* رمضان أ خ من الفشن: أنا من حملة القرآن الكريم. ويطلب من بعض المصلين أن يكتب له آية من كتاب الله تعالي تبركاً بها. أو يكون عنده مريض فيكتب له آية من القرآن مثل آية الكرسي أوالمعوذتين أو الفاتحة. وقد اعترض بعض الناس علي أساس أن هذا لا يجوز. علماً بأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "خذ من القرآن ما شئت لما شئت" فهل يجوز هذا العمل أم لا يجوز؟ ** يجيب الأمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق: إن القرآن وحي إلهي نزل به 0الروح الأمين علي قلب رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم. ليكون للعالمين نذيراً وبشيراً. جاء بالعقيد والشريعة فيه نبأ السابقين.من قال به صدق. ومن اهتدي به فقد هدي إلي صراط مستقيم. وقد اختلف العلماء في جواز كتابة بعض آيات القرآن الكريم أو سورة وتعليقها في أعناق الأولاد أوحملها. أو بعبارة أخري في جواز تعليق التمائم من القرآن وأسماء الله تعالي وصفاته. بجوازه ونسبوا هذا إلي عمرو بن العاص وآبي جعفر الباقر ورواية عن الإمام أحمد. وطائفة أخري قالت بعدم جواز تعليق التمائم للحديث الذي رواه أحمد عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول "من تعلق تميمة فلا أتم الله له. ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له" والتميمة ما يعلق في أعناق الأولاد من خرزات وعظام وغيرها لدفع العين. وقد جزم كثير من العلماء بقول الطائفة الأخيرة احتجاجاً بهذا الحديث وما في معناه . لأن النص عام ولا مخصص لعمومه وسداً للذريعة حتي لا يعلق في أعناق الصغار ما يجعلهم يكبرون وهم وهم يعتقدون أن شفاءهم أو حفظهم بهذا المكتوب ولم يكن من عند الله "وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم" "الآيه 107 من سورة يونس" وقد سئل ابن أبي يزيد المالكي عن أجر من يكتب ورقة فيها نحو اسم الله وما أشبه ذلك مع قرآن. وهل يجوز كتابة هذا؟ فقال لم يأت هذا في القرآن ولا في الأحاديث الصحاح فلا يجوز. والسنة الثابتة عن النبي صلي الله عليه وسلم أحب إلينا أن يدعي بالقرآن وبأسماء الله وصفاته "الفتاوي الحديثية لابن حجر الهيثمي المكي ص 88 " وهذا هو ما يشير إليه القرآن الكريم في آيات الدعاء وفيما حكاه عن الأنبياء والصالحين عن الالتجاء إلي الله سبحانه من دعاء واستغاثة. لما كان ذلك : كان العمل المسئول عنه غير جائز. لأن فيه إساءة استعمال لآيات القرآن الكريم. ولا ينبغي لمسلم أن يتخذ القرآنپتميمة يعلقها فقد أنكر رسول الله صلي الله عليه وسلم التمائم بوجه عام. بل ودعا علي من يستعملها بعدم التمام. أي قضاء حاجته من شفاء وغيره. وليس لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر وكتبه ورسله أن يستعمل القرآن في غير ما أنزل له وليس لمسلم أن يستحل أجر كتابة آية أو سورة للاستشفاء بها علي أي وجه من الوجوه. إذ قد اتفق الفقهاء علي أن هذا العمل بهذا القصد لا تجوز الإجارة عليه شرعاً ولا يحل التكسب به. أما الحديث الورد في السؤال " خذ من القرآن ما شئت " فإنه غير صحيح. إذ لم يرد في أي كتاب من كتب السنة. يصدق علي من يقول به ويعمل به قول الرسول صلي الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم والنسائي عن أنس قال: "إنه ليمنعني ويتحدث عنه أن أحدثكم حديثاً كثيراً أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من تعمد علي كذباً فليتبوأ مقعده من النار" واله سبحانه وتعالي أعلم.