* يسأل ياسر محمد فتح الباب- خبير في تربية النحل- ما الحكمة من تأخير إجابة الله للدعاء؟! ** يجيب الشيخ محمدي حسن خضر- وكيل مديرية أوقاف الجيزة- الحق تبارك وتعالي يقول: "ولو يعجّل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون" "11" سورة يونس. الدعاء قد لا يجاب.. ويكرره الإنسان أكثر من مرة.. ولا يجاب.. حينئذ يحزن الداعي.. ويعتقد أن الله لا يقبل منه.. نقول له: لا.. ولكنك تدعو دعاء قد يكون شراً لك.. ولو أن الله أجابك إلي ما تطلبه.. وهو يعلم أنه شر لك.. وانت تحسب أنه خير.. لو أن الله عجل لك الاستجابة لدعاء الشر لربما كان فيه هلاكك وانت لا تدري.. ألا يدعو الإنسان أحياناً علي نفسه علي أولاده؟.. ماذا يحدث لو أجيبت الدعوة.. "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أتنا بعذاب إليم" "32" سورة الأنفال. لكن الله سبحانه وتعالي الذي يعلم أن من هؤلاء الذين دعوا هذا الدعاء ومن أصلابهم سيكون هناك المؤمنون الأقوياء صادقو الإيمان الذين سينشرون رسالة هذا الدين في الدنيا كلها.. لذلك لم يجبهم إلي دعائهم لأنه عليم بما سيحمله من يؤمن من هؤلاء برسالة الإسلام إلي أقصي الأرض.. ألم يقل الحق سبحانه وتعالي: "وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" "216" سورة البقرة. إذن فأنت لست مقياساً في الخير والشر.. تري شيئاً تحسبه خيراً وهو شر.. وتستعيذ من شيء وهو خير لك. لذلك فالحق سبحانه وتعالي يقول: "ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير" "11" سورة الإسراء. أي أنه يدعو ويلح في الدعاء فيما هو شر له وأحياناً يستجيب الله فيعرف الداعي أنه طلب شراً.. وأحياناً لا يستجيب الله للدعاء بالهلاك لأنه خير لمن يدعونه.. فعندما قال الكفار لرسول الله صلي الله عليه وسلم: "أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً" "92" سورة الإسراء.. أما كان الله يريح الدنيا من هؤلاء الكفار الذين طلبوا ان يسقط عليهم السماء فيهلكهم.. ولكنه لم يفعلها حتي يزدادوا طغياناً ويضاعف لهم العذاب يوم القيامة.. يقول الحق سبحانه وتعالي: "ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون" "11" سورة يونس. إذن فعدم إجابة الله لاستعجال الناس إنما يكون له حكمة هي ان يبقيهم لينصر الإسلام عليهم ويثبت لهم عجزهم ويريهم الذلة أمام أعينهم. لذلك فإن الذين حاولوا قتل رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم الهجرة خرج الرسول من بينهم وألقي التراب علي وجوههم وجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم وذلة لهم ولقومهم. * تسأل غادة محمود- من مطروح-: هل يعتبر القدمان عورة للمرأة في الصلاة؟ ** يجيب الشيخ عبدالعزيز عبدالرحيم حسن- مدير إدارة الهرم بأوقاف الجيزة- ذهب أهل العلم إلي أنه لابد من ستر العورة التي هي شرط من شروط صحة الصلاة وأنه لا تصح الصلاة بدونها عند القدرة عليه. وبالنسبة لقدمي المرأة في الصلاة فقد ذهب الأحناف إلي أن ظاهرة القدمين ليس بعورة بخلاف باطنهما فإنه عورة. وذهب الشافعية والحنابلة إلي أنهما عورة لما رواه أبو داود عن أم سلمة "رضي الله عنها" أنها سألت النبي صلي الله عليه وسلم: أتصلي المرأة في درع- أي قميص- وخمار بغير إزرار؟. فقال: "نعم إذا كان الدرع سابغاً يغطي ظهور قدميها" وذهب المالكية إلي أنهما عورة متخففة ولا تبطل الصلاة بكشفهما. وكشفهما يعتبر حراماً أو مكروهاً في الصلاة ويحرم النظر إليهما وإن كان يستحب إعادة الصلاة والخروج من عهدة الخلاف فإنه يستحب ويستحسن تغطيتهما أثناء الصلاة بلبس الجوربين.