل ستة اشخاص واستخدام هذه الاموال فى شراء اسلحة وسيارات للتنظيم، وقال انه بعد احداث الفتنة الطائفية بالمنيا قاموا بالمرور على اعضاء التنظيم بالمحافظات ونبهوا عليهم بعدم المبيت بمنازلهم. واختفى هو وكرم زهدي وعصام درباله وفؤاد حنفى وعاصم عبد العاطي واسامة ابراهيم وحمدي عبد الرحمن إلى بلده الغنامية واختفوا بمنزل احمد سليم خليفة ولما صدرت قرارات التحفظ الشهيرة هربوا إلى الجبل وا قاموا فيه ومعهم محمود فرج وعلي الشريف وابو بكر عثمان وبعد مهاجمة منزل احمد سليم خليفة بالغنامية قرروا التفرق كل فى مكان محدد معلوم لهم. وقال ان كرم زهدي وفؤاد حنفى وعاصم عبد الماجد واسامة ابراهيم ذهبوا إلى القاهرة لعرض وجهة نظرهم فى ضرورة التحرك وبعد ان التقوا بفرج عادوا وعرضوا على مجلس شوري الوجه القبلي ما اتفقوا عليه مع فرج وخالد الاسلامبولي وهو ان يقوم الاسلامبولي باغتيال السادات ومن معه وان فرج سيحرك مجموعات فى القاهرة والجيزة للاستيلاء على المراكز الحيوية ثم يستنفر الشباب المسلم من خلال الاذاعة والتليفزيون وان على اعضاء التنظيم فى الوجه القبلي ان يتحركوا فى ذلك اللحظة للسيطرة على مدن الوجه القبلي ثم يزحفوا إلى القاهرة ليلتحموا بالثورة الموجودة فيها. ثم روي فى اعترافاته كيفية التحرك فجر 8 اكتوبر فى مجموعتين ومعهم اسلحتهم وتوجهوا إلى قسم مباحث التموين وكانت تتمركز بجواره قوة من الامن المركزي وبادروا القوة باطلاق النار عليهم، ثم سرقوا سيارة لوري شرطة وتوجهوا إلى نقطة شرطة ابراهيم وقاموا باطلاق النار على جنود الموقع ثم توجهوا إلى مبني قسم اول اسيوط واطلقوا النيران على قوة حراسة القسم ثم قاموا باقتحام المبني والاستيلاء على ما به من اسلحة وذخيرة وبعدها حضرت قوات امن وحاصرت المبني واصيب كل من ايمان مختار ومحمد فرج دسوقي وثابت خطاب اصابات قاتلة كما اصيب هو بعيارين ناريين بساقه اليمني وقدمه اليمني واصيب ايضا هشام عبد الظاهر وانه اذ رأي ان الموقف يتدهور قرر الانسحاب واحضر له ا حمد السيد حرب دراجة ركباها معا وتوجها لزراعة ذرة حيث اختبأ بها يومين عالج فيهما قدمه ثم انتقل إلى منزل ابن خالته وقضي هناك يوما وسافر إلى سوهاج وظل هاربا حتي قبض عليه. ونواصل مع اعترافات أخري.