جدل كبير أثاره قيام الداعية الإسلامي الشيخ أمين الأنصاري بفتح مزاد خيري علي بعض متعلقات الدعاة لجمع التبرعات في المؤتمر الأول لنصرة القضية السورية. الذي عقد بقاعة مؤتمرات الأزهر حيث اشاد البعض بهده الخطوة التي تشجع علي العمل الخيري لدعم المستضعفين واعتبرها من قبيل ¢ من أستن سن حسنة ¢ في حين عارضها اخرون وأكدوا انها بدعة ومتجرة بالدين تفجرت القضية أثناء انعقاد المؤتمر للمؤتمر الأول الخاص بدعم القضية السورية تحت عنوان ¢أمة الجسد الواحد واشاماه¢ الذي نظمته رابطة الداعمين لقضايا الأمة بحضورعدد كبير من الدعاة وعلي رأسهم الشيخ حافظ سلامة. والشيخ محمد عبد السلام معاطي. مقرر رابطة الداعمين لقضايا الأمة وعدد كبير من رموز السلفيين ودعاة من بعض الدول العربية 0جاء في مقدمة المتبرعين الشيخ محمد حسان. مقدمًا ساعة يده. وجلبابه. لتقديم الدعم المادي للقضية السورية وقد تم بيع الجلباب بعشرين ألف جنيه لأحد المتبرعين. وساعة اليد ب15 ألف جنيه. كما تم طرح الشيخ ياسر برهامي قلمه ب6 آلاف جنيه لم يقتصر المزاد الخيري علي متعلقات الدعاة فقط بل امتد الي طرح ¢ كوفيه أو شال ¢ خاص بأحد شهداء الثورة السورية للمزاد وتم بيعه بعشرة آلاف جنيه . في حين قامت بعض السيدات بعض متعلقاتهن الذهبية في المزاد لتشجيع علي بناء مستشفيين للأطفال في مدينتي القصير والعين في سوريا بالإضافة الي التبرعات الشخصية من الحضور في الصناديق الشفافة وتم اسهم المؤتمر في جمع المبلغ المطلوب وهو - حسب ما أعلن الشيخ محمد عبد الجواد رئيس رابطة علماء الازهر بسوريا - 300 الف دولار وقد لاقي هذا المزاد الخيري قبولا وتشجيعا وابتهاجا لدي كبار الدعاة الذين حضروه ابتداء من الشيخ حافظ سلامه الي الشيخ محمد حسان والدكتور محمد عبد السلام والشيخ ياسر برهامي والدكتور جمال عبد الهادي وكان الشيخ حازم أبواسماعيل رئيس حزب الراية الوحيد الذي تحفظ علي قصر الأمر علي التبرعات فقط دون الاهتمام بالصراع العقائدي بين أهل السنة والشيعة في سوريا أو أن يتم تخدير ضمائر المتبرعين بأنهم قد أدوا كل ما عليهم ويعودوا الي بيوتهم سعداء مرتاحي الضمير ويتوقف دعمهم واهتمامهم بالقضية عند هذا الحد ولم ينكر المزادات الخيرية في حد ذاتها بل رأي أنها جزء من الدعم وليست كل الدعم المطلوب رفض الدعاة الذين حضروا المزادات الخيرية علي متعلقات الدعاة أو من قام بإدارة المزاد مثل الشيخ أمين الأنصاري معارضة البعض لها بزعم أنها ¢ بدعة ¢ فأكدوا أن الله جعل الحياة ميدان سباق للخير بكل الوسائل المشروعة التي لم يرد فيها نهي في القرآن الكريم أو السنة النبوية لهذا كان هدف الجميع نيل رضوان الله ودعم إخواننا المجاهدين والمستضعفين في سوريا الجريحة ونحن حين فكرنا في المزاد الخيري لم نأت ببدعة وإنما هو نوع الاجتهاد في الوصول الي سنة حسنة تشجع علي فعل الخير. ألم يقل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ سُنَّةَ خَيْري فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا فَلَهُ أَجْرُهُ وَمِثْلُ أُجُورِ مَنْ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مَنْقُوصي مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ سُنَّةَ شَريّ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ وَمِثْلُ أَوْزَارِ مَنْ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مَنْقُوصي مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا . وتعجبوا : ما البدعة في التسابق في الخير لمواجهة من يتسابقون إلي الشر واضطهاد أهل الحق والتنكيل بهم فالغاية من المزاد الخيري هنا نبيلة والوسيلة مشروعة وقد أمر الله تعالي المؤمنين الصالحين بالمسارعة إلي الصالحات والمسابقة في عمل الخيرات فقال سبحانه ¢ وَلِكُليّ وِجْهَةى هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَي كُلِّ شَيْءي قَدِيرى¢ آية 148سورة البقرة .ووصف الله عز وجل المؤمنين المتقين بأنهم هم الذين يسارعون في الخيرات ويتسابقون إلي فعلها فقال تعالي ¢وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةى أَنَّهُمْ إِلَي رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ¢ الآيتان 60- 61 سورة المؤمنون . ونفوا أن يكون الهدف من هذا المزاد البحث عن الشهرة أو الرياء لأن الله هو المطلع علي النوايا والقائل ¢ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ¢ آية 19 سورة غافر . وقد أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن الحساب عند الله سيكون علي النية التي لا يعلمها إلا هو فقال ¢ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه¢ وتساءلوا : ماذا قدم المشككون في نية من شاركوا في هذا المزاد الخيري الذي ليس فيه أي مخالفة شرعية وإنما استجابوا لاستغاثات إخوانهم المجاهدين الذي يحاربوا سفاح سوري النصيري الذي تسانده كل فصائل الشيعة والدول المعادية لأي وجود للقوي الاسلامية السنية علي ارض سوريا ونحن هنا نستجيب لما حث عليه النبي صلي الله عليه وسلم من المبادرة والمسارعة في عمل الخير قبل أن تتغير النفوس وتتقلب القلوب حين قال ¢ بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ أَحَدُهُمْ دِينَهُ بِعَرَضي مِنَ الدُّنْيَا¢ وقوله صلي الله عليه وسلم أيضا ¢ بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْظُرُونَ إِلاَّ فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًي مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوِ الدَّجَّالَ فَشَّرُّ غَائِبي يُنْتَظَرُ أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَي وَأَمَرُّ¢ وقالوا : نحن نقتدي في المسارعة الي الخير بكل الوسائل اقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم الذي ضرب أروع الأمثلة في المسارعة والمبادرة إلي الخير وعدم تسويف المسابقة إليه فعَنْ عُقْبَةَ . قَالَ:صَلَّيْتُ وَرَاءَ النًّبِيِّ صلي الله عليه وسلم . بِالْمَدِينَةِ . الْعَصْرَ . فَسَلَّمَ . ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا . فَتَخَطَّي رِقَابَ النَّاسِ إِلَي بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ . فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ . فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ . فَرَأَي أَنَّهُمْ عَجِبُوا مِنْ سُرْعَتِهِ . فَقَالَ : ذَكَرْتُ شَيْئًا مِنْ تِبْري عِنْدَنَا . فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي . فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ ¢. ولقد تعلم صحابته هذا الخلق الطيب عَنْ أَسْلَمَ . قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ:أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم أَنْ نَتَصَدَّقَ . فَوَافَقَ ذَلِكَ عِنْدِي مَالاً . فَقُلْتُ : الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْري إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا . قَالَ : فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم : مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ ؟ قُلْتُ : مِثْلَهُ . وَأَتَي أَبُو بَكْري بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ . فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْري . مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ ؟ قَالَ : أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللهَ وَرَسُولَهُ . قُلْتُ : وَاللهِ . لاَ أَسْبِقُهُ إِلَي شَيْءي أَبَدًا¢. ومن المعروف ان المسابقة إلي الخيرات خلق لا يتصف به إلا المؤمن الصادق وكذلك فإن المسارعة إلي أعمال البر طبع لا يتخلق عليه إلا من وهبه الله تعالي رجاحة في العقل وانشراحا في الصدر وسلامة في القلب .ولقد أثني النبي صلي الله عليه وسلم علي الأشعريين من أهل اليمن بأنهم كانوا يتعاونون ويسابقون في الخير ويطبقون مبدأ التكافل بين المسلمين تطبيقا عمليا فقال النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم : إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أرْمَلُوا فِي الْغَزْو . أَوْ قل طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ .جَمعُوا مَاكَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبي وَاحِدي . ثُمَ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءي وَاحِدي بالسَّويَّةِ . فَهُمْ منِّي . وَأَنَا مِنْهُمْ ¢ وأنهوا كلامه في الرد علي من وصفوا المزادات بالبدعة : أليست هذه المزادات الخيرية نوع من التكافل الاجتماعي بين المسلمين وهو ما أرشدنا إليه النبي صلي الله عليه وسلم حين يقول ¢ من كان عنده فَضْل ظَهْري » فليَعدْ به علي مَنْ لا ظهر له. ومن كان عنده فَضْلُ زادي» فَلْيَعدْ به علي مَنْ لا زادَ له ¢. حتي ظننا أنه لا حَقَّ لأحد منَّا في الفَضْلِ¢ . ونسال الله الهداية لمن يشككون في اي عمل خيري وأن يجعلنا جميعا من الدالين علي الخير في مواجهة الشر فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢ إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ . مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ . وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ . مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ . فَطُوبَي لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَي يَدَيْهِ . وَوَيْلى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَي يَدَيْهِ¢ . وندعو الله لنا لمن يعارضنا أن نكون ممن يسعون لتفريج الكربات عن المسلمين فقَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم: مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمي كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا . فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الآخِرَةِ . وَمَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فِي الدُّنْيَا . سَتَرَهُ اللهُ فِي الآخِرَةِ . وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ. معارضة شديدة علي الجانب الآخر أعلن بعض الدعاة معارضتهم للمزادات الخيرية علي متعلقات الدعاة ووصفها بأنها نوع من البدعة والرياء والبحث عن الشو الاعلامي لأنه ليست لهذه المتعلقات أي بركة. فنجد استنكارا شديدا من الشيخ خالد حربي. عضو المرصد الإسلامي والمتحدث الرسمي باسم التيار الإسلامي في تدوينات له عبر موقع التواصل الاجتماعي ¢فيس بوك¢ فكتب :نفسي أفهم عقلية الرجل الذي اشتري قميص حسان ب35 ألف جنيه أو قلم ياسر برهامي ب6 آلاف جنيه هل فعلها من باب التبرك.. فهذا شرك. وتساءل حربي : هل من باب رياء الناس بامتلاكه مقتنيات المشاهير. فهذا رياء واضح لا يرضاه الله ورسوله ولا أدري كيف وقع المشايخ في مثل هذا. وعلق حربي قائلاً: ¢أنا لا أري سببا لهذا إلا السفه والرياء وأتعجب من مشاركة المشايخ في مثل هذه المخالفات الشرعية الصارخة التي عاشوا لسنوات طويلة يحذرون الناس منها. ووصف الشيخ علي أبو الحسن. رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر الشريف. طرح متعلقات الدعاة في مزادات خيرية للتبرع من أجل سوريا بأنه ¢عبث¢. وأكد أبو الحسن أن هذا البيع يسمي بيع ¢الغرر¢ المحرم. حيث يتم بيع الأشياء بأكثر من ثمنها. فقلم الشيخ ياسر برهامي أو ملابس الشيخ حسان لا تمتاز بشيء عن أي ملابس أخري لتباع بمثل هذا السعر¢.وإذا كان الغرض من شراء هذه الملابس هو التبرك بها فهذا حرام لأنه ليس هناك تبركا إلا بملابس الرسول صلي الله عليه وسلم. وقالت الدكتورة آمنة نصير. أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر :إن عرض متعلقات الدعاة في مزاد علني يعتبر تجارة بالدين وتقليداً للغرب والفنانين . ومن المؤسف أن الشيوخ أصبحوا مبدعين في تقليد المشاهير والغرب بشكل مستفز لهذا فإن هذه المزادات ¢بدعة سخيفة¢ ونوع من السفه والرياء ولا يوجد لمثل هذه السلوكيات ضوابط أو شرعية والمشايخ أصبحوا نجوم هذا الزمان ومن أراد أن يتبرع لسوريا فليذهب ويتبرع مباشرة دون واسطات أو فعل مثل هذه السخافات والشو الإعلامي. موقف وسط أما الداعية الاسلامي الشيخ يوسف البدري فقد اتخذ موقفا وسطا حيث أكد أنه إذا كان المقصود من طرح ملابس الشيخ محمد حسان في مزاد علني ب35 ألف جنيه أو قلم الشيخ برهامي ب 6 آلاف جنيه هو أن يتبرك بها مشتروها فهذه ¢بدعة ¢ لأنه لا يجوز التبرك إلا بملابس الرسول صلي الله عليه وسلم إذا كان الغرض من هذا الطرح وضع عوائده في أماكن الخير وخدمة القضية السورية فهو ليس حراما.