ونأتي إلي شهادة قيادي آخر هو عاصم عبد الماجد (24 سنة- طالب بهندسة اسيوط ومقيم ببندر المنيا) ويبدأ عاصم اعترافاته علي نفسه قائلا "انه بعد دراسته لكتب السلف آمن بفكر الجهاد وبضرورة تغيير نظام الحكم السائد بالقوة المسلحة لأنه نظام جاهلي ولابد من احلال نظام اسلامي بدلا منه. إلي هنا ويمكن ان تبدو هذه الاقوال كنوع من الدفاع عن موقف سياسي جهادي, لكنه يندفع بعد ذلك ليعترف بكل ما عرفه وعن كل من عرفه ويقول انه "تبادل الزيارات مع قيادات العمل الاسلامي في المنيا فتعرف علي كرم زهدي وعصام درباله وفؤاد الدواليبي، تحدث الاول عن ضرورة تغيير نظام الحكم بالقوة والاسراع بتدريب اكبر عدد ممكن من الافراد في الوجه القبلي علي ان يتم تسليحهم للمشاركة في عمليات تنتهي بقلب نظام الحكم". وقال "انه سافر مع ناجح واسامة حافظ إلي القاهرة لمقابلة عبود الزمر وعرض عليهم خطته (سبق الاشارة اليها تفصيلا في اعترافات ناجح وعبود الزمر نفسه)، وانه هو وناجح ابراهيم وافقا علي الخطة. ومضي في اعترافات تشابهت مع اعترافات من سبقوه" ثم قال "انه توجه مع كرم زهدي والدواليبي واسامة حافظ إلي القاهرة فقابلوا شعبان عبداللطيف الذي ابلغهم بأن فرج قد نقل مقر اقامته إلي منزل بناحية الالف مسكن واعطاهم عنوانه فذهبوا اليه وكان معه خالد الاسلامبولي الذي ابلغهم انه سيشترك في العرض العسكري يوم 6 اكتوبر، وانه قرر اغتيال رئيس الجمهورية (وهكذا فإننا نجد تحركات واتصالات وبلاغات خالية من اي تصرفات أمنية وحتي من سيقتل الرئيس يقيم مع أشهر زعيم للجماعة "فرج" ويعترف امام الحاضرين بما سيفعل) وقال انهم وافقوا جميعا علي هذه الترتيبات ووافقوا علي ان يتحركوا في اسيوط لتخرج الثورة الاسلامية من اسيوط إلي القاهرة. وعادوا إلي اسيوط تاركين اسامة ليواصل ابلاغهم بالجديد. وتمضي الاعترافات مشابهة لبعضها البعض, واضاف اليها ان زملاءه تمكنوا من السيطرة علي مبني مديرية الامن بعد أن قتلوا من فيه من الضباط والجنود, وان علي الشريف اصيب بطلقات نارية اطلقها المقدم ممدوح الكدواني.. وبعد ذلك توجهوا إلي منطقة شعبية حيث توجه علي الشريف وعلي عبدالنعيم بارادتهم الي المستشفي بسيارة احد الاهالي اما هو فقد نقلته سيارة اسعاف إلي المستشفي ايضا حيث كان الأمن منتظرا. ونأتي إلي شهادة أخري وصاحبها هو حمدي عبدالعظيم وهو المتهم التاسع ( 28 سنة، طالب بكالوريوس هندسة اسيوط ومقيم بسوهاج) وبدأ اعترافاته بشرح كيفية تأسيس التنظيم وكيف انه تولي موقع أمير سوهاج وانه في يوم 7 اكتوبر 1981 حضر إليه في سوهاج علي الشريف وأخذه إلي أسيوط ،حيث علم أن التنظيم سيتحرك يوم 8 اكتوبر والتقي في شقة بمدينة السادات بكل من كرم زهدي وناجح وعصام دربالة والدواليبي وعاصم عبدالماجد حيث اخبروه بخطتهم لمهاجمة رجال الشرطة في اسيوط وقتلهم والاستيلاء علي أسلحتهم وانه توجه بعدها إلي شقة اخري وجد بها ابو بكر عثمان وآخرون وفي فجر 8 اكتوبر حضر ممدوح علي يوسف وطلب منه النزول معه حيث وجد سيارة فيات يقودها خالد حنفي وكرم زهدي ودربالة, وكان دربالة يحمل قنبلة وتوجهوا جميعا إلي ناحية الجمعية الشرعية حيث سمعوا صوت أعيرة نارية صادرة من اعضاء التظيم فوقفت السيارة وانه نزل من السيارة حاملا البندقية الآلية، ونزل عصام درباله حاملا القنبلة وممدوح يوسف حاملا سلاحا هو الآخر، وتقدم الثلاثة لاستطلاع الأمر وعندما نزع درباله فتيل القنبلة محاولا ان يلقيها انفجرت في يده وأصابته وعاد مسرعا إلي السيارة، حيث وضعوا دربالة وخرجوا من اسيوط إلي جبل الغنايم, لكن الشرطة شعرت بهم فهرب هو وخالد حنفي بينما قامت الشرطة بالقبض علي كرم زهدي وعصام درباله. ونأتي إلي اعترافات اسامة حافظ الذي قرر ان كرم زهدي عرض عليه الانضمام للتنظيم الذي وجد أن أهدافه تتفق مع ما يؤمن به ومنها التخلص من الحاشية الفاسدة وتغيير قوانين الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعديل الدستور ليتفق مع اختيار الاصلح لمنصب رئيس الجمهورية بحيث تتوافر فيه الصفات التي تمكنه من القيام علي أمور المسلمين وان تتحول السلطة التشريعية إلي مجلس من اهل العلم ليكون التشريع متفقا مع احكام الشريعة الاسلامية, ولهذا كان من الواجب تغيير نظام الحكم بالقوة وتسليم البلاد لمن هم اهل للقيام بأمورها وإقامة شرع الله فيها. ونواصل تسجيل تاريخ جماعة الجهاد.. صعودا وهبوطا عبر اعترافات قادتها علي أنفسهم وعلي بعضهم البعض.