* يسأل فؤاد أحمد فؤاد من بورسعيد عن حكم شهادة من قذف أخاه بالزنا وأقيم عليه الحد بالمملكة العربية السعودية. هل تقبل إذا تاب وأناب. وكيف يتوب من هذا الذنب ومتي تعلم أنه تاب؟ ** يقول الشيخ عبدالعزيز النجار - مدير عام شئون مناطق وعظ الأزهر: من قذف أخاه بالزنا ولم يأت بأربعة شهداء وجب علي الحاكم أن يقيم عليه الحد إذا رفع المقذوف أمره إليه. فإذا أقيم عليه الحد لا تقبل شهادته أبدا ووصف بالفسق فإن تاب زال عنه وصف الفسق فقط وظل غير مرضي في الشهادة. وهذا ما يراه أبوحنيفة ومن نحا نحوه من الفقهاء. ويري المالكية والشافعية والحنابلة أن القاذف إذا تاب توبة نصوحا زال عنه وصف الفسق الذي ترد به الشهادة. ورد إليه اعتباره وقبلت شهادته فيما يشهد به. وقد اختلف الذين جوزوا قبول شهادة القاذف إن صحت توبته في كيفية هذه التوبة. فقال جماعة منهم: توبته أن يكذب نفسه في قذفه. واستدلوا علي ذلك بما ورد عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقد قال لمن شهد علي المغيرة بن شعبة بالزنا: من أكذب نفسه أجزت شهادته فيما يستقبل. ومن لم يفعل لم أجز شهادته. فأكذب الشبل بن معبد ونافع بن الحارث بن كلدة أنفسهما وتابا. وأبي أبوبكرة أن يفعل. فكان لا تقبل شهادته. وقال آخرون: توبته أن يصلح من حال نفسه ويكف عن سب الناس والخوض في أعراضهم ويبادر إلي الطاعات وإن لم يكذب نفسه في القذف الذي جلد به ثمانين جلدة. وحسبه الندم عليه والاستغفار منه وترك العودة إليه. وخلاف الفقهاء في قبول شهادة القاذف يرجع إلي مفهوم الاستثناء في قوله تعالي من سورة النور: "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم" "آية: 4 - 5". هل الاستثناء في الآية راجع إلي الأمرين معا: أي عدم قبول الشهادة. والحكم بالفسق. أم هو راجع إلي الأمر الأخير وهو الحكم بالفسق. فمن قال: إن الاستثناء راجع إلي الأمرين معا - قال بجواز قبول الشهادة بعد التوبة. ومن قال: إنه راجع إلي الحكم بالفسق قال بعدم قبولها مهما كانت توبته. وأما سؤالك عن العلامة التي يعرف بها توبة القاذف فإنك تستطيع أن تعرف صدقه في توبته من توبته من خلال أعماله الصالحة وكف لسانه عن القيل والقال والبعد عن مواطن الذلل. وقد ضرب بعض الفقهاء لاختبار صدقه في التوبة مدة لا تقل عن سنة. ولكن لا دليل لهم علي هذه المدة فيما أعلم بل العلم بذلك متوقف علي تلك الأمور التي ذكرتها. ويكفي أن نتتبع سيره وسلوكه عن كثب وعندئذ يتبين لنا أمره إن شاء الله.