تابعنا بكل أسي خبر الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق أفراد من قوات الشرطة في مديرية أمن القاهرة يوم الجمعة الماضي وإحدي نقاط التفتيش بمحافظة بني سويف يوم الخميس الماضي 23 يناير 2014 . ومن قبل جريمة الاعتداء علي مبني مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة وغيرهما من الجرائم بحق من يسهرون علي أمن الوطن. وبوسع المرء هنا أن يتساءل : بأي منطق وعرف ودين وأخلاق تتم مطالبة أفراد الشرطة بتوفير الأمن والأمان للمجتمع وفي الوقت نفسه يجري الاعتداء عليهم ومهاجمة مقارهم ونقاط التفتيش التابعة لهم ؟!. إن الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم لم يجرموا في حق قوات الشرطة وحدها وإنما في حق المجتمع المصري ككل. ولذا فعلي كل فصيل سياسي وكل مواطن مخلص رجلا كان أو امرأة أن يتصدي بما يستطيع لمجابهة أولئك المجرمين أو ينبري كأضعف الإيمان لشجب أفعالهم الدنيئة. حتي تتحقق نعمة الأمن التي هي مطلب كل أمة وكشف كل غمة. علي كل الأحزاب والحركات السياسية إن كانت وطنية حقا أن تدعو إلي عقد اجتماع او حتي مؤتمر موحد لكل قادتها يستمر كفعالية كبري عدة أيام لإدانة أي عمل أو فعل أو قول أو فكر أو تخطيط يخل بالأمن في مصر ويهدد استقرارها. فمن العار علينا ألا نحمي وطننا. ومن العيب أن نعجز عن تحقيق أمننا. ونترك قلة تزعزع استقرارنا . إن الحياة بدون أمن وأمان مستحيلة حقا. ففي رحابهما يأمنُ الناس علي أموالهم ومحارمهم وأعراضهم. وفي ظلالهما يعبدون ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلي سبيله. وتعم الطمأنينةُ نفوسهم ويسود الهدوء قلوبهم وتغمر السعادة ديارهم. وفي المقابل إذا غاب الأمن يتبدل الحال. ولم يهنأ أحد براحة بال. فيلحق الناس الفَزَع في مساكنهم. وينضب وصول الخير إلي الآخرين. ويتوقف تحصيل العلم. وتنقطع صلة الأرحام. ويئنُّ المريض فلا يجد الدواء ولا يسعفه الطبيب. وتختل المعايش. وتُهجَر الديار. وتتمزق الأوطان. وتَتفرَّق الأُسَر. وتُنقَضُ العهود والمواثيق. وتَبور التجارة. ويتعسَّر طلب الرزق. وتتبدل طِباع الخَلق. فيظهر الكَذِب. وينتشر الغش. ويُبادَر الناس إلي تصديق خبر الخوف وتكذيب خبر الأمن. وتمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه. ويحرم المسلم من إظهارِ شعائر دينه . لعلنا جميعا نتذكر وندرك أن نعمة الأمن كانت أولَ دعوة لخليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام . حينما قال: "رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وارزق أهله من الثمرات" سورة البقرة . آية 126. فقدّم نعمة الأمن علي نعمة الطعام والغذاء لعظمها وخطر زوالها فأي طعام يمكن أن يكون شهيا دون نعمة الأمن وأي غذاء يمكن أن يكون مفيدا والإنسان غير أمن ؟ . ولله در القائل إن نعمة الأمن تشكل مع العافية والرزق الملكَ الحقيقيَ للدنيا . فعن عبيد الله بن محصني الأنصاري عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من أصبح منكم آمنا في سربه . معافي في جسده . عنده قوت يومه . فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" رواه الترمذي وابن ماجه بسند حسن . من حديث الروح لمحمد إقبال : لقد ذهب الوفاء فلا وفاء - وكيف ينال عهد الظالمينا إذا الإيمان ضاع فلا أمان - ولا دنيا لمن لم يحي دينا ومن رضي الحياة بغير دين - فقد جعل الفناء لها قرينا وفي التوحيد للأمم اتحاد - ولن تبنوا العلا متفرقينا