* يسأل أحمد عبدالسلام أحمد من بورسعيد: كثيراً ما نبتهل بالدعاء لله سبحانه وتعالي ومع ذلك تتأخر الاجابة. فلماذا تتأخر إجابة الدعاء؟ ** يقول الشيخ محمد زكي الامين العام بمجمع البحوث الاسلامية بالازهر: الحق تبارك وتعالي يقول "ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لايرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون" سورة يونس الدعاء قد لايجاب.. ويكرره الانسان أكثر من مرة.. ولا يجاب.. حينئذ يحزن الداعي.. ويعتقد أن الله لايقبل منه.. نقول له: لا.. ولكنك تدعو دعاء قد يكون شراً لك.. ولو أن الله أجابك إلي ما تطلبه.. وهو يعلم أنه شر لك.. وأنت تحسب انه خير.. لو أن الله عجل لك الاستجابة لدعاء الشر.. لربما كان فيه هلاكك وأنت لا تدري.. ألا يدعو الانسان أحياناً.. علي نفسه وعلي أولاده؟.. ماذا يحدث لو أجيبت الدعوة.. "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم" 32 سورة الانفال. ولكن الله سبحانه وتعالي.. الذي يعلم ان من هؤلاء الذين دعوا هذا الدعاء ومن أصلابهم.. سيكون هناك المؤمنون الاقوياء صادقو الايمان الذين سينشرون رسالة هذا الدين في الدنيا كلها.. لذلك لم يجبهم إلي دعائهم لانه عليم بما سيحمله من يؤمن من هؤلاء برسالة الاسلام إلي أقصي الارض.. ألم يقل الحق سبحانه وتعالي "وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" 216 سورة البقرة: إذن فأنت لست مقياساً في الخير والشر.. تري شيئاً تحسبه خيراً وهو شر.. وتستعيذ من شيء وهو خير لك ولذلك فالحق سبحانه وتعالي يقول "ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير" 11 سورة الاسراء. أي أنه يدعو ويلح في الدعاء.. فيما هو شر له.. وأحياناً يستجيب الله.. فيعرف الداعي أنه طلب شراً.. وأحياناً لا يستجيب الله للدعاء بالهلاك.. لانه خير لمن يدعونه.. فعندما قال الكفار لرسول الله صلي الله عليه وسلم "أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً" 92 سورة الاسراء. أما كان الله يريح الدنيا من هؤلاء الكفار. الذين طلبوا أن يسقط عليهم السماء فيهلكهم.. ولكنه لم يفعلها حتي يزدادوا طغياناً.. ويضاعف لهم العذاب يوم القيامة.. يقول الحق سبحانه وتعالي "ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون" 11 سورة يونس. إذن فعدم إجابة الله لاستعجال الناس إنما يكون له حكمة.