قدمت ابتهالات في مزج بين الغناء الشرقي والأوبرالي علي السيمفونية 40 لموتسارت في مهرجان الموسيقي المقدسة بمعهد العالم العربي تمت مشاركة الترانيم القبطية المصرية والإنشاد الديني الإسلامي لأول مرة مع الشيخ محمد الهلباوي أنت مع قارئ للقرآن ومبتهل وباحث في فن الإنشاد الديني ومحاضر ومحكم دولي، أنت مع رحلة ممتدة متواصلة بدأت بحفظ القرآن في سن مبكرة علي يد أكثر من محفظ وختمه علي يد جده، ثم حصل علي إجازة التجويد من الأزهر الشريف. «البداية دائماً بالتقليد» هكذا يعترف الشيخ الهلباوي ويقول: بدأت أتلو القرآن وأنشد السيرة النبوية العطرة وأؤدي التواشيح الدينية وعمري لا يتجاوز الخامسة عشرة، بدأت بتقليد الشيخ محمد رفعت والشيخ منصور الشامي الدمنهوري في التلاوة، والشيخ علي محمود والشيخ طه الفشني في التواشيح والابتهالات الدينية ثم بعد ذلك أصبحت لي شخصية صوتية مستقلة. في عام 1979 التحق بالإذاعة المصرية مبتهلا وموشحا، وفي العام التالي تعرف علي الباحث الموسيقي سليمان جميل الذي كان له باع طويل في إظهار الفن التلقائي وكان يريد أن يتوج أعماله بإنشاء فرقة للإنشاد الديني بجميع تخصصاته لتقديم عروضها بالداخل والخارج علي أسس علمية. كثيرة هي المهرجانات الدولية التي دعي إليها الشيخ الهلباوي وبطانته ومنها: مهرجان دول العالم الثالث للفن التلقائي في مدينة الدين بفرنسا عام 1981 ومهرجان جامعة باريس بفرنسا أيضا 1985 ومهرجان الموسيقي المقدسة بمعهد العالم العربي بباريس 1995 وفي هذا المهرجان تم - لأول مرة - مشاركة الترانيم القبطية المصرية إلي جانب الإنشاد الديني الإسلامي، لكن تجربة موتسارت شيء آخر. الموسيقار العالمي موتسارت أوموزار كان يحب الموسيقي الشرقية وخاصة المصرية، وقد ألف السيمفونية رقم 40 وأدخل عليها مقام النهاوند وحدثت تجربة غير مسبوقة في عام 1988، حيث قام المهتمون بالموسيقات العالمية في فرنسا والنمسا بإقامة حفل في أوبرا مارسيليا جمعوا فيه التخت الشرقي والموسيقي الشعبية من مصر والابتهالات الدينية والترانيم القبطية والأوركسترا الغربي من بلغاريا وقدموا فيه المزج العجيب من غناء الموشحات والغناء الشعبي من مصر والغناء الأوبرالي، وقدمت ابتهالات في مزج بين الغناء الشرقي والأوبرالي، وتكرر هذا الحفل في كاتدرائية «سانت دوني بباريس». شيخنا محكم دولي ومحاضر أيضا، قام بتدريب القراء والموشحين بإيران وفي مدن أصفهان ومشهد وزاهدان في أعوام 2002 و2003، وله محاضرات في فن التلاوة والتواشيح بالكويت في 2003 و2006، وأنشأ مقارئ للقرآن الكريم وفرقة للإنشاد الديني بجامعة ألبرتا بكندا عام 2005 وألقي محاضرات في فن التلاوة والتواشيح. أقسام الإنشاد يقول إن الإنشاد الديني ينقسم إلي ستة أقسام «ما هي يا مولانا»؟: الأول الإنشاد الصوفي وهو من أعرق أنواع الإنشاد، كان الصوفيون يقومون به في حلقات الذكر والمناسبات المختلفة منذ عصر الفاطميين في مصر، الثاني التواشيح الدينية ويقوم بها الشيخ وبطانته، حيث يبدأ الشيخ بلحن مسبق يتفق مع البطانة عليه ثم تبدأ البطانة في التوشيح وبعد السلطنة يقوم الشيخ بالإنشاد المتفرد ويتجول بين المقامات ثم يعود إلي البطانة ويسلمهم من نفس درجة المقام. القسم الثالث الابتهالات الدينية ويؤديها المبتهل منفردا، أما الرابع فهو الغناء الديني ويؤديه مطرب أو مطربة بلحن مسبق بمصاحبة الموسيقي والشعر الديني باللغة العربية أو اللهجة العامية. أما الخامس فهو المديح الشعبي الديني ونجد هذا اللون منتشرا في ربوع مصر وقراها من الشمال إلي الجنوب، والأخير هو الأناشيد الدينية وهي الفرق التي تنشد بطريقة جماعية بلحن مسبق وليس فيها شيء من الإبداع المنفرد، وقد ظهرت حديثا في مصر ودول الشام والإمارات والكويت والسعودية واندونيسيا وماليزيا والهند. «تحتضر.. تحتضر» هكذا كانت إجابة الشيخ عندما سألته عن دولة الإنشاد الديني في مصر التي كانت في أوج مجدها منذ منتصف القرن التاسع عشر وطوال القرن العشرين، يقول الشيخ إنها - بكل أسف - تحتضر والدولة المصرية مسئولة عن ذلك ولابد من الحفظ والمحافظة علي تراث الإنشاد الديني وأن تهتم الدولة بذلك من خلال وزارتي الثقافة والإعلام، لابد من تعريف الناس بماضيهم في الإنشاد الديني والحفاظ عليه «السجادة تُسحب منا» الدول العربية والإسلامية المجاورة والبعيدة عنا تهتم بالإنشاد وتحافظ عليه والدولة المصرية محلك سر.