نعيش هذه الأيام ذكري تحرير سيناء الغالية علي قلب كل مصري. في ال 25 من أبريل من كل عام. وما بين سنوات التحرير حتي بداية الربيع العربي. لم تلق سيناء الاهتمام المطلوب أو اللائق بمكانتها وما تستحقه. إلي أن جاء اليوم الذي تحوَّلت فيه إلي مطمع للإرهابيين والمتطرفين من كل صوب وحدب. وزادت هرولتهم وحجهم الي أرض الفيروز إبّان حكم الجماعة الإرهابية التي فتحت الباب علي مصراعيه لاحتضانهم ورعايتهم. تحسّبا واستعدادا لإطلاقهم علي الشعب المصري إذا تعرّض حكمهم وأطماعهم لما يهدد مخططاتهم. وهذا ما حدث بالفعل. ونعانيه منذ أسقط الشعب سلطانهم في 30 يونيه. فما يرتكبونه من جرائم لا إنسانية ولا تمُّتُ للأديان بأي صلة أو علاقة. تكشف بما لا يدع مجالا لأي شك تلك العلاقة المشبوهة والصلة الوثيقة بين الجماعة الإرهابية. بتشكيلاتها وفرقها وطوائفها المتنوعة والمتعددة. وإذا كانت تلك الجماعة قد استغلت الأوضاع في سيناء لصالحها ولتحقيق أغراضها ومطامعها. فهذا نتيجة طبيعية لتقصير المسئولين علي مر عقود في القيام بدورهم. حتي أنني أتذكر نصيحة وجهها أحد رؤساء دول عدم الانحياز للرئيس جمال عبدالناصر بضرورة تعمير سيناء باعتبارها حائط الصد الأول في مواجهة أي تهديدات أو أطماع خارجية سواء من دول الجوار الاستعمارية أو غيرها. وتلافيا لأخطاء الماضي. بدأت مصر الحديثة التوجه صوب سيناء بخطي علمية ومدروسة. بدأت بسعي قواتنا المسلحة لتطهيرها من كل بؤر الإرهاب والتطرف. ويتوازي مع ذلك مشاريع التنمية والتعمير وعلي رأسها شق القناة الجديدة التي ستخلق مجتمعا عمرانيا جديدا يستوعب الزيادة السكانية لمصر المستقبل. لكن.. علي الجانب المقابل. لابد أن يتواكب مع المواجهة الأمنية والتعميريةالتي تعيشها سيناء في الفترة الحالية. تحركات حثيثة من المؤسسة الدينية وعلي رأسها الأزهر الشريف. لمواجهة تلك الأفكار التكفيرية والمتطرفة. وتفنيدها وإبطال حججها. خاصة وأن الأزهر له دور ومكانة عظيمة ليس لدي المصريين وحدهم بل علي مستوي العالم أجمع. ويؤسفني أن أُعزي انتشار ورواج تلك الأفكار التكفيرية إلي تراجع دور الأزهر في الفترة الماضية. ما جعل أنصاف العلماء والأدعياء يتقدّمون لسد الساحة التي خلت بغياب علماء الأزهر لأسباب كثيرة. شخصية أو سياسية أو اجتماعية ومادية. المهم أنه بدأ الجميع يتدارك الخطأ ويسعي لتصويبه بعد أن تهددتنا المخاطر والحوادث الجسام. لتكون سيناء خالية من الاستعمار المادي والتكفيري. ولنفرح جميعا بعودتها لتكون مصر كلها في عيد حقيقي.