تحقيق: أمل ابراهيم سعد تشدد القرآن الكريم في توصيف جريمة الخطف واعتبرها من جرائم الحرابة التي تصل عقوبتها إلي القتل الإعدام وهذا ما يوضحه علماء الدين في هذه السطور. د. عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية, يشير إلي أن الخطف يعد جريمة حرابة وهي الكلمة المشتقة من محاربة الله والرسول والمجتمع فقد جاء في قوله تعالي إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. ومن هنا يتبين لنا أن الآية الكريمة قد اعطت للقاضي حق تقييم العقوبة المناسبة لجريمة الخطف باعتبارها احدي جرائم الحرابة والفساد في الأرض والمحاربة لا للناس فقط وانما لله ورسوله ايضا.. وكما يري القاضي قطاعه بدأ بالقتل أو يتدرج إلي النفي في الأرض.. وقد شدد القرآن كما نري هذه العقوبة لان الخطف يعد انتزاعا لنعمة الأمن وسلبا لها واذا فقد المجتمع وأفراده هذه النعمة بطل كل شيء لان الانسان اذا لم يكن آمنا علي نفسه وأهله وماله وعرضه فانه لن يتفرغ لعمل اي شيء لنفسه أو لغيره وبالتالي ينهار المجتمع وتتقطع فيه كل المنافع.. ومن هنا فانه علي من يتولي الحكومة أن يعمل بكل جدية علي معاقبة الخارجين علي الأمن وتشديد العقوبة عليهم حتي يكون زاجرا ومانعا للمفسدين في الأرض وان لم يفعل ذلك يكون مفرطا في امانته وما كلفه الله به من صيانة الأمن وحقوق الناس. الأمن له الأولوية د. فوزي السيد عبد ربه عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة يؤيد الرأي السابق, ويضيف ان الحرابة هي حد من حدود الله ولذلك فقد جعل القتل والصلب وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف أو النفي في الأرض التي وردت في الآية الكريمة هي خزي في الدنيا وهذا بخلاف ما أعده الله لهم من عقاب في الآخرة وهو العذاب العظيم.. وهذا التعبير له دلالته التي تتناسب مع الجرم الذي ارتكبوه من ترويع الناس وفقدانهم الأمن في مجتمعاتهم وهذا عند الله عظيم.. ولذلك جعل الله تعالي نعمة الأمن هي جزاء للمؤمنين الذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم ولذلك قال تعالي في سورة الأنعام الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون فجعل الأمن ثوابا ومكافأة للمؤمنين الذين لديهم صفاء ونقاء في إيمانهم والرسول صلي الله عليه وسلم جعل الأمن إحدي ركائز ثلاث تقام عليها الدنيا بأسرها عندما قال من بات آمنا في سربه( مضجعه) معافي في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها بمعني أنه قد ملك الدنيا بأسرها ولذلك قدم الرسول عليه الصلاة السلام الأمن.. فهؤلاء الذين يروعون الناس ويخطفون الرجال والنساء والأطفال والشباب يعيثون في الأرض فسادا ولابد من الأخذ علي أيديهم ومعاقبتهم بما شرع الله سبحانه وتعالي.