أيام قليلة وتحل علينا ذكري أعظم رحلة في تاريخ البشرية الرحلة التي كرم الله تعالي بها نبيه الكريم محمد صلي الله عليه وسلم رحلة الإسراء والمعراج وهي الرحلة التي أسري به ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي ثم العروج به إلي السماوات السبع فما فوقها والتي عايش فيها النبي الكريم أسعد اللحظات إلي قلبه حينما تشرف بلقاء الله والوقوف بين يديه ومناجاته لتتصاغر أمام عينيه كل الأهوال التي عايشها وكل المصاعب التي مرت به خاصة بعد وفاة عمه وزوجته. وفي هذه الرحلة العظيمة قال الله تعالي :"سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" فقد أراد الله أن يريه من هذه الآيات الكبري حتي يقوي قلبه ويصلب عوده وتشتد إرادته في مواجهة الكفر بأنواعه وضلالاته كما فعل الله تعالي مع موسي عليه السلام حينما أراد أن يبعثه إلي فرعون أراه من آياته ليقوي قلبه فلا يخاف فرعون ولا يهتز أمامه. وفي هذه الرحلة المعجزة أوحي الله إلي نبيه ما أوحي وشاهد النبي صلي الله عليه وسلم فيها الجنة ونعيمها وكان مما أعطاه خواتيم سورة البقرة وغفران كبائر الذنوب لأهل التوحيد الذين لم يخلطوا إيمانهم بشرك وأراه الله عز وجل من آياته الكبري ما لا يعد ولا يحصي وكأن الله تعالي يريد أن يسري علي نبيه الكريم ويثبت له أن قدرة الله تعالي فوق قدرة أعدائه وأنه إذ لم تتسع الأرض له فإن مكانه في السماء تكريما وشرفا لقدره صلي الله عليه وسلم - ثم فرض عليه وعلي أمته خمسين صلاة في اليوم والليلة والإسراء والمعراج كان لتثبيت قلب الرسول - صلي الله عليه وسلم - وإعلامه بأن الله معه. واحتفالنا بهذه الرحلة المباركة يجب أن يكون بتذكر سيرة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم - والاقتداء بسنته واتباع ما جاء به وأن نتعظ من المشاهد التي رأها النبي خلال رحلته فالإسراء والمعراج من معجزات نبينا محمد - صلي الله عليه وسلم - التي أعجزت الجميع حتي يومنا هذا .. كما أن احتفالنا بهذه الرحلة يجب أن لا ينسينا المسجد الأقصي بعد أن تركنا اليهود يدنسونه كل فترة ويقتحمون باحاته ويمنعون الفلسطينيين من الصلاة فيه بل ويقتحمونه ويعتقلون المصلين ولا ننسي أن المسجد الأقصي في خطر كبير منذ بدأ الكيان الصهيوني المحتل في الحفر أسفله تمهيدا لإزالته من الوجود وللأسف الشديد نشاهد ونشجب وندين وليس هناك تحركا من أي دولة عربية أو اسلامية لوقف هذه الإنتهاكات. المسجد الأقصي الذي أسري إليه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ومعه جبريل فصلي فيه ركعتين وأم فيه النبيين - عليهم السلام - في ليلة مباركة صعد فيها منه إلي أعلي عليين وهو أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسري النبي صلي الله عليه وسلم وأحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال فلا تنسوا المسجد الأقصي وأنتم تحتفلون بذكري أعظم رحلة في التاريخ الرحلة المعجزة الإسراء والمعراج.