هام بشأن سعر الذهب اليوم السبت 20 ديسمبر| عيار 21 يسجل رقم جديد    غدا، أقصر نهار في العام وأطول ظل للإنسان، اعرف التفاصيل    نشرة أخبار طقس اليوم السبت 20 ديسمبر| الأرصاد تحذر من أجواء شديدة البرودة    قدمها بيضة مقشرة، مسؤول أمريكي: بيان دمشق بعد الغارات يفتح مناطق كانت مقفولة زمن بشار الأسد    فصل مؤقت للكهرباء عن مناطق بالحي الترفيهي في العبور لأعمال صيانة اليوم    الأمم المتحدة: خطر المجاعة يتراجع في غزة لكن الملايين لا يزالون يواجهون الجوع وسوء التغذية    ذكرى ميلاده ال95.. صلاح جاهين يصرخ عام 1965: الأغنية العربية في خطر!    «ترامب» يعلن حربًا مفتوحة على داعش.. ضربات عنيفة تستهدف معاقل التنظيم في سوريا    مقتل عروس المنوفية.. الضحية عاشت 120 يومًا من العذاب    وزير الدفاع الأمريكى: بدء عملية للقضاء على مقاتلى داعش فى سوريا    ستار بوست| أحمد العوضي يعلن ارتباطه رسميًا.. وحالة نجلاء بدر بعد التسمم    ماذا يحدث لأعراض نزلات البرد عند شرب عصير البرتقال؟    إرث اجتماعي يمتد لأجيال| مجالس الصلح العرفية.. العدالة خارج أسوار المحكمة    بعض الأهالي سلموا بناتهم للجحيم.. القضاء يواجه زواج القاصرات بأحكام رادعة    المسلسل الأسباني "The Crystal Cuckoo".. قرية صغيرة ذات أسرار كبيرة!    قتلوه يوم الاحتفال بخطوبته.. محمد دفع حياته ثمنًا لمحاولة منعهم بيع المخدرات    كيف تُمثل الدول العربية في صندوق النقد الدولي؟.. محمد معيط يوضح    القبض على إبراهيم سعيد وطليقته بعد مشاجرة فى فندق بالتجمع    محمد عبدالله: عبدالرؤوف مُطالب بالتعامل بواقعية في مباريات الزمالك    إصابة 4 أشخاص في انقلاب موتوسيكل بطريق السلام بالدقهلية    الولايات المتحدة تعلن فرض عقوبات جديدة على فنزويلا    الأنبا فيلوباتير يتفقد الاستعدادات النهائية لملتقى التوظيف بمقر جمعية الشبان    موهبة الأهلي الجديدة: أشعر وكأنني أعيش حلما    مواقيت الصلاه اليوم السبت 20ديسمبر 2025 فى المنيا    مصر للطيران تعتذر عن تأخر بعض الرحلات بسبب سوء الأحوال الجوية    محمد معيط: أتمنى ألا تطول المعاناة من آثار اشتراطات صندوق النقد السلبية    بحضور رئيس الأوبرا وقنصل تركيا بالإسكندرية.. رحلة لفرقة الأوبرا في أغاني الكريسماس العالمية    محمد معيط: لم أتوقع منصب صندوق النقد.. وأترك للتاريخ والناس الحكم على فترتي بوزارة المالية    شهداء فلسطينيون في قصف الاحتلال مركز تدريب يؤوي عائلات نازحة شرق غزة    مصر تتقدم بثلاث تعهدات جديدة ضمن التزامها بدعم قضايا اللجوء واللاجئين    روبيو: أمريكا تواصلت مع عدد من الدول لبحث تشكيل قوة استقرار دولية في غزة    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: برنامجنا مع صندوق النقد وطنى خالص    الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة تطالب بإنهاء مشكلات الضرائب وفتح استيراد الليموزين    أرقام فينشينزو إيتاليانو مدرب بولونيا في آخر 4 مواسم    منتخب مصر يواصل تدريباته استعدادًا لضربة البداية أمام زيمبابوي في كأس الأمم الأفريقية    ضربتان موجعتان للاتحاد قبل مواجهة ناساف آسيويًا    حارس الكاميرون ل في الجول: لا يجب تغيير المدرب قبل البطولة.. وهذه حظوظنا    مدرب جنوب إفريقيا السابق ل في الجول: مصر منافس صعب دائما.. وبروس متوازن    فوز تاريخي.. الأهلي يحقق الانتصار الأول في تاريخه بكأس عاصمة مصر ضد سيراميكا كليوباترا بهدف نظيف    زينب العسال ل«العاشرة»: محمد جبريل لم يسع وراء الجوائز والكتابة كانت دواءه    محمد سمير ندا ل«العاشرة»: الإبداع المصرى يواصل ريادته عربيًا في جائزة البوكر    كل عام ولغتنا العربية حاضرة.. فاعلة.. تقود    إقبال جماهيري على عرض «حفلة الكاتشب» في ليلة افتتاحه بمسرح الغد بالعجوزة.. صور    وزير العمل يلتقي أعضاء الجالية المصرية بشمال إيطاليا    السفارة المصرية في جيبوتي تنظم لقاء مع أعضاء الجالية    الجبن القريش.. حارس العظام بعد الخمسين    التغذية بالحديد سر قوة الأطفال.. حملة توعوية لحماية الصغار من فقر الدم    جرعة تحمي موسمًا كاملًا من الانفلونزا الشرسة.. «فاكسيرا» تحسم الجدل حول التطعيم    كيفية التخلص من الوزن الزائد بشكل صحيح وآمن    أول "نعش مستور" في الإسلام.. كريمة يكشف عن وصية السيدة فاطمة الزهراء قبل موتها    الداخلية تنظم ندوة حول الدور التكاملي لمؤسسات الدولة في مواجهة الأزمات والكوارث    «الإفتاء» تستطلع هلال شهر رجب.. في هذا الموعد    10 يناير موعد الإعلان عن نتيجة انتخابات مجلس النواب 2025    المهندس أشرف الجزايرلي: 12 مليار دولار صادرات أغذية متوقعة بنهاية 2025    النتائج المبدئية للحصر العددي لأصوات الناخبين في جولة الإعادة بدوائر كفر الشيخ الأربعة    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابه    للقبض على 20 شخصًا عقب مشاجرة بين أنصار مرشحين بالقنطرة غرب بالإسماعيلية بعد إعلان نتائج الفرز    هل يجوز للمرأة صلاة الجمعة في المسجد.. توضيح الفقهاء اليوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في الذكري ال 1413 لرحيل "الفاروق":
عمر بن الخطاب فتح القدس.. وأضاعها الأحفاد
نشر في عقيدتي يوم 11 - 11 - 2014

في مثل هذا الأسبوع وبالتحديد يوم 7نوفمبر عام 644 ميلادية ? الموافق 26 ذي الحجة عام 23 هجرية. استشهد الفاروق عمر بن الخطاب. ثاني الخلفاء الراشدين. المعروف بعدله وشدته في الحق. ورقته في أداء الحقوق إلي أصحابها . وقد زين حياته قبل الخلافة وبعدها پبالزهد وتواضع فكان بحق ¢ القوي الأمين.. وإمام المتقين¢
خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا ¢پ ¢ يعد خير تطبيق عملي لهذا الحديث هو عمر بن الخطاب الذي كان في الجاهلية تاجرا مشهورا من أشراف قريش. وسفيرا في الحرب والسلم. ومن أشد الناس عداوة للإسلام وللرسول الله صلي الله عليه وسلم
يجتمع نسب عمر مع الرسول في كعب بن لؤي بن غالب . أما أمه فهي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة وهي ابنة عمّ كلي من أم المؤمنين أم سلمة والصحابي خالد بن الوليد وعمرو بن هشام المعروف بلقب أبي جهل ويجتمع نسبها مع النبي محمد في كلاب بن مرة . ولد عمر بعد مولد الرسول بثلاث عشرة سنة وكان منزله في الجاهلية في أصل الجبل الذي يقال له اليوم ¢جبل عمر¢.
النشأة والتربية
نشأ عمر في قريش وامتاز بتعلم القراءة وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية والشعر وتعلم التجارة ربح منها وأصبح من أغنياء مكة وأشرافها وكان من ألد أعداء الإسلام وأكثر أهل قريش أذي للمسلمين وغليظ القلب تجاههم حتي انه كان يعذِّب جارية له علم بإسلامها من أول النهار حتي آخره. ثم يتركها نهاية الأمر ويقول: ¢والله ما تركتك إلا ملالةً
وقد جاء دخوله الإسلام بدعوة من الرسول بأن يعز الإسلام بأحب العمرين "اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين. عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام. قال: ¢وكان أحبهما إليه عمر. وكانت الترجمة العملية لذلك إنه عندما خرج عمر يبغي قتل الرسول بعد هجرة المسلمين إلي الحبشة وفي طريقه علم بإسلام أخته فاطمة وزوجها فأسرع إليهما والغضب يكاد يذهب بعقله. فلما دخل عليها وكان عندها قوم يقرأون القرآن فاختبئوا منه رعبا وخوفا. فضرب عمر شقيقته وزوجها فلما رأي الدم يسيل من وجهها أخذته الرأفة والرحمة بها فقال لها:¢ أريني هذه الصحيفة التي كانت معك¢ فرفضت أن تعطيها له. حتي يتوضأ ويغتسل. فاستجاب فأعطته الصحيفة فتغير حاله عمر حين قرأ سورة طه . فاهتز عمر وقال: ¢ما هذا بكلام البشر¢ وأسلم وكان علي مشارف الثلاثين من عمره.
سماه الرسول صلي الله عليه وسلم ¢ الفاروق ¢ لأن بإسلامه فرق الله بين الحق والباطل وبدأت الدعوة الجهرية وبدأ عز الإسلام وعرف عن الفاروق بعد توليه الخلافة تواضعه وعدله ولهذا يعد أبو حفص أحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي وأكثرهم تأثيرًا ونفوذًا ويكفيه انه أحد العشرة المبشرين بالجنة وقد سبق عمر إلي الإسلام تسعة وثلاثون صحابيًا فكان هو متممًا للأربعين وكان المسلمون قبل إسلام عمر وحمزة يخفون إيمانهم خوفًا من تعرضهم للأذي لقلة حيلتهم وعدم وجود من يدافع عنهم أما بعد إسلامهما فأصبح للمسلمين من يدافع عنهم ويحميهم لا سيما أنهما كانا من أشد الرجال في قريش وكان عمر يجاهر بالإسلام ولا يخشي أحداً.
سجل بعض الصحابة شهاداتهم حول الإسلام وأحوال المسلمين قبل عمر وبعده فقال صهيب الرومي: "لما أسلم عمر ظهر الإسلام. ودُعي إليه علانية. وجلسنا حول البيت حلقًا. وطفنا بالبيت. وانتصفنا ممن غلظ علينا. ورددنا عليه بعض ما يأتي به?"
پوقال عبد الله بن مسعود: "ما كنا نقدر أن نصلّي عند الكعبة حتي أسلم عمر وما زلنا أعِزَّة منذ أسلم عمر".
هاجر معظم المسلمين إلي يثرب سرًا خوفًا من أن يعتدي عليهم أحد من قريش. إلا عمر لبس سيفه ووضع قوسه علي كتفه وحمل أسهمًا وعصاه القوية وذهب إلي الكعبة حيث طاف سبع مرات ثم توجه إلي مقام إبراهيم فصلي. ثم قال لحلقات المشركين المجتمعة: "شاهت الوجوه. لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس. من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده أو يُرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي". فلم يتبعه أحد منهم إلا قوم مستضعفون أرشدهم وعلمهم ومضي الي المدينة المنورة ومعه ما يقارب العشرين شخصًا من أهله وقومه.
مستشار الخليفة
كان عمر المساعد الأول لأبي بكر الصدِّيق وساعده الأيمن ومستشاره الأساسي والعسكري طوال خلافته ولا سيّما حروب الردة. وقد قال أبو بكر الصديق مرة: ¢ما علي ظهر الأرض رجل أحبّ إليَّ من عمر¢ وعندما انتهت حروب الردة بمعركة اليمامة التي قتل فيها الكثير من الصحَّابة بينهم مئات من حفظة القرآن. وقد اختلفَ المؤرخون حول عددهم. فقال بعضهم أنه قتل 500 من حفظة القرآن في المعركة. وقال آخرون 700 وقد فزع عمر بن الخطاب عندما سمع بهذه الأعداد وخشي أن يُقتَل المزيد منهم في المعارك والحروب فيضيع شيء من القرآن فأخبر أبا بكري بمخاوفه إذ جاءه وظلّ يصرّ ويحاور أبا بكر حتي اقتنع. فاستدعي زيد بن ثابت الأنصاريّ وأمره بتولّي المهمَّة.
وظلَّ عمر في سدة القضاء بالمدينة في عهد ابي بكر مدة سنة كاملة لم يختصم إليه أحد خلالها حتي جاء في يوم إلي أبي بكر طالباً منه إعفاءه من القضاء. فسأله أبو بكر مستغرباً: ¢أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟¢. فأجابه عمر: لا يا خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم. ولكن لا حاجة بي عند قوم مؤمنين. عرف كل منهم ما له من حق. فلم يطلب أكثر منه. وما عليه من واجب فلم يقصر في أدائه. أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه. إذا غاب أحدهم تفقدوه. وإذا مرض عادوه. وإذا افتقر أعانوه. وإذا احتاج ساعدوه. وإذا أصيب عزوه وواسوه. دينهم النصيحة. وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ففيمَ يختصمون؟ ففيمَ يختصمون؟ عندما اشتدَّ علي أبي بكر مرض موته. جمع كبار الصحابة ومازال معهم حتي رصوا بأختيار ه لعمر للخلافة.
الدولة والهوية
ينسب إلي الفاروق تأسيس التقويم الهجري وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتي شملت العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان. وتم فتح القدس وبعد حصار شهوراً قرَّر واليها الاستسلام.
واستوعبت الدولة الإسلامية خلال خلافته كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية وثلثيّ أراضي الإمبراطورية البيزنطية بفضل حملاته العسكرية التي اختار لها أفضل القادة أخضعوا الفرس والروم رغم أنهم فاقوا المسلمين قوة واستطاع الحفاظ علي تماسك ووحدة دولة يزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها يكفي أهل مصر فخرا أن الفتح الإسلامي لبلادهم في عهده وقد كثرت الأقوال حول السنة التي فتحت فيها مصر.
من إنصافه لأهل الكتاب أن رجلاً قبطيًا أتاه يومًا من مصر يشكو إليه ضرب أحد أبناء عمرو بن العاص لابنه الذي كان يعمل في خدمته. عندما كانا يتسابقان علي ظهر الخيل. معتمدًا علي سلطان والده عمرو والي مصر. فقرر الرجل رفع الأمر إلي خليفة المسلمين الذي سمع بعدله مع الجميع. حتي يأخذ بحق ولده. ولمّا تبين لعمر صحة كلامه. كتب إلي عمرو بن العاص أن يحضر إلي المدينة المنورة بصحبة ابنه. فلما حضر الجميع أمامه. ناول عمر الغلام القبطي سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو بن العاص. فضربه حتي رأي أنه قد استوفي حقه وشفا ما في نفسه. ثم قال له عمر: "لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك» لأن الغلام إنما ضربك لسلطان أبيه". ثم التفت إلي عمرو بن العاص قائلاً: "متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا¢.
تزكية النبي
پزكي النبي صلي الله عليه وسلم الفاروق في العديد من الاحاديث فعن سعد بن أبي وقاص قال: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لعمر: ¢والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكًا فَجّا إلا سلك فَجّا غير فَجّك¢ وعن عائشة أن الرسول قال: "إنه كان قد كان فيما مضي قبلكم من الأمم محدثون. وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب ¢ ¢إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَي لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ.
استشهاده
عن استشهاده فقد كان عدد من الفرس الذين بقوا علي المجوسية يضمرون الحقد والكراهية لقائد الدولة الإسلامية التي دحرت جيوشهم وقضت علي امبراطوريتهم واسعة الأطراف. ففي شهر أكتوبر من سنة 644 اتجه عمر لأداء الحج في مكة حيث يُعتقد أن مخططي الاغتيال اتبعوه حتي جبل عرفة. حيث سُمع صوت يهتف أن عمر لن يقف مرة أخري علي الجبل. وفي رواية أخري شوهد رجل وهو يهتف أن هذا حج الخليفة الأخير. وفي أخري أن إحدي الجمرات أصابت رأس ابن الخطاب خلال الرجم وسُمع صوت أحدهم يقول أنه لن يحج مجددًا. وفي جميع الأحوال. يتفق المؤرخون أنه بعد عودة عمر بن الخطاب إلي المدينة المنورة طعنه أبو لؤلؤة فيروز الفارسي بخنجر ذات نصلين ست طعنات. وهو يُصلي الفجر بالناس ثم حُمل إلي منزله والدم يسيل من جرحه وذلك قبل طلوع الشمس وحاول المسلمون القبض علي القاتل فطعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم ستة. فلما رأي عبد الرحمن بن عوف ذلك ألقي رداءً كان معه علي أبي لؤلؤة فتعثر مكانه وشعر أنه مأخوذ لا محالة فطعن نفسه منتحرًا وبذلك دفن أبو لؤلؤة فيروز الفارسي. أخبار المؤامرة والدوافع إليها واختلفت الروايات حسب ما يستنتجه المؤرخون ومن أبرزها أن عمر بن الخطاب كان قد حرّم علي المشركين الذين بلغوا الحلم أن يدخلوا المدينة المنورة لما انطوت عليه قلوبهم من ضغائن وأحقاد ضد الإسلام. ولكن المغيرة بن شعبة عامله علي الكوفة كتب إليه يطلب منه الإذن بدخول غلام له اسمه فيروز. ويُكني بأبا لؤلؤة. لينتفع به المسلمون لأنه كان يتقن عدة صناعات فهو حداد ونجار ونقاش فوافق عمر. وذات يوم اشتكي أبو لؤلؤة لعمر أن المغيرة يفرض عليه خراجًا كبيرًا. فلما سمع منه عمر قال له أن خراجك ليس بالكبير علي ما تقوم به من أعمال. فاغتاظ أبو لؤلؤة المجوسي من ذلك. وأضمر الشر والحقد عدة أيام ثم ترجمه بطعن الخليفة. ويستند القائلون بهذه الرواية إلي القصة التي تقول أن عبد الرحمن بن أبي بكر. وهو رجل صالح ثقة. شهد أنه رأي الهرمزان وفيروز وجفينة النصراني ليلة الحادث يتشاورون فلما فوجئوا به اضطربوا وسقط منهم خنجرًا ذو نصلان وشهد عبد الرحمن بن أبي بكر أنه نفس الخنجر الذي طعن به عمر. أما الهرمزان فكان من ملوك المجوس الفرس علي منطقة الأحواز. وقد أسره المسلمون وعفا عمر عنه بعد نكثه العهد مرارًا. وكان الحقد يملأ قلبه لأنه فقد ملكه. وعندما شعر بالخطر أظهر الإسلام. ولكن الناس كانوا يشكون في إسلامه. وأما جفينة النصراني فهو من مسيحيي الحيرة أرسله سعد بن أبي وقاص إلي المدينة ليعلم أبناءها القراءة والكتابة. وقال بعض المؤرخين أنه كان لليهود دور في المؤامرة. واستدلوا علي ذلك بأن كعب الأحبار. وكان يهوديًا من أهل اليمن أسلم في عهد عمر وأفاض علي الناس من أخبار الإسرائيليات. وترجع كثير من إسرائيليات التفسير لروايته. فلما جاء كعب هذا لعمر قبل مقتله بثلاثة أيام. فقال له: "يا أمير المؤمنين اعهد فإنك ميت في ثلاثة أيام". فقال عمر: "وما يدريك؟". قال: "أجد في كتاب الله عز وجل التوراة". قال عمر: "الله! إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟". قال: "اللهم لا ولكني أجد صفتك وحليتك. وأنه قد فني أجلك". وهذه الرواية إن صحت تجعل الكثير يشكون في كون كعب هذا خلع في المؤامرة لكن هذه الرواية علي الأغلب لم تصح.
علي فراش الموت
پلا شك أن عمر بن الخطاب أثبت مدي حكمته وهو علي فراش الموت. عندما أرسي القاعدة الأساسية في الحكم. والتي دعا الإسلام إليها علي أساس مبدأ الشوري وكان يفكر في البداية في أبو عبيدة بن الجراح أو سالم مولي أبي حذيفة ولكنهما توفيا قبله وقال: "لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيًا استخلفته. فإن سألني ربي قلت: ¢سمعت نبيك يقول: أنه أمين هذه الأمة¢. ولو كان سالم مولي أبي حُذيفة حيا استخلفته. فإن سألني ربي قلت: ¢سمعت نبيك يقول: أن سالمًا شديد الحب لله¢". فقال له أحد المسلمين: ¢استخلف ابنك عبد الله¢. فقال: "قاتلك الله. والله ما أردت الله بذلك. ويحك لا إرب لنا في أموركم. ما حمدتها لنفسي فأرغبها لواحد من أهل بيتي. إن كان خيرًا فقد أصبنا منه. وإن كان شرًا فحسب آل عمر أن يُحاسب منهم رجلى واحد ويُسأل عن أمر أمة محمد. لقد أجهدت نفسي وحرمت أهلي. وإن نجوت لا عليَّ ولا لي. فإني إذا لسعيد." بناءً علي هذا أوصي عمر أن يكون الأمر شوري بعده في ستة ممن توفي النبي محمد وهو عنهم راضي وهم:¢ عثمان بن عفان. علي بن أبي طالب. طلحة بن عبيد الله. الزبير بن العوام. عبد الرحمن بن عوف. وسعد بن أبي وقاص¢ ورفض تسمية أحدهم بنفسه قائلًا: "واللَّه. ما يمنعني أن أستخلفك يا سعد إلّا شدّتك وغلظتك. مع أنّك رجلُ حرب وما يمنعني منك يا عبد الرحمن إلّا أنّك فرعون هذه الاُمّة وما يمنعني منك يا زبير إلّا أنّك مؤمن الرضي. كافر الغضب وما يمنعني من طلحة إلّا نَخْوته وكِبْره. ولو وليها وضع خاتمه في إصبع امرأته وما يمنعني منك يا عثمان إلّا عصبيّتك وحبّك قومَك وأهلَك وما يمنعني منك يا عليّ إلّا حرصك عليها وإنّك أحري القوم. إن وُلِّيتها. أن تقيم علي الحقّ المبين. والصراط المستقيم".
پولم يذكر عمر بن الخطاب في الشوري. سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. رغم أنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة. وذلك لكونه ابن عمه. كما أمر بحضور ابنه عبد الله مع أهل الشوري ليشير بالنصح دون أن يكون له من الأمر شيئا. ثم أوصي صهيب بن سنان أن يصلي بالمسلمين ثلاثة أيام حتي تنقضي الشوري. ومات عمر بعد ثلاثة أيام من طعنه. ودُفن بالحجرة النبوية إلي جانب أبي بكر الصديق والنبي محمد. وكان عمره خمسًا وستين سنة. وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام وقيل عشر سنين وخمسة أشهر وإحدي وعشرين ليلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.