درج الناس علي فهم ترتيب القوة في حديث قوة تغيير المنكر كالتالي: اليد. ثم اللسان. ثم القلب. وكان اليد أقوي من اللسان واللسان أقوي من القلب.. وهو غير منطقي.. لا يمكن أن يكون القلب هو أضعف الإيمان كما يفهم معظم الناس ما في الحديث الشريف "الإيمان هو ما وقر في القلب وصدَّقه العمل" والعمل إما باليد أو باللسان.. إذن القلب هو الأقوي. ثم إنه منطقياً أن تكون وسائل تغيير المنكر متدرجة من الأضعف إلي الأقوي وليس العكس.. لو فشل الأضعف في التغيير يأتي الأقوي.. ولو فشل الأقوي يأتي الأشد قوة. كأن تقول: إنني لا أستطيع أن أحمل هذا الثقل فإن لم يستطع من هو أقوي مني يأتي من هو أقوي منا نحن الاثنين.. لكن ما الذي جعل الناس تستسهل الترتيب الخاطيء؟! لو عدنا إلي الحديث الشريف سنجد "من رأي منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" إن "ذلك" اسم إشارة يعود علي البعيد لا القريب.. يعود علي اليد وليس القلب.. لو كان اسم الإشارة "وهذا أضعف الإيمان" لكان القلب هو الأضعف.