السحاب هو بخار الماء المتكاثف في طبقات الجو العليا إلي ارتفاع 18 كم. وقد وردت بعض صفات السحاب في آيات القرآن الكريم: أ- السحاب المسخر بين السماء والأرض: سمي السحاب سحاباً لانسحابه في الهواء , والمسخر أي المذلل. وتسخيرا لسحاب بعثه من مكان إلي مكان. والسحاب مسخر بأمر وقدرة الله. ويسخر الله ماءَ بعينه في سحابة بعينها لأمر يريده سبحانه وتعالي» كما ورد ذلك في الحديث الذي روي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "بينما رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة: اسق حديقة فلان فتنحي ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة. فإذا شرجة من تلك الشراج وقد استوعبت ذلك الماء كله. فتتبع الماء. فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته. فقال له يا عبد الله: ما اسمك ؟ قال فلان: الاسم الذي تسمع في السحاب. فقال له يا عبد الله لم تسألني عن اسمي ؟ فقال: إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه اسق حديقة باسمك. بماذا تصنع فيها ؟ قال أما إذا قلت هذا فإني أنظر إلي ما يخرج منها فأتصدق بثلثه. وآكل أنا وعيالي ثلثه. وأرد فيها ثلثه" وفي رواية أخري "وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل". وصلاة الاستسقاء التي شرعت في طلب المطر عند القحط أو عند الجفاف وما يتبعه من هلاك الحياة واستجابة الله الفورية وإنزال المطر لدليل عملي ملموس علي تسخير السحاب. وكان صلي الله عليه وسلم إذا رأي الغيم والريح عرف ذلك في وجهه. فأقبل وأدبر فإذا أمطر سري عنه. وذهب عنه ذلك. وكان يخشي أن يكون فيه العذاب. قال الشافعي وروي عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعا أنه كان إذا استسقي قال: "اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا غدقا مجللا عاما طبقا سحا دائما.اللهم أغثنا ولا تجعلنا من القانطين. اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخلق من اللأواء. والجهد والضنك ما لا نشكوه إلا إليك. اللهم انبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء. وانبت لنا من بركات الأرض. اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعري. واكشف عنا البلاء ما لا يكشفه غيرك. اللهم إنا نستغفرك. إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا". ب- السحاب بين الإثارة والبسط: تبين علميا أن للرياح مركبتان. مركبة أفقية تسوق السحاب هي المسئولة عن عملية البسط والانتشار. ومركبة رأسية وهي المسئولة عن عملية الرفع للسحب ¢ أقلت سحابا ¢. ففي سورة الأعراف تقل المركبة الرأسية السحاب. وتقابلها في سورة الروم "الآية 48" تلك الرياح التي تثير السحاب. فالمركبة الرأسية للرياح هي المسئولة عن عن إثارة السحاب وإظهاره حيث يبرد الهواء الصاعد. وبذلك يتكثف بخار الماء غير المرئي فتتكون قطرات الماء فتظهر السحاب. أما المركبة الأفقية فهي المسؤلة عن البسط والانتشار. يقول الحق تبارك وتعالي: "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّي إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدي مَّيِّتي فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَي لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" الأعراف: 57. ويقول سبحانه وتعالي: "اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَي الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ" "الروم: 48". ت-أنواع السحب: السحب نوعان » السحب المبسوطة "Stratiform clouds" والسحب الركامية clouds Cumulatiform. ويشير القرآن إلي السحب المبسوطة في قوله تعالي: "اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَي الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ "الروم48. وأيضا في قوله تعالي: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَي الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالي فِيهَا مِن بَرَدي فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ "النور43. وتتكون السحب الركامية من ثلاث طبقات: الطبقة العليا وتتكون من بلورات الثلج والبرد. الطبقة الوسطي وتتكون من خليط من نقط الماء فوق البرد وبلورات الثلج. الطبقة السفلي وتتكون من نقط الماء النامية. وتتكون السحب الركامية بالنمو الر أسي بسمك يتراوح من 15- 20 كم. ودرجة حرارة من 60 م إلي 70 م. والسحب الركامية تكون جبال البرد التي تتكون من طبقات الجليد وهو ماء رقيق يتجمد ويشبه صفحة الماء أو المرآة تتبادل مع طبقات من الجمد. وهو قطع الثلج الذي يشبه القطن المندوف. ويتراوح حجم قطع البرد النازل من السماء من حبات في حجم بيض الحمام إلي قبضة اليد. وللحديث بقية في العدد القادم