اسمه بالكامل "محمد عبدالهادي محمد الهلباوي" وعلي الرغم من أنه ينتمي لأسرة من بلدة "ميت كنانة" بمحافظة القليوبية إلا أنه ولد في حي باب الشعرية بالقاهرة في التاسع من شهر فبراير عام .1946 في ميت كنانة حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية وعمره عشر سنوات.. ثم التحق بمعهد القراءات وتخرج في عام ..1985 وفور تخرجه التحق بمعهد الموسيقي العربية لدراسة علوم النغم.. بعدها تتلمذ علي يد الموسيقار.. الناقد.. والمؤرخ "سليمان جميل" حيث علمه كيف يطبق القرآن بالنغم.. وبالفعل تعلم "الهلباوي" الموسيقي حتي يقف عند كل حرف من القرآن الكريم لكي يظهر معناه بالنغم.. ولأنه ينتسب وينتمي للطريقة الحامدية الشاذلية فقد تعلم الكثير والكثير من أناشيد الصوفية والتراث الكبير من الشيخ "محمود علي الزهار" الذي توفي عن مائة سنة ثم أصبح في عام 1980 بعد رحيله.. خليفة لإنشاد التراث. ولأن سليمان جميل أعجب بالهلباوي والفرقة الصوفية التي كانت تصحبه وأيضاً اللون الذي يقدمونه فقد أشركهم في عدة مهرجانات دولية بهدف إبراز هذا اللون الفريد من الفن.. من هذه المهرجانات : "مهرجان دول العالم الثالث للفن التلقائي" في رين بفرنسا و"مهرجان أيام الموسيقي العربية" بالمشرق العربي.. وأمسيات في مارسيليا وبيت ثقافات العالم بباريس.. وفي عام 1995 شاركوا في مهرجان اقامة معهد العالم بباريس واسمه "المهرجان الدولي للموسيقي العربية" تحت رعاية حرم الرئيس الفرنسي.. وفي إطار التبادل الثقافي المصري الإيطالي قدموا أمسية بإيطاليا عام ..1997 وفي العالم التالي أنشدوا في مهرجان "موزار" المصري بأوبرا مارسيليا بباريس.. وتكررت أمسيات الإنشاد في الخارج.. وقدموا أعمالهم بالإشتراك مع الترانيم القبطية في مدينة أجد بباريس بحضور السفير علي ماهر.. وبالأكاديمية المصرية بروما.. وفي هانوفر بألمانيا.. وكانت آخر عروضهم في مدن : ميلانو وفينيسيا وروما. وبالنسبة لنشاطه الإذاعي.. اعتمد الشيخ محمد الهلباوي منشداً بالإذاعة والتليفزيون عام 1979 واعتمدت أيضاً فرقته للإنشاد الصوفي.. كما صدر له أكثر من شريط كاسيت "تلاوة قرآنية وأدعية من القرآن الكريم.. وصدرت له بالخارج اسطوانات "سي دي" بباريس وله أذان بصوته يذاع في كندا تم تسجيله وتصويره علي مئذنة مسجد الرفاعي في القلعة بالقاهرة. الإنشاد الصوفي بعد أن كون الشيخ محمد الهلباوي "فرقة الإنشاد الصوفي" التي قدمت عروضها داخل وخارج مصر.. وفي أحد حواراتي الكثيرة معه قبل رحيله.. قال "الهلباوي" رحمه الله.. عن الإنشاد الصوفي : هو أحد ألوان الإنشاد الديني في مصر.. وقد أخذ الطابع الأساسي لهذا الفن نظراً لعراقته وقمته وأصالته.. وقد تفرع منه فنون كثيرة مثل : "فن التواشيح" و"فن الابتهالات".. و"فن المديح" و"فن الغناء الديني".. وقد ازدهر فن الإنشاد الصوفي في عصر الدولة الفاطمية حيث كانت النهضة الصوفية ممثلة في الطرق الصوفية المختلفة والتي كان يقدم هذا الفن من خلالها في المناسبات الدينية مثل : رأس السنة الهجرية واستقبال شهر رمضان والأعياد الإسلامية والمولد النبوي الشريف.. فكانت تقام المواكب وحفلات الذكر والحفلات العامة والخاصة.. من هنا كانت النشأة لمدارس الإنشاد الصوفي لتتوارثه الأجيال ويرقي بالإنسان إلي عالم من السمو الروحي. والإنشاد الصوفي يتكون من عناصر ثلاثة هي : الشعر : وهو الكلمة التي تعني الحكمة والموعظة الحسنة. اللحن : وهو النغم.. الموسيقي.. التي تواكب الكلمة حساً ومعني. الصوت : وهو الموهبة المصقولة بالإبداعات التلقائية.. الدارس لخصائص النغم. وقد اعتبر فيه الإنشاد الصوفي وسيلة هامة من وسائل الدعوة إلي سماحة الإسلام.. ولننظر إلي الشعراء في صدر الإسلام مثل : حسان بن ثابت وكعب بن زين وعبدالله بن أبي رواحة.. وغيرهم من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ومن تبعهم من أهل الحكمة الذين دعوا إلي الله وحببوا عباده إليه.. مثل الإمام البرزخي والإمام البرعي وسلطان العاشقين عمر بن الفارض والإمام الراضي وأئمة الصوفية رضي الله عنهم.. وغيرهم من الدعاة إلي الله. من هنا.. كانت فكرة إنشاء "فرقة للإنشاد الصوفي" وذلك منذ حوالي 35 عاماً لتخرج وتجوب وتطل علي العالم وتقدم فناً راقياً نابعاً من القلوب لتصل إلي القلوب في شتي بقاع الأرض.. وقد لاقت استحساناً كبيراً لدي الأوساط العالمية وتأثر بها الناس علي اختلاف ألوانهم ولقائهم في أوروبا وأمريكا.. أكثر من ذلك توقفت الأوساط العلمية الموسيقية عند هذا الفن لدراسته عن قرب.. المعروف أن الشيخ محمد الهلباوي هو مؤسس "فرقة الإنشاد الصوفي" تحت اشراف الموسيقار والناقد سليمان جميل عام ..1980 ومن أشهر أعماله : كرامة المرء عند الله تقواه.. لا المال يرفعه قدراً ولا الجاه.. ولا الضياع ولا خيل ولا ذهب.. بها قياصرة من قبل قد تاهوا.. وكل من أثر الدنيا للذته.. تضيع آخراه في أيام دنياه.. لكن من خاف مولاه وراقبه.. وعاش في خشية فالناس تخشاه.