* يسأل ج.ه.ع - الحسنة بشمال سيناء: بأي شيء يواجه الإنسان ابتلاءات الدنيا التي تصيبه؟ ** يقول د. علي سند أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "إذ حزبه أو فزع إلي الصلاة" رواه أحمد.. أن الحياة الدنيا لاتزال تفاجئ المرء بما يكره كما تفاجئه كذلك بما يحب والمسلم الكامل لا تبطره نعمة كذلك لا تحطمه مصيبة والمسلم الكامل يتلقي النعمة بالشكر كما يتلقي المصيبة بالصبر فهو بين صبر وشكر. روي الإمام مسلم عن أبي يحيي صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خير له وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له" رواه مسلم هكذا أخي السائل تجد المؤمن مأجور علي كلا الحالتين من صبر وشكر أما غير المؤمن فقد حرم في حالتيه الخير لأنه حرم الصبر والشكر كما قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم "ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن" فغير المؤمن أن أعطي بطر وإن ابتلي جزع ويأخذ الجزاع منه صورا شتي من صراخ وعويل إلي نطق ما لا يليق إلي إتلاف الأشياء. إن الطفل الصغير إذا غضب حطم لعبته ومزق سترته وهرع إلي التراب وتنكر ذلك عليه صغيراً ويفعله الكبار إذا ابتلوا وزلزلوا ماداموا لم يتخلقوا بخلق الصبر ويصل الأمر ببعضهم إلي أن يحطم ذاته قال تعالي: "فإن مع العسر يسراً". لذا قال فالمسلم أقرب إلي تأميل الخير ورجاء زوال الكرب كما اشتد ظلام الليل والكرب فهل بعد اشتداد الظلام إلا انفلات الصبح ويؤكد هذا المعني في الآية الكريمة: "وإن مع العسر يسرا" تأكيد بعد تأكيد فاعلم أخي السائل أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب ومما يزيد المسلم علواً واطمئناناً قول الرسول - صلي الله عليه وسلم: "واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك" وقوله تعالي: "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها" وبذا يغلق باب السوء الذي تفتح عمل الشيطان ويقول المرء لو كان كذا انها سنة الله في خلقه أن يبتلي من شاء وكيف شاء بالخير تارة وبالشر أحزاب قال تعالي: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" فهي سنة ربانية مقررة تجري فوق رقاب العباد.