انعقد في مصر المؤتمر الرابع والعشرون للمجلس الأعلي للشئون الاسلامية بوزارة الأوقاف يومي السبت والأحد 9-10 جمادي الأولي- 28فبراير - 1مارس 2015م تحت عنوان:¢ عظمة الاسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه: طريق التصحيح تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي . ومنذ صباح الجمعة التي سبقت المؤتمر شهدت مصر استقبال الوفود من معظم الدول العربية والاسلامية . ولوحظ ارتفاع مستوي التمثيل. ولكن الأهم من هذا وذاك أنني حضرت اجتماع الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ورئيس المؤتمر بالوفود مساء الجمعة . وما أذهلني في هذا اللقاء هو حب مصر الذي ارتسم بحق وصدق علي وجوه جميع أعضاء الوفود بلا استثناء.. الجميع يشيد بمصر ومكانتها. وأزهرها وعلمائها ... رأيت حب مصر متجسدا في حروفهم وكلماتهم وإيماءآتهم وبهجتهم وسرورهم بوجودهم في مصر الشقيقة الكبري. بعد الاجتماع كانت هناك لقاءات جانبية في بهو الفندق بعدد من أعضاء الوفود . ولاحظت أن الوفد الفلسطيني أشاد كثيرا بدور مصر والعلاقات التاريخية بين الشعبين . والوفد السعودي والإماراتي والبحريني والسوداني والموريتاني والمغربي والجزائري والأردني ووفود العالم الاسلامي الذين أكدوا جميعا وقوفهم مع مصر لأنها رمز العروبة والاسلام . كما تعلقت قلوب الوفود بالأزهر الشريف وشيخه الحكيم الأستاذ الدكتور أحمد الطيب مؤكدين دوره والأزهر في نشر وسطية الإسلام في ربوع المعمورة. ومحاربة التطرف والحركات الهدامة بالحجة والبرهان. وتعليم أبناء العالم العربي والاسلامي الذين يعودون إلي بلادهم ويتقلدون أسمي المناصب وقد تلقوا العلم والمعرفة وأصبحوا سفراء لمصر والأزهر في بلادهم . وأكد لي بعض أعضاء الوفود أن التحاق طلاب بلادهم بالأزهر الشريف يعد أمنية ودرجة ومكانة رفيعة يسعي الجميع إلي تحقيقها لدرجة أن أولياء الأمور هناك لديهم استعداد لبيع الغالي والنفيس من أجل إلحاق أبنائهم بالأزهر الشريف بل إن هذا الشرف ينال الأسرة والعائلة كلها. وخلال المؤتمرحرص فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف علي حضور الجلسة الافتتاحية ثم التواجد بين أعضاء الوفود طوال اليوم ومعه المستشار محمد عبدالسلام مستشار فضيلة الإمام الأكبر للشئون القانونية والتشريعية. وفي اليوم الأخير حرص الدكتور عبدالحي عزب رئيس جامعة الأزهر علي الحضور للمؤتمر لحظة وصوله من المملكة العربية السعوية . ولفيف من عمداء وأساتذة وعلماء كليات الجامعة والأزهر الشريف أحاطوا المؤتمر والوفود باهتمام غير تقليدي . وناقشوا القضايا التي تهم المسلمين بكل شفافية ووضوح بعيدا عن أعمال المؤتمر الرسمية. مما أسعدني في المؤتمر هو مطالبة الكثيرين العلماء والباحثين بضرورة التركيز علي الجوانب العملية في عرض بحوثهم وكيفية الولوج إلي طريق التصحيح . وهو تطور لم يكن معهودا بهذا الزخم في مؤتمراتنا بمعني أن هناك يقظة لدي الجميع وفهم واضح لما يحيط بنا محليا وإقليميا ودوليا . وبالتالي فلابد أن ننتقل من الأطر النظرية إلي مجال التطبيق والعمل. فقد طالب مستشار وزير الأوقاف الكويتي عثمان عبد الرحيم بضرورة تفعيل توصيات المؤتمر وتطبيقها علي أرض الواقع في برامج فاعلة لمعالجة القضايا والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية. وما يجعلنا نطمئن بحذر هو تشكيل لجنة للتنسيق والمتابعة لتنفيذ توصيات هذا المؤتمر برئاسة وزير الأوقاف تضم في عضويتها كلا من الدكتور عبد الله معتوق المعتوق مستشار أمير دولة الكويت ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإسلامية والدكتور أحمد ولد أهل داود وزير الأوقاف الموريتاني والدكتور هايل داود وزير الأوقاف الأردني والدكتور الفاتح تاج السر وزير الإرشاد والأوقاف السوداني والدكتور فريد المفتاح نائب وزير العدل والأوقاف البحريني وسماحة الشيخ عبد اللطيف الدرياني مفتي دولة لبنان. والشيخ جمال أبو الهنود مستشار وزير الأوقاف الفلسطيني والدكتور محمد روكارا نائب رئيس لجنة الوساطة بالوحدة الإفريقية. ونائب رئيس لجنة الوساطة بمجموعة الدول الفرانكفونية بمرتبة نائب رئيس بوروندي عن منطقة البحيرات العظمي الإفريقية والدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي والدكتور محمد أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر. وعضو مجمع البحوث وأحمد عجيبة أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية المصري. وزيد الدكان أمين عام مؤتمر وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية بالرياض وعثمان عبد الرحيم ممثلا عن الهيئة العالمية لضمان الجودة وتقييم الأداء بالكويت وفضيلة الشيخ محمد عبد الرازق عمر رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية حيث تعقد الجنة اجتماعها الأول في شهر شوال بدولة الأردن. والاجتماع الثاني بدولة البحرين . المطلوب من الجميع وبخاصة وسائل الإعلام متابعة أعمال اللجنة وانجازاتها في تنفيذ التوصيات أو الجزء الأكبر منها انتظارا للمؤتمر القادم الذي نرقبه من الآن للتأكد من تحويل الأقوال إلي أفعال. ينبغي أن أشير إلي أن الحضور الإعلامي في المؤتمر كان جيدا . ونجاح أعضاء اللجنة الإعلامية بالمجلس الأعلي للشئون الاسلامية في أداء دورهم علي أكمل وجه بل كان لهم الدور الأكبر في الزخم الإعلامي للمؤتمر. خرجت بنتيجة مهمة من المؤتمر تجسدت في حب العالم العربي والاسلامي لمصر وأزهرها بحكم دورها المحوري في المنطقة وأن علاقة هذه الشعوب بمصر وعلاقة مصر بهم متينة قوية ولن ينال منها أحد في الحاضر أو المستقبل.