عبدالله بن الحارث صحابي جليل من أبرز صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم الذين شهدوا فتح مصر وأقاموا فيها ودفنوا في ترابها وهو ابن جزء بن عبدالله بن معدي كرب بن عمرو بن عسم بن عمرو بن عويج بن عمرو بن زبيد. أبو الحارث الزبيدي المذحجي اليماني حليف أبي وداعة بن صبرة السهمي قال ابن الأثير: "وهو ابن أخي محمية بن جزء الذي كان علي المقاسم يوم بدر". كان اسمه في الجاهلية العاصي. وفي الإسلام بدل رسول الله صلي الله عليه وسلم اسمه من العاصي إلي عبدالله.. قال ابن عبدالحكم في فتوح مصر: "عن عبدالله بن صالح ويحيي بن عبدالله بكير. قالا: حثنا الليث بن سعد: عن يزيد بن أبي حبيب: عن عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي. قال: توفي رجل ممن قدم علي النبي فأسلم. فقال لي رسول الله وهو عند القبر: ما اسمك؟ فقلت: العاص.. وقال لابن عمرو: ما اسمك؟ فقال: العاص.. وقال للعاص بن العاص: ما اسمك؟ فقال: العاص.. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : العاص! أنتم عبدالله. أنزلوا "أي ادفنوا صاحبكم".. قال عبدالله بن الحارث: فوارينا صاحبنا ثم خرجنا من القبر وقد بدلت أسماؤنا". وشد عبدالله بن الحارث فتح مصر واختط بها وسكنها وروي عنه أهلها. وكان شيخ المصريين في زمنه وعالمهم. وروي عبدالله بن الحارث عن النبي صلي الله عليه وسلم وروي عنه أهل مصر. ونقل السيوطي بدر السحابة عن ابن الربيع. قال: "لأهل مصر عنه عشرون حديثاً". وهم: عقبة بن مسلم التجيبي عمرو بن جابر الحضرمي عبيد بن ثمامة المرادي عباس بن خليد الحجري عبيد الله بن المغيرة عبدالملك بن مليل البلوي سليمان بن زياد الحضرمي عتبة بن ثمامة مسلم بن يزيد الصدفي يزيد بن أبي حبيب "وهو آخر من روي عنه". قال الذهبي في السير: "وزعم من لا معرفة له. أن الإمام أبا حنيفة لقيه. وسمع منه وهذا جاء من رواية رجل متهم بالكذب ولعل أبا حنيفة أخد عن عبدالله بن الحارث الزبيدي الكوفي أحد التابعين . فهذا محتمل وأما الصحابي. فلم يره أبداً.. ويزعم الواضع أن الإمام ارتحل به أبوه. ودار علي سبعة من الصحابة المتأخرين. وشافههم. وإنما المحفوظ أنه رأي أنس بن مالك لما قدم عليهم الكوفة". وروي له أبو داود والترمذي وابن ماجة وله رواية في جامعة أبي عيسي وسنن القزويني ومما روي عنه: قال ابن الأثير: "أخبرنا إسماعيل علي بن عبيد الله وغيره قالوا بإسنادهم إلي: محمد بن عيسي قال حدثنا: قتيبة أخبرنا: ابن لهيعة عن: عبيد الله بن المغيرة عن: عبدالله بن الحارث بن جزء قال: "ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله" وروي دراج أبو السمح عن: عبدالله بن الحارث الزبيدي عن: النبي أنه قال: "إن في جهنم لحيات مثل عناق البخت تلسع أحدهم اللسعة فيجد حمتها ربعين خريفاً". عمر عبدالله بن الحارث بمصر عمراً طويلاً إلي أن عمي بآخر حياته ومات بها بقرية صفط القدور أو قرنفيل "صفط تراب حالياً" التابعة للمحلة الكبري بمحافظة الغربية ونقل جثمانه فدفن بقرفة المقطم بالقاهرة.. قال ابن الأثير: "سكن مصر وتوفي بها بعد أن عمر طويلاً".. وكان آخر من مات بمصر من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. ويختلف في سنة وفاته. فقيل سنة 85ه وقيل 86ه وقيل 87ه. والأصح أنه مات سنة 86ه كما قال الذهبي بالسير. قال موفق الدين بن عثمان بكتابه مرشد الزوار. ص149: "وعبدالله آخر من دخل مصر من الصحابة وآخر من مات بها.. وعمر عمراً طويلاً.. إلي أن قال: وقال القضاعي في خططه: قال الكندي: مات عبدالله بن الحارث بقرية يُقال لها قرنفيل ذلكر ذلك الجند العربي.. فلعله حمل ودفن بمقبره الفسطاط وقيل: بل مات بمصر ولا يُعرف قبره" وباقي ترجمته باكتاب ص148 149 فراجعها. ويوجد حتي الآن ضريح منسوب إليه بنفس القرية التي مات فيها. ولا هل تلك القرية اعتقاد فيه انه مدفون عندهم بالقرية عند الضريح المذكور. ويسمونه ضيح سيدي عبدالله بن الحارث صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم لكن هذا الضريح لا يثبت لأنه ثبت أن قبر عبدالله بن الحارث بالقرافة بالقمطم. وعلي هذا فإذا جمعنا بين وفاته بسقط تراب وبين دفنه بالمقطم. فإنه علي الأرجح نقلت جثته فدفنت بقرافة المقطم. أي أن الضريح الذي بصفط القدور لا يصح وربما يرمز فقط إلي سكنه رضي الله عنه هذه القرية. وتجب الإشارة إلي أن قبره بالمقطم مختفي الأثر والمعالم حاله كحال كل الصحابة الذين دفنوا بالمقطم رضوان الله عليهم أجمعين. وعلي سبيل المعرفة ذكر السخاوي بتحفة الأحباب أنه يوجد ضريح بقرافة المقطم معروف ب "التابعي أبي إدريس الخولاني". يُقال: إن هذا الضريح علي حقيقته قبر الصحابي عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه والأصح أن قبره بالقرافة داثر المعالم.