شركات السياحة تطالب إدارة المتحف المصري الكبير باستثناء الأفواج القادمة من الغردقة وشرم الشيخ وتخصيص 5 آلاف تذكرة يوميًا لهم

طالب مسؤولو عدد كبير من شركات السياحة العاملة في تنظيم رحلات التفويج السياحي لليوم الواحد من الغردقة وشرم الشيخ إلى القاهرة، مسؤولي وزارة السياحة والآثار وإدارة المتحف المصري الكبير، بضرورة استثناء الأفواج السياحية القادمة من مدن البحر الأحمر وجنوب سيناء من القيود اليومية على أعداد الزوار، وتخصيص ما بين 4 إلى 5 آلاف تذكرة يوميًا لتلك الأفواج، لضمان استمرار حركة التفويج السياحي المنتظمة التي تربط بين المقاصد الساحلية والثقافية في آن واحد.
وأكد عدد من منظمي الرحلات اليومية أن قرار إدارة المتحف بتحديد الطاقة الاستيعابية اليومية أو وقف استقبال الزوار في فترات الذروة، رغم وجاهته التنظيمية، سيتسبب في إلغاء عدد كبير من الرحلات السياحية القادمة من الغردقة وشرم الشيخ، حيث فوجئ المنظمون عند وصولهم إلى بوابات المتحف برفض دخول المجموعات التي تحمل تصاريح مسبقة، نتيجة تجاوز الحد الأقصى للزوار داخل القاعات، لولا التدخل العاجل من غرفة الشركات السياحية ومكتب وزارة السياحة بالبحر الأحمر بتمكين فوج سياحي من الدخول قبل موعد الاغلاق بساعات.
وأشاروا إلى أن تلك المواقف المتكررة لا تضر فقط ببرامج الشركات السياحية، وإنما تؤثر سلبًا على صورة المقصد السياحي المصري لدى السياح الأجانب، الذين يقطعون مسافات طويلة أو يستقلون رحلات طيران خاصة من الغردقة وشرم الشيخ إلى القاهرة خصيصًا لزيارة المتحف المصري الكبير، ضمن برامج اليوم الواحد التي تلقى رواجًا واسعًا في الأسواق الأوروبية، وخاصة الألمانية والبولندية والتشيكية والإنجليزية.
وأوضح ممثلو الشركات أن الأفواج القادمة من البحر الأحمر وجنوب سيناء تمثل شريحة مهمة من زوار المتحف المصري الكبير، وأن استثنائهم من القيود المفروضة على أعداد الزوار اليوميين أو تخصيص حصة ثابتة لهم سيضمن انتظام الحركة السياحية، ويحقق التوازن بين اعتبارات التنظيم الداخلي للمتحف وبين الأهمية الاقتصادية لتلك الرحلات التي تربط بين السياحة الشاطئية والثقافية
وأكد حمادة محمود أحد منظمي الرحلات أن شركات السياحة بالغردقة وشرم الشيخ تنسق منذ أسابيع مع غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة ووزارة السياحة والآثار لبحث آلية إلكترونية واضحة للحجز المسبق للأفواج القادمة من المدن الساحلية، على أن تُمنح تلك الأفواج أولوية خاصة في جدول الزيارات اليومية للمتحف، بما يمنع تكرار حالات الازدحام والتكدس المفاجئ التي دفعت إدارة المتحف أحيانًا إلى غلق الأبواب مؤقتًا.
واكد بشار ابو طالب نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الاحمر أن زيارة المتحف المصري الكبير أصبحت جزءًا أساسيًا من برنامج السياحة في البحر الأحمر، حيث تتضمن أغلب البرامج السياحية للغردقة وشرم الشيخ رحلات منظمة إلى القاهرة لمدة يوم واحد تشمل زيارة الأهرامات والمتحف المصري الكبير، وهو ما يعزز من دمج المنتج السياحي المصري وتقديمه بصورة شاملة للسائح تجمع بين التاريخ والبحر والثقافة والترفيه.
وشدد علي أهمية الرحلات القادمة من الغردقة وشرم الشيخ في دعم السياحة الثقافية بالقاهرة والجيزة، وبحث حلول عملية تراعي الطاقة التشغيلية للمتحف من ناحية، واحتياجات السوق السياحي من ناحية أخرى، تمهيدًا لإقرار آلية إلكترونية عادلة تتيح الحجز المسبق وتوزيع الحصص اليومية بشكل منظم بين مختلف المقاصد السياحية وأن تخصيص حصة للأفواج القادمة من مدن البحر الأحمر وجنوب سيناء سيشكل دفعة قوية للموسم السياحي الشتوي الحالي، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإشغال السياحي بالغردقة وشرم الشيخ إلى أكثر من 90%، وتزايد الطلب الأوروبي على الرحلات التي تدمج بين الشاطئ والثقافة، وأن نجاح التجربة سيعزز من صورة مصر كوجهة سياحية عالمية متعددة الأنماط
وطالب ممثلو الشركات وزارة السياحة بسرعة التدخل وإصدار توجيه رسمي إلى إدارة المتحف لتخصيص حصة يومية ثابتة لا تقل عن خمسة آلاف تذكرة للأفواج القادمة من الغردقة وشرم الشيخ، مع فتح قنوات تواصل مباشرة بين مكاتب وزارة السياحة وغرفة الشركات وإدارة المتحف لضمان التنسيق المسبق وتجنب أي قرارات مفاجئة قد تؤثر على حركة السياحة الوافدة.
وشددوا على أن الهدف من هذه المطالب ليس تجاوز النظام أو الإخلال بترتيبات المتحف، بل إيجاد توازن عملي بين الطاقة الاستيعابية والأهمية الاقتصادية للأفواج التي تمثل موردًا ثابتًا من الزوار الأجانب، مؤكدين أن الغردقة وحدها تشهد سنويًا تنظيم أكثر من 150 ألف رحلة يومية إلى القاهرة عبر شركات سياحة معتمدة، وأن معظم هذه الرحلات تنتهي بزيارة المتحف المصري الكبير باعتباره الوجهة الأهم في التجربة السياحية لمصر الحديثة.
سيد جابري مسؤول غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة بالبحر الاحمر أكد أننا تتابع عن كثب شكاوى شركات السياحة المنظمة لرحلات اليوم الواحد من الغردقة وشرم الشيخ إلى القاهرة، مشيرًا إلى أنه تم تواصل مع مسؤولي وزارة السياحة والآثار وإدارة المتحف المصري الكبير لإيجاد حل دائم ومنظم يضمن دخول الأفواج القادمة من المدن الساحلية دون تعطيل أو إلغاء للبرامج السياحية للأفواج القادمة من البحر الأحمر وجنوب سيناء، لأن هذه الرحلات تمثل عنصرًا حيويًا في التكامل بين أنواع السياحة المختلفة داخل مصر، وتسهم في رفع معدلات الإشغال بالفنادق وتنشيط الطيران الداخلي، وتقديم صورة متكاملة عن المقصد المصري تجمع بين الشواطئ والآثار والتاريخ والثقافة.
ونجحت جهود مكتب وزارة السياحة والآثار بالبحر الأحمر بالتنسيق مع غرفة شركات السياحة بالغردقة في تمكين فوج سياحي يضم نحو 60 سائحًا من مختلف الجنسيات من دخول المتحف المصري الكبير وذلك بعد أن كانت إدارة المتحف قد أعلنت إغلاق الزيارة أمام الزائرين مؤقتًا نظرًا لتجاوز الطاقة الاستيعابية المقررة وجاء ذلك بعد تدخل عاجل من سامية سامي، مساعد وزير السياحة والآثار لشؤون الشركات السياحية، التي وجهت بسرعة التنسيق لتمكين الفوج الاجنبي من الدخول، خاصة أن موعد مغادرتهم البلاد كان في اليوم نفسه.وقام أيمن سلامة مدير مكتب وزارة السياحة بالبحر الاحمر بالتنسيق مع سيد الجابري رئيس غرفة الشركات السياحية بالغردقة مطالبين استثناء الفوج الأجنبي الذي وصل خصيصًا من الغردقة لزيارة المتحف قبل مغادرته مصر مساء اليوم، وأهمية تسهيل هذه الزيارة التي تمثل إحدى نقاط الجذب الرئيسية في برامج السياحة الثقافية والبيئية للبحر الأحمر
ولاقى القرار ترحيبًا واسعًا من منظمي الرحلات والسياح الذين أعربوا عن تقديرهم لحسن التعاون والاستجابة السريعة من وزارة السياحة والآثار وغرفة الشركات، مؤكدين أن هذه الخطوة تعكس مرونة المؤسسات المصرية في دعم الحركة السياحية وتقديرها لضيوف مصر من مختلف دول العالم.