حالة من الغضب تسيطر علي أروقة هيئة الرقابة علي المصنفات الفنية في ظل تجاهل وزير الثقافة الجديد لكل مطالبهم وأبرزها النظر في قرارات الوزير السابق جابر عصفور وبالتحديد قراره الذي حرص علي إصداره قبل أيام قليلة من رحيله والقاضي بعدم رفض أي مصنف فني يتم تقديمه للرقابة والاكتفاء بتصنيفه عمريا علي نمط ما يحدث في الغرب وهو القرار الذي أثار دهشة كبيرة وقتها خاصة في ظل إصرار رئيس الرقابة الحالي عبد الستار فتحي علي إلزام الرقباء بها رغم رفضهم الشديد خاصة في ظل تنامي ظاهرة الأفلام التي تحتوي علي مشاهد مثيرة للغرائز بشكل لا يوصف لدرجة أن أحد الرقباء فوجيء بسيناريو فيلم يتناول قصة شابين يعيشان في منطقة شعبية و يعانيان من مشكلات اجتماعية واحتوي السيناريو علي كمية سباب وشتائم بألفاظ واضحة وصريحة بنفس وتيرة الالفاظ التي يتبادلها شباب المناطق العشوائية وعندما ناقش المؤلف في صعوبة تحويل تلك القصة لفيلم يشاهده الناس بكل ما فيه من ألفاظ وشتائم سوقية فاجأه المؤلف بأنه يقدم فن الواقع وأنه يستطيع أن يضع علامة للكبار فقط علي الفيلم ولكن لا يحذف منه شيئا. كان عدد من الرقباء قد اقترح أن يقوم الرقباء جميعا بطلب مقابلة الوزير الجديد عبد الواحد النبوي وهو القرار الذي لقي تخوف من البعض خشية غضب عبد الستار فتحي الذي مازال يضطهد إحدي الرقيبات منذ اعترضت علي أحد أرائه الفنية وهو الامر الذي تسبب في الغاء فكرة الذهاب للقاء الوزير منتظرين أن يقوم هو بجولة علي هيئات الوزارة المختلفة تكون هيئة الرقابة من بينها. وقال أحد الرقباء لعقيدتي أن وزير الثقافة السابق جابر عصفور كان يدرك أنه في طريقه للخروج من الوزارة بعد كم المشكلات والمطبات التي أوقع الحكومة فيها بسبب تدخله في عمل الرقابة بصورة لم يسبق لها مثيل فلم يحدث أن تدخل وزير في سير عملنا حتي في ظل الحكم الشمولي لحسني مبارك ولكن عصفور دأب علي التدخل في عملنا بشكل لا يوصف وأصر علي إصدار قرار إداري يخالف أحكام قانون الرقابة ويسمح بعرض كل الأفلام دون حذف مهما بلغت كمية البذاءات فيها علي أن يتم تصنيفها عمريا وهو أمر يخالف الأعراف والقوانين الرقابية التي تمنع عرض الأفلام التي تحتوي علي مشاهد خارجة او عري أو مشاهد مسيئة للأديان السماوية. وأضاف الرقيب أنه كان من الواضح أن عصفور أراد الدخول بالرقابة كاملة معركته مع رجال الدين رغم أن دور الرقابة علي المصنفات الفنية تكامليا مع المؤسسة الدينية وليس تصادميا فنحن كثيرا ما نحتاج رأي الأزهر في الأمور الشرعية التي يتناولها الكثير من المؤلفين في أفلامهم وسيناريوهاتهم فعلي سبيل المثال تلقت الرقابة مؤخرا فيلماً يتناول أكثر من خمس قصص حب تدور بين مسيحيات ومسلمين ومسلمات ومسيحيين واضطررنا لعرضها علي الأزهر لمعرفة رأيه الشرعي في القضايا الدينية التي يتناولها فكيف سيكون الحال لو دخلت الرقابة في صدام مع الأزهر مثلما كان يريد الوزير جابر عصفور.