ونعود مرة أخري إلى بعض المعترفين واعترافاتهم، ونطالع سريعا فى اعتراف رفاعي أحمد طه (المتهم رقم 55 فى قرار الاتهام سن 28 سنة طالب ببكالوريوس تجارة جامعة أسيوط ومقيم بأسوان) أنه أثناء وجوده طرف محمود حنفى بمدينة المنيا هاربا من القبض عليه خلال شهر يناير 1981 عرض عليه كرم محمد زهدي الانضمام إلى التنظيم، ثم حضر اليه كرم زهدي مرة أخري واستفسر منه عن امكانية ضم آخرين إلى هذا التنظيم، ثم علم بعد ذلك ان كرم زهدي وعلي الشريف مسئولان عن تدريب اعضاء التنظيم. وأضاف انه فى يوم 5 اكتوبر 1981 علم من منتصر الزيات ان احمد هاني حضر اليه من القاهرة وأخبره بانه سيحدث اطلاق اعيرة نارية اثناء العرض العسكري وطلب منه القيام بعمل فى مدينة اسوان. وانه بعد حادث اغتيال رئيس الجمهورية هرب إلى القاهرة حيث اتفق مع آخرين على اعادة تشكيل التنظيم واثناء بحثه عن اعضاء لضمهم للتنظيم قبض عليه". ولأننا سنبدي فيما بعد اهتماما خاصا بما كتبه منتصر الزيات (كتاب الجماعة الاسلامية رؤية من الداخل- دار مصر المحروسة) فأننا سنتجاوز بعض اعترافات لنأتي إلى هاني احمد الحناوي، ويقرر انه تعرف على نبيل نعيم عبدالفتاح اثناء تردده على المساجد وفى لقاء تال عرض عليه الانضمام لتنظيم يهدف لتغيير النظام القائم الذي لا يحكم بما انزل الله، وقام بتقديمه إلى محمد سالم الرحال الذي اخذ – يشرح له اجزاء من كتاب "نيل ولا طار". وأضاف قام بتعريف كمال السعيد حبيب بمحمد سالم الرحال الذي اخذ يشرح المنهج العقائدي والحركي للتنظيم حتي اتفقا، واضاف انه بعد ترحيل سالم الرحال قام كمال حبيب برئاسة التنظيم لانه كان اكثر الاعضاء علما. واضاف انه بعد ان قدمه عبدالله الحسيني عبد الغني بطارق الزمر قام هو بتعريف الاخير بكمال حبيب واتفقا على التعاون لأن منهجها واحد كما اتفقا على توحيد المجموعات ووجوب ان تنضم مجموعة كمال حبيب إلى مجموعة طارق الزمر واتفقا على القيام بتدريبات على السلاح، وبالفعل قام بالاتصال بالعديد من المجموعات للتدريب معا. واضاف انه فى يوم 3 اكتوبر 1981 علم من محمد طارق ابراهيم انه سيحدث تجميع المجموعات وخطف الاسلحة من قوات الامن والاتصال بمن يعرفهم للتحرك فى هذا اليوم، وتنفيذا لهذا الامر سافر إلى الكوم الاخضر بالمنوفية وقابل عبدالغني حامد كما سافر إلى مدينة اسوان يوم 4 اكتوبر 1981 وقابل منتصر الزيات وطلب منهما التحرك فى الموعد المحدد.. ويمضي احمد هاني فى اعترافاته قائلا ان عبود الزمر طلب منه اعداد رسم كروكي لمبني مباحث امن الدولة بالجيزة، فقام برسمه لانه يعرف المكان لسابقة تردده عليه". وهنا سنتوقف مؤقتا فثمة متهمان هما رفاعي طه واحمد هاني اعترفا بانهما ابلغا منتصر الزيات بموعد اغتيال السادات قبلها بيومين وطلبا منه الاستعداد للتحرك. لكن منتصر لم يتحرك ربما لانه كان لم يزل مرتبكا بفكر السماوي الذي يرفض استخدام العنف. لكنه هرب من اسوان واختفى فى القاهرة وأورد فى كتابه عديدا من محاولات التفاهم مع السلطة. ولكننا نلاحظ ان اسم منتصر الزيات لم يرد فى قرار الاتهام فى قضية اغتيال السادات والذي ضم 302 متهم"، وعلي اية حال فأنني اعتقد انه قد يكون مقيدا ان نقارن بين اقوال ايمن الظواهري واعترافاته فى محاضر تحقيق القضية وكذلك اعترافات كمال حبيب وبين ما جاء فى كتبهم ايمن الظواهري فى كتابه "فرسان تحت راية النبي"، وكمال حبيب فى كتابيه "الحركة الاسلامية من المواجهة إلى المراجعة" (عام 2002) و"تحولات الحركة الاسلامية والاستراتيجية الامريكية (عام 2006) وايضا كتاب منتصر الزيات "الجماعات الاسلامية.. رؤية من الداخل" وايضا كتابات اخري جماعية لقادة جماعة الجهاد ومؤسسيها وهم كرم زهدي، وناجح ابراهيم وعلي الشريف واسامة حافظ وفؤاد الدواليبي وحمدي عبدالعظيم وعاصم عبدالماجد وعصام دربالة. والذين نلاحظ انهم اصدروا عددا من الكتب عن المراجعات الفقهية ومنها مثلا "نهر الذكريات – المراجعات الفقهية للجماعة الاسلامية" و"تفجيرات الرياض- الاحكام والآثار" ونلاحظ ان هذه الكتب صدرت باسم المجموعة القيادية لجماعة الجهاد كمؤلفين جماعيين وردت اسماؤهم جميعا على الاغلفة كمؤلفين وملاحظة اخري هي أن الناشر لهذه الكتب الجماعية هي مكتبة التراث الاسلامي (8 شارع الجمهورية – عابدين) لكن كتاب "تفجيرات الرياض" والذي صدر على كتابه الخارجي اسماء القادة الثمانية على انهم شاركوا فى "التأليف والاعداد" فإن الغلاف الداخلي يقول "تأليف ناجح ابراهيم عبدالله"، ثم أقره وراجعه "واسماء السبعة الاخري" انه ايحاء صريح وواضح إلى الاعتداد بفكرة "الجماعة" والقيادة الجماعية لهذه الجماعة. لكن أدان هذه المقارنة بين الاقوال والاعترافات فى القضية وبين ما كتبوه وهم يتقاربون من السلطة من خارج السجون لم يأت بعد فقط نشير إليه لنذكر انفسنا والقارئ بأهمية هذه المقارنة سواء من الناحية الفكرية او حتي الاخلاقية. على أننا نتوقف أمام كتاب جديد كتبه اثنان فقط من هذه المجموعة (7 سبتمبر 2014) وهما ناجح ابراهيم وهشام النجار وانفردا باصداره عن دار الشروق وعنوانه "داعش- السكين التي تذبح الاسلام" فهل لهذا الامر مغزي ما متعلق بمدي موافقة القادة الآخرين للهجوم على داعش أم ماذا؟ ونواصل.