عندما تري الأم عقوق أبنائها تبكي!! هذه الأم أطعمت وربت حتي كبر الأبناء فكان جزاؤها تحطيمها. لمصلحة من؟ هذه الأم تعرف أن لها أعداء كانوا ومازالوا يخشون بأسها! فحرضوا الأبناء من وراء الأستار علي تكسير عظامها! ولكن هل ينجحون في مسعاهم؟! وهل سيتركهم الله يخربون في أركانها؟ لا. والله لن ينالوا منها مهما كانت قوتهم. لأنها صخرة تتكسر عليها رءوس الشياطين وإن استكانت قليلاً فهي كالإعصار عندما يثور لا يبقي ولا يذر. يا أبناء مصر إن نسيتم من هي أمكم وأنكرتم لبنها الذي يسري في عروقكم فتذكروا أن العاقبة ستكون سيئة عليكم لأنكم رضيتم بالدنية وبعتم مستقبلكم نتيجة أوهام بثها أعداؤكم في رءوسكم التي أصبحت خاوية إلا من هواء فاسد استنشقتم ذاره حتي أعمي بصيرتكم كحاطب بليل لا يعرف من أين تأتيه اللدغة وستكون عميقة!! يا أبناء مصر أمكم كرمها الله في القرآن عشرات المرات كناية بوصفها وخمس مرات باسمها صراحة أنسيتم أنها البلد الأمين "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" و"ادخلوها بسلام آمنين" و"اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم" بلد الطعام والخير الذي لا مثيل له في جميع البلدان. ونسيتم أن جدكم الفرعون كان فخوراً بها "أليس لي ملك مصر". ونسيتم أن الحبيب الذي تتبعون دينه إسماً لا فعلاً أوصاكم بها خيراً "إنكم ستدخلون مصراً فاستوصوا بها خيراًَ واتخذوا منها جنداً فإن جنودها خير أجناد الأرض وهم في رباط دائم إلي يوم الدين" هل وعيتم هذا؟ أم عميت بصيرتكم بعد أن عميت أبصاركم! "افعلوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير" والله أكبر من أن يترككم تذبحون أمكم وتسلمونها لأعدائها وقد تقطعت أوصالها! افيقوا أيها الأبناء واتركوها قائمة تضمكم إلي صدورها وترضعكم من لبنها. فإذا جف منها اللبن فلن تجدوا إلا العلقم تتجرعونه وأول من يسقيكم العلقم هم من حرضوكم علي ذبحها لأنه لن يؤمن جانبكم فمن يبيع الأصل سهل عليه أن يضحي بالفرع!