ثلاثية قذرة أصابت جسد الوطن ولم يستطع أحد دفعها عنه وتطهير الثوب منها لأن المواطن افتقد القدرة عندما رأي الصفوة يربون هذه الموبقات كما يربي الخنزير! رأي ذلك وهو ساكت والرسول صلي الله عليه وسلم قال ليعلم أمته كيف يواجه الفساد ويقضي عليه. فقال: من رأي منكم منكراً فليقاومه بيده وهذه مهمة الحاكم ومن لم يستطع فبلسانه وهذه مهمة العلماء ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان: هذه الثلاثية التي غالباً ما تكون سبباً في دمار الوطن. الرشوة. الوساطة. المحسوبية فالرشوة أصبحت عرفاً بعد ما كانت سرية في الخفاء أصبحت لها اتفاقيات وتعهدات مكتوبة. وفي سبيل الحصول عليها يتم ابدال الحق باطلاً والباطل حقاً. وتضيع حقوق العاجزين ويستولي القادر علي ما ليس له حق. وإذا انتشرت بين الناس وعجزوا عن فضها عمهم الله ببلاء. وهذا ما نحن فيه. ولعن الله الراشي والمرتشي حتي الوسيط شملته اللعنة. والوساطة داء ومرض وبيل يتدخل شخص ما اعتماداً علي منصب فيعطي حقاً لمن لا يستحقه كما يحدث مع ما يسمي الصفوة فتجد المجتهد والمتفوق ليس له مكان في وظيفة ما. لأن له ظهر مكسور! والناظر إلي حال المجتمع الآن يجد ابن فلان ضحل الثقافة والأمية قرينة له ومع ذلك فبسبب الوساطة أخذ حق غيره.. وأما الذين حفروا في الصخر فجلسوا علي الصخرة إياها ثم ندعي ان سوق العمل لا يستوعب هذه الأعداد فنجد المقاهي والكافيهات تكتظ بهم وربما يؤدي هذا إلي وقوعهم في يد عصابات تنجرف بهم إلي طريق الانحراف سخطاً علي المجتمع وانتقاماً منه! وأما المحسوبية فهي الأخت التوأم الرشوة والوساطة فنجد ان الأبواب المغلقة أمام الشباب المستحق أن يعيش بكرامة تجد هذه الأبواب تعتمد علي المحاسيب حتي لو عقدوا للجميع اختبارات انهم ينفذون القانون وعند تطبيقه يفعلون ما يحلو لهم. وأصبحت تري في دواوين العمل أناس ليس لهم نصيب من موهبة فيزدادون تعالياً لأنه مسنود وماتت القيم والأخلاق. هذه النقاط السوداء في جسد الوطن ولدت سِفاحاً من رحم نظام استعظم الحق علي أصحابه فاستأثر به وحده وقبل الانتقال إلي نقطة أخري نسأل هل تسقط الأموال المنهوبة بالتقادم.. ؟ انه قانون ولد سِفاحاً.. عندما قامت ثورة 25 يناير ظننا وبعض الظن إثم انها ستعيد الحق لأصحابه ولكن سرعان ما تمت سرقتها وركبها الأفاقون ليقولوا للناس كما تقول النيابة: يبقي الحال علي ما هو عليه. وضاعت الثورة التي ضحي الشباب فيها بدمائه مئات الشهداء وآلاف المصابين.