منذ قيام ثورة 25 يناير وحتي الآن تعاقب علي وزارة الأوقاف أربعة وزراء بدءا من د. عبدالله الحسيني رحمه الله مرورا بالدكتور محمد عبدالفضيل العوامي ثم د. طلعت عفيفي وأخيرا الدكتور محمد مختار جمعة ومع تعاقب هؤلاء الوزراء مرت الأوقاف بحالات من المد والجزر. التقدم والاخفاق وكل وزير من هؤلاء الوزراء الكرام الذين سبقوا الوزير الحالي أخذ علي عاتقه محاربة الفساد والقضاء علي رءوس المفسدين ومع مجيء كل وزير تتعالي التصريحات بمحاربة الفساد وتحويل المخالفين للنيابة.. ولم نر حتي الآن ما هو الفساد وأين هو ومن هم المفسدون ولم يستطع وزير واحد من ثلاثتهم أن يعلن علينا حجم الفساد الذي اكتشفه ومن هم المفسدون ولماذا لم يتم تحويلهم للنيابة.. الغريب انه تم توجيه اتهامات بدون دليل لبعض كبار المسئولين دون اقامة الحجة أو تقديمهم للمساءلة.. إلي أن جاء الدكتور طلعت عفيفي الذي أطاح بجميع القيادات واستبدالهم بآخرين ممن ينتمون لتيار معين ولم يكتف هذا العفيفي بالإطاحة بقيادات الصف الأول بل جاء بقيادات جديدة للصفين الثاني والثالث من المدراء ومدراء العموم علي مستوي الجمهورية بدون وجه حق ضاربا عرض الحائط بهؤلاء الذين كانوا يحلمون بأن يكونوا يوما قادة في وزارتهم التي نشأوا فيها وتدرجوا في وظائفها.. ومرت الوزارة في هذه الفترة بحالة من السخط العام علي المسئولين الجدد الذين لا يراعون في تقديراتهم إلا لمن ينتمون لتيار سياسي معين ناسين أو متناسين مشاكل الأئمة والدعاة وخطط الدعوة المستقبلية والنهوض بالمساجد والمديريات علي مستوي الجمهورية. وشاء الله القدير أن تقوم ثورة 30 يونيو احتجاجا علي سوء الإدارة في البلاد واعتراضا علي سياسة الاقصاء التي اتبعها النظام الحاكم.. ويتم عزل الرئيس محمد مرسي وتتغير الأحوال.. ويتقلد منصب وزارة الأوقاف وزير رابع وهو د. محمد مختار جمعة الذي ألمس في خطواته الأولي والمبدئية عودة الحق لأصحابه والبحث من جديد في أولويات المرحلة وتشكيل لجنة برئاسته شخصيا لبحث التظلمات وانصاف المظلومين.. ويكفي ان وزارة الأوقاف هي الوزارة الأولي التي بدأت في تطبيق العدالة الاجتماعية بالالتزام بالحد الأدني والأقصي للدخل.. وأري ان هذه بداية مطمئنة من وزير أزهري وسطي حريص علي عودة الهدوء في هذا القطاع العريض من الدولة حتي تؤدي المساجد دورها علي أكمل وجه.. لكن يبقي أن أهمس في أذن الوزير المحترم أن يجعل نصب عينيه مشاكل الأئمة وكادرهم المالي ونقابتهم المهنية وأن يعلم تماما ان العام الماضي من أسوأ الأعوام التي مرت عليهم في غيبة الشفافية وسياسة الاقصاء التي اتبعها الوزير السابق فليعمل علي عودة الحقوق لأصحابها وليعلم ان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. *** * وختاماً: قال تعالي: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون".. صدق الله العظيم. سورة البقرة آية "281"