يبدأ العام الهجري الجديد الذي يعد فرصة ذهبية لتصحيح الأخطاء والأخذ بأسباب النجاح لبداية جادة للحياة.. وهناك أسباب النجاح العشرة ففي بحث أجري سنة 1964 في جامعة هارفارد تم تقرير أن التغير في العالم يتسارع بشكل فوق المتوقع.. وهؤلاء الذين لن يستطيعوا مسايرة إيقاع العصر فإن الحال سينتهي بهم إلي الافلاس المادي والنفسي.. وبحسب الإحصائيات العالمية فإن أقل من 3% من البشر في خضم هذه الأحداث هم من المتزنين نفسياً.. إن للنجاح أسساً وجذور وسبق أن تحدث عنها الدكتور إبراهيم الفقي. جذور النجاح: 1 العلاقة بالله تعالي هي أول جذور النجاح.. وهي من أقوي الأسباب المانحة للدافعية والقوة والطاقة.. 2 التطبع بالأخلاق فالنجاح يعتمد 93% منه علي المهارات الشخصية "وهي ما يتضمن الأخلاق وأسلوب التعامل مع المجتمع والأخلاق".. و7% مهارات مهنية.. ويعد المعيار الأساسي في تقييم الشخص هو مدي جودة أسلوبه في التعامل مع المجتمع والتزامه بالقيم الأخلاقية.. ذلك إن العمل الجماعي الناجح يتأسس علي مجموعات مترابطة تملك من أدوات التواصل الشئ الكثير.. وهو ما لا يمكن توافره إلا بين أفراد يلتزمون بالأخلاق.. 3 التفاؤل والتفكير الإيجابي.. هما من أهم جذور النجاح.. نظرية نشاطات العقل: كل ما تفكر فيه يتسع ويكبر بنفس النوع.. قانون التركيز: العقل البشري لا يفكر إلا في اتجاه واحد.. ولا يسعه تعديد المجالات.. فإذا فكر بشكل سلبي ظل في الاتجاه السلبي.. والعكس بالعكس.. وطبقا للنظريتين الماضيتين فإن كل تفكير سلبي يبدأ فيه الإنسان فإنه يتسع وينتشر بنفس الاتجاه ويظل في نفس الاتجاه من حيث كونه إيجابيا أو سلبيا. 4 الانتماء: للدين والوطن.. إن من يحاول الذوبان في الآخرين لا ينتج ولا يبدع.. فهو يتكلف دوراً غير دوره.. وكل ما سينتجه لن يكون أصيلا.. فلن يصبح إلا مسخة مقلدة.. احتياجات الإنسان للاتزان النفسي: البقاء ضمان البقاء الحب "كمحب أو محبوب" التقدير التغيير "كسر الروتين الممل" انجاز "أي انجاز من أي نوع" المعني البقاء وضمانه: لا يكون الإنسان متزناً نفسيا عندما تكون حياته مهددة.. عند الخطر يكون الإنسان في حالة غير متزنة لا تمكنه من التفكير السليم.. الحب: يحتاجه الإنسان ليكون متزناً.. فيحتاج لأن يشعر بكونه محبوباً من الناس والمجتمع وخاصة الأسرة.. ويحتاج أيضا إلي حب ما يعمله وحب ما هو عليه.. وقبل كل هذا يحتاج إلي حب الله تعالي.. التقدير: يقول الدكتور ويليام جيمس "أبو علم النفس الحديث": "إذا انتظرت التقدير ستقابل بالإحباط التام". يقول خبراء علم النفس: ضعف التقدير الذاتي هو سبب كل مشاكل الإدمان في العالم. إن شعور الإنسان بالدونية هو من أشد ما يجعله غير متزن نفسياً.. علي الإنسان أن يقدر نفسه بنفسه وأن يعلم أن الله تعالي جعله أشد المخلوقات وأقواها وأقدرها علي الانجاز.. فلا يوجد أي إنسان سلبي.. وكل الناس قادرة علي النجاح.. وانتظار التقدير من الناس لا طائل من ورائه أبدا.. فكل مشغول بحياته الخاصة ومشاكله.. التغيير وكسر الملل: التغيير هو تغيير الوضع والحالة التي يكون عليها الإنسان وقت التفكير في المشكلة.. يقول الله تعالي: "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم".. إن مجرد البدء بالتغيير لهو أول خطوة من خطوات حل المشاكل.. فهو يساعد الإنسان علي الانفصال النفسي عن مشكلته أثناء التفكير فيها.. وهو ما يمكنه من وضع حلول أكثر عقلانية بعيدة عن العواطف والنزوات.. وهو أيضا تغيير المجالات وتعديدها في التفكير.. فمن يحصر نفسه حصراً في مجال واحد لا يطيق الإخفاق فيه.. سيفقد كل شئ بأول صدمة له في هذا المجال.. الانجاز: أي انجاز من أي نوع يعطي الإنسان دافعية شديدة وثقة بنفسه.. أنا مثلاً أري كتابتي لهذا التفريغ انجازا رائعا. المعني: إذا لم تكن تعلم لم تعمل هذا العمل.. فإنك لن تستمر فيه!.. إن البعد عن الله تعالي يضيع معني الحياة بعمومها.. فلا يعلم البعيد عن الله تعالي ما قيمة حياته علي الإجمال.. أو ما يجعله يدخل في مثل هذه الدوامة..