سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أئمة «الأوقاف» المعتصمون أمام مبنى الوزارة يلجأون للدعاء سائلين الله أن «يريحهم من الوزير» الوزارة تحذر الدعاة من أن يصبحوا «أداة فى يد القوى السياسية»
قضى الأئمة والدعاة المعتصمون أمام ديوان وزارة الأوقاف بوسط القاهرة ليلتهم، مساء أمس الأول، فى 4 خيام نصبوها أمام الباب الرئيسى للوزارة، احتجاجاً على «تسييس المنابر» وإقحام المساجد فى الصراعات السياسية، وإقصاء قيادات الوزارة وإحلال كوادر «الإخوان» من خارج الوزارة محلهم بدعوى «التطهير»، وأدى المعتصمون صلاة الفجر فى المسجد المجاور للوزارة، ولجأوا إلى الدعاء بعد الصلاة سائلين الله أن «يريحهم من الوزير»، على حد قولهم. وعلق الدعاة أكثر من لافتة على الخيام مكتوب عليها شعارات موجهة للوزير طلعت عفيفى، منها «يا عفيفى قول لبديع.. حق الإمام مش هيضيع»، و«نرفض أخونة الوزارة». ولفت مشهد الخيام المنصوبة أمام ديوان الوزارة انتباه المارة الذين استوقفتهم العمامة الأزهرية، وجلوس الأئمة على الرصيف، فضلاً عن عبارات التنديد بسياسة الوزارة و«أخونتها»، فأطلق المارة عبارات المؤازرة للدعاة المعتصمين، مثل «شدوا حيلكم».. و«ربنا معاكم» و«الإخوان يتاجرون بالدين». وتضامن مع الأئمة فى أول اعتصام من نوعه عدد من السياسيين وبعض رموز القوى الوطنية والسياسية، فحضر إلى مقر الاعتصام الدكتور أسامة الغزالى حرب والدكتور عبدالجليل مصطفى، ممثلين عن «جبهة الإنقاذ الوطنى»، معلنين تأييد الجبهة الكامل لكل مطالب الدعاة، كما حضر إلى مقر الاعتصام ممثلون عن حركة «6 أبريل- جبهة أحمد ماهر»، وأحد ممثلى حزب «النور»، وممثل عن «الجبهة الحرة للتغيير السلمى». ووصف «حرب» موقف الدعاة بأنه «بطولى ورجولى، ضد تيار يحاول تخريب البلد بأكملها، ويوزع المناصب كغنائم على أتباعه والموالين له، بغضّ النظر عن الصالح العام». ومن جانبه، حذر «مصطفى» من «اختطاف منبر رسول الله لمصلحة فئة أو فصيل معين»، مؤكداً أن الأزهر أهم وأقدم مرجعية فى مصر والعالم وهو «خط أحمر». وبدخول الليل، قامت إحدى سيارات المحافظة برش شارع صبرى أبوعلم، حيث يقع مبنى الوزارة، أثناء أداء الأئمة للصلاة، مما أدى إلى إغراق المكان بالمياه، وهو ما أثار استياء المعتصمين الذين لم يستبعدوا أن يكون ذلك إحدى وسائل الوزارة ل«تطفيشهم» بالاتفاق مع المحافظة. ومن جهتها، حاولت «الأوقاف» جس نبض المعتصمين لإنهاء اعتصامهم، فأرسلت لهم الشيخ محمد عبدالرازق، وكيل الوزارة لشئون المساجد، لكن الدعاة طالبوه بإجراء «مواجهة مباشرة» مع الوزير أمام وسائل الإعلام، شرط تقديم «عفيفى» استقالته حال ثبوت تورطه فى فساد، ولكنه لم يرد عليهم. ومن ثم بدأت الوزارة «حرب بيانات» ضد الأئمة المعتصمين مع انتصاف الليل، مؤكدة أن «حقوقهم ومطالبهم مشروعة، ويعز عليها أن ترى الأئمة يفترشون الأرض بما لا يتفق مع جلال رسالتهم ومكانتهم»، لكنها رفضت تواصل «جبهة الإنقاذ» معهم، مطالبة الدعاة ب«ألا يكونوا أداة فى يد أحد، وألا ينساقوا وراء تيارات سياسية تحاول الاصطياد فى الماء العكر، وتعمل على توسيع الفجوة بين أبناء الأسرة الواحدة». وقال عبدالغنى هندى، منسق «الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر»، إن الأئمة يرفضون تسييس الدعوة فى ظل استغلال البعض المنابر لأسباب سياسية رخيصة، مؤكداً أن «المنصب باق والأشخاص زائلون». وقال الشيخ رمضان شحاتة، أحد الأئمة، إن ما يحدث داخل الوزارة لا علاقة له بالأئمة، ولكنه «استمرار لمسلسل الظلم والاضطهاد الذى يعانى منه الإمام منذ عهد النظام السابق، حيث يتم التمييز بين الأئمة على أساس الانتماء السياسى». وقبل الفجر، دخل بعض الأئمة مسجد «شركس» الملاصق للوزارة للاستراحة فيه، خاصة مع برودة الجو، وأدوا صلاة الفجر، سائلين الله تعالى أن «يريحهم من الوزير»، ورددوا «حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل قيادات الوزارة».