الدعاء نعمة من الله سبحانه وتعالى منَّ الله بها على سائر خلقة أجمعين، وهي الوسيلة الوحيدة لتفريج الهموم وشرح الصدور وهي أيضًا أعظم علامات الإيمان والتقرب والخشوع لله؛ ولكننا فى بعض الأوقات ندعى الله، ولم يستجب لنا فلماذا؟ فهل هناك شروط للدعاء، وأوقات للاستجابة؟. حملت هذه الأسئلة وطرحتها على الداعية والباحثة الإسلامية هدى الكاشف محكم مسابقات القرآن الكريم – عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة فقالت: فى سورة الأعراف نجده سبحانه وتعالى استجاب لإبليس حين دعاه قائلاً ( انظرنى إلى يوم يبعثون)، ثم قال سبحانه فى الآية التالية مستجيبًا لدعائه ( إنك لمن المنظرين) فى الوقت الذى يدعو فيه الكثير من الناس ولا يُستجاب لهم، وسبحانه وتعالى له الحكمة المطلقة فى خلقه، والمؤمن الحق هو الذى ترقى عقيدته، وتسمو بالتسليم بأزلية علمه تعالى، وأنه قيوم السموات والأرض، فقد يدعو الإنسان بما يظنه خيرًا له، وسبحانه يمنعه عنه، فيكتشف بعد ذلك أن هذا المنع كان عين الخير، وهذا ما يحدث كثيرًا فى حياة الناس، وسبحانه القائل ( ويدعُ الإنسان بالشر دعائه بالخير وكان الإنسان عجولا ) وقوله ( وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم). وأضافت فقد يطلب أحدنا المال فيفسده ويطغيه ويبعده عن رضا خالقه، أو يطلب ولدًا فيكون سبب شقائه أو غير ذلك، والمولى عز وجل يريد حفظنا فيهبنا ثواب الدنيا والآخرة بحكمته، وتيسير ذلك لنا، ولكن الكثير منا لا يتدبر أمره مع فضل خالقه عليه ورحمته بحاله، فنجد من يتوقف عن الدعاء يائسًا من الاستجابة غير متدبر لقوله تعالى ( وقال ربكم أدعونى أستجب لكم)، وقوله ( إذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون)؛ لذلك علينا الاستجابة للمولى عز وجل بحسن النيات والأفعال والأقوال فيما يرضيه، فيرشدنا سبحانه إلى طريق الرشاد واستجابة دعائنا، مع العلم أن الدعاء يرفع البلاء، وحتى لو لم يستجب كما أردت، فإنه يبعد عن الإنسان الكثير من المصائب، وذلك مما روى عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت: قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لا يغنى حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيتعالجان يتصارعان إلى يوم القيامة). وعن شروط الدعاء أجابت الداعية قائلة:" هناك من الشروط التى يجب علينا مراعاتها حتى يستجاب دعاءنا مثل أكل الحلال، واليقين فى استجابة الدعاء، وحضور القلب وعدم الغفلة، وعدم الدعاء بما فيه إثم أو قطيعة رحم أو إضاعة حق أو ظلم، وتحرى أوقات الإجابة مثل السجود في أثناء الصلاة لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)، كذلك الدعاء بين الأذان والإقامة لقول المصطفى( لا يرد الدعاء بين الآذان والإقامة)، وفى الثلث الأخير من الليل قبل الفجر لقول المصطفى ( إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول:( هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من سائل فيعطى سؤله، حتى يطلع الفجر) كذلك فى يوم الجمعة لقول المصطفى( إن فى يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرًا إلا أعطاه إياه وهى بعد العصر) ، كذلك دعوة الصائم حين يفطر، وبعد الصلوات الخمس، ودعوة الوالد لولده، والمسلم لأخيه بظهر الغيب، ودعوة المريض والمسافر. ونصحت بأن يبدأ دعاءه بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويختمه به يضمن الإجابة إن شاء الله.