تعجبت كثيرا من غضب البعض من تفعيل القانون في أزمة الداعية السلفي الشهير الشيخ محمد حسين يعقوب الذي قام باعتلاء منبر مسجد الرحمن الرحيم بمحافظة المنيا ومنع الشيخ محمد عز عبد الستار. وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة من أداء الخطبة في مسجد تابع لوزارته سواء كان منضما فعلا أو في طريقه الي الضم بحكم القانون 238 لسنة 1996 الذي ينص علي أن من يصعد المنبر أو يلقي درسا في مسجد بدون ترخيص من وزارة الأوقاف توقع عليه عقوبة الحبس لمدة شهر أو 100 جنيه غرامة أو كلتا العقوبتين علي من يخطب الجمعة بلا رخصة. وزاد إعجابي بالسلوك الحضاري - وليس الغوغائي - الذي قامت من خلاله الوزارة بالتعامل القانوني مع الموقف من خلال تحرير محضرين ضد الشيخ يعقوب ومحمد طلعت. عضو بمجلس الشعب السابق عن الجبهة السلفية والذي اعلن حزب النور انه مستقيل منه منذ فترة طويلة وليس عضوا فيه. ألسنا جميعا نعاني الآن من غياب دولة القانون ولهذا فإنني أتعجب ممن يريدون تغييبه او تفعيله حسب أهوائهم. وواجبنا جميعا العمل علي إعلاء دولة القانون وأن تسير القضية إلي آخرها ولتكن النتيجة ما تكون. فالكل امام القانون وخاصة علماء الدين الذين من المفترض انهم احرص الناس علي القانون والنظام والبعد عن الفتنة التي لعن الله من ايقظها. اعجبني كذلك السلوك الحضاري من وزارة الأوقاف التي اصدرت بيانا اكدت فيه أن هذه الأفعال الغوغائية لا تليق لا بالدين ولا بالأخلاق ولابد من سرعة تنفيذ القانون تجاه هذه الأعمال التي تُعد بلطجة واضحة ومحاولة لبسط السطوة والنفوذ علي بيوت الله بالقوة والبلطجة. في ظل هذا الإعجاب بالموقف الحضاري لوزارة الأوقاف فإنني أطالب الصديق الدكتور محمد مختار جمعة. وزير الأوقاف البحث عن وسيلة للاستفادة بالعلماء غير الأزهريين ممن لهم ثقل لدي الرأي العام سواء بتصريح مسبق أو خلافه للاستفادة منهم والرد علي من يزعمون أن الوزارة تمارس التأميم للدعوة وإقصاء المخالفين لها. وفي نفس الوقت أطالب الدعاة غير الأزهريين أن يبتعدوا عن الغلظة التي لم تكن يوما ما محمودة بل أن الله حذر رسوله منها. وأن يبتعدوا عن الجدل ولو كانوا محقين وان يحسنوا طاعة ولي الأمر بصرف النظر عن رأيهم فيه. كلمات باقية : يقول الله عز وجل :¢ فَبِمَا رَحْمَةي مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَي اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ¢ آية 159 سورة آل عمران